بعد أن زرعت الفوضى وخلفت الدمار..

هل تنسحب الإمارات حقا من اليمن؟

هل تنسحب الإمارات حقا من اليمن؟
الإثنين ١٠ فبراير ٢٠٢٠ - ١٠:٤٢ بتوقيت غرينتش

لم يكن انسحاب الإمارات من اليمن سببه التوجه نحو استراتيجية السلام كما يدعي المسؤولون فيها، بل تشير الحقائق إلى أنّ هذه الاستدارة ناتجة عن مخطط أبوظبي لإغراق اليمن أكثر في مستنقع الحروب والاقتتال الداخلي.

العالم - الإمارات

ولا يبدو أن الإمارات عازمة على ترك اليمن، بل إنها مصممة على أن تظل لاعباً رئيسياً، وذلك من خلال الجهود التي تبذلها لمحاربة من يخالفها هناك، وتوطيد النفوذ عبر وكلائها.

وحتى مع انسحاب معظم القوات الإماراتية سيبقى على الأراضي اليمنية قرابة 90 ألف مسلح يمني مُدرّب على يد أبوظبي من الانفصاليين، إضافة إلى مرتزقة أجانب تستخدمهم بين الحين والآخر لتنفيذ مهمات توصف بـ"القذرة" في البلاد، من بينها الاغتيالات.

واحتفى المسؤولون الإماراتيون ووسائل إعلامهم بعودة القوات، رغم ما تسببوا به من فوضى أمنية عارمة، وزرع بذور تقسيم اليمن وتفتيت مناطقه عبر المليشيات المناوئة للشرعية.

انسحابات تدريجية

في 9 فبراير 2020، أعلنت الإمارات بدء عودة قواتها من اليمن، حيث أطلقت القنوات الإماراتية بثاً مشتركاً، احتفاء بعودة القوات، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام".

وأعلن ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي للدولة، محمد بن زايد، في تغريدة على حسابه بـ"تويتر"، عودة جنود الجيش الإماراتي، واستعداد بلاده للاحتفاء بهم، في حين وجه أمير دبي محمد بن راشد، في تغريدة له، تحية لقوات بلاده بمناسبة عودتهم.

ولم يكن هذا هو الإعلان الأول لسحب تلك القوات، ففي شهر أكتوبر 2019 ذكرت وسائل إعلام سحب الإمارات والسودان عدداً كبيراً من الدبابات والعربات العسكرية من عدن، بالتزامن مع وصول قوات سعودية.

وفي 8 يوليو 2019، أعلنت الإمارات عزمها تخفيض وإعادة نشر قواتها في اليمن، لتتحول- كما زعمت- من استراتيجية "القوة العسكرية أولاً" إلى استراتيجية "السلام أولاً".

لا انسحاب حقيقي

يقول الباحث اليمني في العلاقات الدولية، عادل المسني، إن هذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الإمارات سحب قواتها من اليمن، مشيراً إلى أن أبوظبي "دولة لا يمكن الوثوق بأقوالها ولا أفعالها فهي تمارس أكاذيب لا حدود لها".

وأشار، في حديث لـ"الخليج أونلاين"، إلى أنه لا يتصور انسحابها من إدارة الحرب في اليمن، مضيفاً: "ما يجري في سقطرى وشبوة من محاولات التمرد، يؤكد عدم اليأس من السيطرة والهيمنة على أرخبيل سقطرى وغيره من المنافذ الحيوية في اليمن".

وأضاف: "الإمارات لها أطماع، وأنفقت الملايين لبناء كتائب أمنية لهذا الغرض، والمعركة سجال بين أدوات أبوظبي وقوات هادي التي استطاعت إفشال محاولاتها في الانفصال بمعركة شبوة التي كانت نقطة تحول في تاريخ الصدام المباشر مع أجندات الإمارات".

ويشير الباحث في العلاقات الدولية الدكتور عادل المسني: "المتأمل بحصاد سنوات الحرب يدرك بجلاء حجم الخراب الذي لحق باليمن جراء السياسات الممنهجة على كل المستويات الاقتصادية والعسكرية والاجتماعية، فقد ترك التحالف بصمته على كل بيت، وساهم في تفشي الجهل والفقر والمرض خدمة لمشاريع الانفصال والإمامة والتنكيل بمشروع التغيير الهادف لبناء يمن اتحادي قوي".

المصدر: الخليج اونلاين