أخرجوهم من البيت الأبيض إنهم أناس يتطهرون

 أخرجوهم من البيت الأبيض إنهم أناس يتطهرون
السبت ٠٨ فبراير ٢٠٢٠ - ٠٩:٤٤ بتوقيت غرينتش

ما كان بامكان اي بلد او اي شعب او اي منظمة او اي جهة في العالم مهما اوتيت من قوة وتاثير ان تكشف زيف وخداع وضحالة ونفاق وكذب ودجل الحياة السياسية الامريكية كما كشفها الرئيس الامريكي الارعن دونالد ترامب ورهطه من السفهاء.

العالم - يقال ان

بعد ان اسقط ترامب وزبانيته الستار عن حقيقة دهاليز السياسة الامريكية، فاذا بها قذرة جشعة متوحشة دون اخلاق او قيم انسانية، فالنظام الامريكي الذي اُريد ان يكون نموذجا للدول الاخرى في الديمقراطية والشفافية، فاذا به اسوء من اكثر الانظمة دكتاتورية في العالم.

الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه ترامب استنهض كل عناصر الجاهلية وفي مقدمتها التعصب الاعمى داخل اعضاء الحزب وحال دون عزل رئيس ضبط بالجرم حيث يستغل السلطة ويضع العراقيل امام تنفيذ العدالة، عبر منع دعوة الشهود وتقديم الوثائق التي تؤكد بما لا يقبل الشك انه فاسد.

اللافت انه وبعد ان تم "تبرئة" ترامب من قبل حزبه!، انقض كالوحش الكاسر على كل من قال الحقيقة من اعضاء ادارته ولسال حاله يقول "اخرجوهم من البيت الابيض انهم اناس يتطهرون"، فبدأ بإقالة اللفتنانت كولونيل ألكسندر فيندمان كبير خبراء البيت الأبيض في الشأن الأوكراني من منصبه بعد ان تجرأ وشهد على فساده .

ديفيد بريسمان محامي فيندمان قال في بيان له "لا يوجد أدنى شك لدى أي أمريكي بخصوص سبب إنهاء عمل هذا الرجل... لقد طُلب من فيندمان المغادرة لأنه قال الحقيقة".

فيندمان هذا كان قد شهد خلال مساءلة ترامب في مجلس النواب ، بأن ترامب قدم طلبا غير ملائم إلى الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي خلال اتصال هاتفي ،ولم أكن أصدق ما كنت أسمعه في المكالمة، حيث طلب فتح تحقيقات بشأن منافسه الديمقراطي جو بايدن.

فيندمان لم يكن الضحية الاولى ولا الاخير للديمقراطية الامريكية المزيفة، فقد واصل ترامب انقضاضه على من قال الحقيقة حول تصرفاته الرعناء، فقد أقال ايضا سفير امريكا لدى الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند الذي كان قد أدلى بشهادة خلال التحقيقات التي أجراها مجلس النواب في إطار إجراءات عزل ترامب.

سوندلاند كشف امام مجلس النواب الامريكي عن تورّط مباشر لترامب في مخطط لإجبار أوكرانيا على فتح تحقيق بشأن بايدن، وقال سوندلاند في شهادة مدوية نقلت وقائعها مباشرة على الهواء إنّه نفّذ أوامر ترامب لعقد صفقة مع أوكرانيا كي تفتح تحقيقاً بشأن بايدن مقابل عقد قمة بين الرئيس الأميركي ونظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في البيت الأبيض.

وعلى هامش هذه الفضيحة المدوية تم الكشف عن فضيحة اخرى وهي ان سوندلاند قدّم مليون دولار مساهمة في حفل تنصيب ترامب، فرد الاخير الجميل له فعينه بعد ذلك سفيراً لدى الاتحاد الأوروبي.

هذه غيض من فيض الديمقراطية الامريكية، نقلناها كما جاءت في الصحف ووسائل الاعلام الامريكية، ولا ندري في اي خانة يمكن ان يضع القراء مثل هذه الحقائق، ولكن عليهم قبل ان يصنفوها، ان يتذكروا ان مثل هذه الممارسات البائسة تجري في بلد يزعم قادته انه الاول في العالم سياسيا واقتصاديا وعسكريا.

نبيل لطيف