إلى الذين احتفلوا ورقصوا طربا لفوز نتنياهو .. نقول مهلا !

إلى الذين احتفلوا ورقصوا طربا لفوز نتنياهو .. نقول مهلا !
الثلاثاء ٠٣ مارس ٢٠٢٠ - ٠٥:٥٨ بتوقيت غرينتش

نستغرب أن يقوم سياسي مثل بنيامين نتنياهو متهم بالفساد والتزوير وتبديد المال العام بالاحتفال بفوزه في الجولة الانتخابية الثالثة في أقل من 11 شهرا، وهو الذي لم يتجح تكتله في الفوز بأغلبية المقاعد في الكنيست، وما يبعث على الغثيان أيضا أن يجد في بعض الدول العربية المطبعة من يحتفل معه.

العالم - مقالات وتحلیلات

بعد فرز 90 بالمئة من صناديق الاقتراع حصل تكتل الليكود اليميني المتطرف الذي يتزعمه نتنياهو على 59 بالمئة من المقاعد فقط، وإذا استمر الوضع على هذا الحال فإنه لن ينجح في تشكيل الحكومة الجديدة، وستذهب الدولة العبرية إلى انتخابات رابعة مما يعكس حجم الأزمة السياسية التي تواجهها.

لم تنجح هدايا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى نتنياهو في تحقيق فوز ساحق له في الانتخابات وتتويجه ملكا لإسرائيل، ابتداء من "صفقة القرن"، ومرورا بضم 30 بالمئة من الضفة الغربية، وانتهاء بضم القدس المحتلة وهضبة الجولان، وحتى لو نجحت، فان نتنياهو سيدخل التاريخ على انه اول رئيس وزراء فاسد ومدان من قبل القضاء يشكل الحكومة في دولة تدعي انها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، أي ديمقراطية هذه التي تأتي بالفاسدين إلى قمة الزعامة وتسلمهم كفة الحكم في البلاد؟ أن اول القصيدة كفر، وان هذا "الشعب" الذي انتخبه "غير سوي" وتتغلغل العنصرية في جيناته، ويعيد تذكيرنا بنظيره الجنوب افريقي الذي انقرض.

للذين احتفلوا بفوز نتنياهو المبكر، واعتقدوا انه سيشكل ثالوثا عنصريا يضمم ترامب وبوريس جونسون (بريطانيا)، سيحكم العالم، ويقدم على تصفية القضية الفلسطينية، وسيجتث ثقافة المقاومة والمؤمنين بها، نقول لهم مهلا، لن تتحقق امنياتكم هذه، فالعنصرية لم تنتصر في أي زمن من الازمان، وكانت نهايتها واصحابها بائسة ومهينة.

حتى لو فاز نتنياهو فان فوزه هزيمة، لانه لم يكن حاسما أولا، ومن ناخب مرتبك ثانيا، ودولة مذعورة منقسمة تتراجع قوتها العسكرية امام صواريخ المقاومة ثالثا.

مؤشر التغيير في الوطن العربي في تصاعد، وثورة الشعب الفلسطيني على الاحتلال والظلم وقيادة رام الله باتت وشيكة وحتمية، وحتى لو ضم نتنياهو الضفة الغربية وغور الأردن، وحتى لو ضم الأردن نفسه لدولته العنصرية، فلن يؤخر هذا من نهاية دولته العنصرية الا دقائق معدودة من عمر الزمن.

فعندما تعتقل دولته العنصرية الأطفال تحت سن العاشرة، ولا يستطيع جنوده النظر في عيونهم التي تشع إرادة ووطنية وتصميم على النصر، فتأكدوا أن هذا النصر قادم لا محالة.

* "راي اليوم"