التطبيع بين الاحتلال والسودان.. الى اين؟

التطبيع بين الاحتلال والسودان.. الى اين؟
الإثنين ١٧ فبراير ٢٠٢٠ - ١٢:٤٦ بتوقيت غرينتش

بعد نحو اسبوعين من لقاء تطبيعي جمع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في اوغندا والاعلان عن اتفاق بين الجانبين على بدء تطبيع العلاقات، اعلن الاخير عن فتح الاجواء السودانية أمام الطائرات الإسرائيلية باتجاه أمريكا الجنوبية. هذا واعتبر حزب الأمة السوداني، التطبيع، خيانة وطنية مؤكدا أن ذلك لن يساعد السودان سياسيا أو اقتصاديا.

العالم - تقارير

أعلن رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، ان الطيران الإسرائيلي بدأ بتسيير رحلات تجارية عبر أجواء السودان مشيرا الى ان المشاورات تجري حاليا مع الخرطوط للتطبيع السريع.

وقال نتنياهو في كلمة ألقاها الأحد أمام زعماء للجالية اليهودية الأمريكية: "نبحث الآن التطبيع السريع. عبرت يوم أمس أول طائرة إسرائيلية المجال الجوي السوداني"، مضيفا أن فترة الرحلات المتجهة من "إسرائيل" إلى أمريكا الجنوبية ستتقلص بذلك بواقع 3 ساعات.

واشار إلى أن الممر الجوي الجديد يعتبر نتيجة اللقاء الذي عقده مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان في اوغندا.

اللقاء الذي وصفه نتنياهو بالتاريخي أثار حينها رفضا شديدا من قبل الفصائل والقوى الفلسطينية كافة، وتنديدا واسعا داخل السودان، حيث خرج السودانيون في تظاهرات احتجاجية أمام مبنى مجلس الوزراء في الخرطوم، رفضا له.

وعلى المستوى الرسمي أدانت الأحزاب السودانية، الاجتماع بين نتنياهو والبرهان، معتبرة إياه طعنة للشعب الفلسطيني، فيما قدم مدير السياسة الخارجية بالمجلس السيادي السوداني رشاد فراج السراج استقالته احتجاجا على هذا اللقاء.

وأكدت الحكومة السودانية حينها أنه لم يتم إخطارها أو التشاور معها في مجلس الوزراء بشأن لقاء رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، مع رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني في اوغندا.

وفي سياق متصل، ادعى نتنياهو، في تغريدة الاحد على "تويتر" أن فريقاً إسرائيلياً سيضع خلال أيام خطة لـ "توسيع رقعة التعاون" مع السودان، بهدف "إحلال التطبيع" مع الخرطوم.

واضاف في تغريدة أخرى، "تحت سطح الماء هناك عمليات كثيرة تغيّر وجه الشرق الأوسط وتضع إسرائيل في مكانة الدول العظمى إقليميا وعالميا"، على حد زعمه.

هذا وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية، "للمرة الأولى، عبرت طائرة ركاب إسرائيلية (M-ABGG) عبر الأجواء السودانية، في طريقها من مطار كينشاسا في الكونغو الديمقراطية، إلى مطار بن غوريون الإسرائيلي.

وذكرت الصحيفة إن "طائرة إسرائيلية صنعت التاريخ في نهاية هذا الأسبوع عندما أصبحت أول طائرة اسرائيلية تطير عبر المجال الجوي السوداني، حيث سافرت إلى تل أبيب من كينشاسا على متن رحلة استغرقت أقل من 7 ساعات"، حسب تعبير الصحيفة، التي اشارت إلى أن الرحلة جاءت بعد لقاء نتنياهو بالبرهان في أوغندا، حيث قال الأخير إن بلاده ستسمح الآن للطائرات الإسرائيلية باستخدام مجالها الجوي.

وقالت الخرطوم في الخامس من فبراير / شباط الجاري إنها أعطت الطائرات الإسرائيلية موافقة مبدئية على الطيران في الأجواء السودانية وذلك يعد يومين من اجتماع البرهان مع نتنياهو في أوغندا.

وكان الزعماء العرب قد اتفقوا خلال قمة "اللاءات الثلاثة" التي انعقدت في العاصمة السودانية الخرطوم عام 1967 على "ثلاث لاءات" هي "لا اعتراف ولا تفاوض ولا سلام" مع الكيان الاسرائيلي.

ويرى مراقبون للشأن الاسرائيلي ان تطبيع العلاقات مع السودان سيساعد في حظوظ نتنياهو الانتخابية قبل شهر من انتخابات الكنيست الاسرائيلي المقررة في الثاني من مارس آذار القادم.

ويعتبرون ان نتنياهو هو المستفيد الأكبر من اللقاء التطبيعي مع البرهان، والذي اعتبره الاخير إنجازا للسودان، لفتح أبواب الإدارة الأمريكية أمام الخرطوم، بما في ذلك إقناع واشنطن برفع اسم السودان من "قائمة الارهاب".

في المقابل قال رئيس حزب الأمة السوداني، الصادق المهدي إن التطبيع مع الكيان الاسرائيلي في ظل ما يسمى "صفقة القرن"، يعد خيانة وطنية، مؤكدا أن هذا التوجه لن يساعد السودان سياسيا أو اقتصاديا.

وأضاف، في مقال له بصفحة حزبه عبر "فيسبوك": "من يقول إن التطبيع مع إسرائيل يحقق مصالح السودان فهو واهم".

وأردف: "التعامل مع إسرائيل في ظل سلام عادل وارد، ولكن التعامل مع إسرائيل في ظل الصفقة، خيانة وطنية وقومية وإسلامية ودولية".

واعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن كيانه يقيم علاقات "سرية" مع دول عربية، عدا ثلاث منها فقط.

ولا تقيم أي دولة عربية، باستثناء مصر والأردن، علاقات دبلوماسية "علنية" مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، فيما ازدادت في الفترة الأخيرة، وتيرة التطبيع من خلال مشاركات إسرائيلية في أنشطة رياضية وثقافية وفنية تقيمها دول خليجية عربية.

ويرى المراقبون انه في حال التطبيع الكامل للعلاقات بين الخرطوم وتل ابيب يعني أن السودان سيصبح ثالث دولة عربية تنضم الى قائمة الدول التي تعترف علنيا بالاحتلال الاسرائيلي على الرغم من موقف الشعب السوداني الذي يرفض رفضا قاطعا اي شكل من اشكال التطبيع مع الكيان الغاصب نصرة للقضية الفلسطينية.