هل نجح بوتين بوضع اردوغان تحت الامر الواقع؟

الجمعة ٠٦ مارس ٢٠٢٠ - ٠٢:٢٨ بتوقيت غرينتش

اعتبر الباحث والكاتب السياسي سركيس ابو زيد ان هناك نوعين من السباق يجري في منطقة ادلب السورية، ما بين العمل الميداني والعمل الدبلوماسي او التسوية السياسية، مؤكداً ان الرئيس بوتين نجح خلال قمته مع نظيره التركي اردوغان، وضعه تحت الامر الواقع فيما يتعلق بمعركة ادلب.

وقال ابو زيد في حديث مع قناة العالم عبر برنامج "مع الحدث": ان روسيا تعمل على اساس وحدة الاراضي السورية، لكنها في الوقت ذاته تسعى الى تسويات او اقامة هدنات متقطعة من اجل الحد من الخسائر وحسم المعركة على الارض وترتيب الامور بشكل ألا تهزم تركيا بطريقة واضحة، فيما تسعى أنقرة من جهتها ان تستوعب موسكو من اجل ترتيب امورها بطريقة معينة.

واوضح، ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يعاني من مشكلة داخلية، ولذا يسعى الى التعويض الى اطلاق نوع من البيانات والشعارات تشبه اذاعة العرب قديماً، واعتبرها ظاهرة صوتية اكثر مما هي فعلية، ولذلك يطلق اردوغان هذه الشعارات عبر وزارة الدفاع التركية بان معركة ادلب اصبحت محسومة للتضخيم من اجل تحقيق مكاسب داخلية.

واكد ابو زيد، ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نجح خلال قمته مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان، وضع الاخير تحت الامر الواقع وحسم معركة سراقب بريف ادلب وارسل شرطة روسية ليقول لاردوغان بانه ممنوع ان يقوم بهجوم مضاد، حتى يكرس الانتصار الميداني على الارض السورية ومن ثم تأتي المفاوضات بعدها وترتيب نوع من الدور الامني لضبط الحدود السورية التركية.

ورأى بان ما يسمى بالوثيقة الجديدة تؤكد على وحدة الارض بسوريا، ما يعني ان تركيا يجب ان تنسحب من جميع الاراضي السورية.

من جانبه، رأى النائب السوري السابق شريف شحادة،ان الرئيس بوتين يحترم العلاقات الدولية واراد بقمته التي عقدها مع نظيره التركي انتشال اردوغان من حماقاته المتكررة، وتخليصه من مشاكله الداخلية.

وقال شحادة: ان اردوغان يضمر الشر لسوريا ولحلفائها، وهو يتخبط لا يعرف ماذا يريد بالضبط، مشيراً الى انه تارة يريد ان يدعم الارهاب وتارة اخرى يفتح ابواب اللجوء ومن ثم يغلقها.

واوضح ان اردوغان ادرك ان لا حل للسوريين الا باستعادة كامل اراضيهم من الارهابيين.

بدوره، رأى استاذ التاريخ وحضارة الشعوب خالد الاشقر، ان قمة بوتين اردوغان في موسكو مجرد توافق تم بين الرئيسين، بمعنى انها لم تكن لصالح الرئيس التركي ولن تكون ايضاً لصالح الرئيس الروسي مئة بالمئة باعتبار انه كان هناك نوع من التنازلات من كلا الطرفين.

واوضح الاشقر قائلا: فيما يخص التنازل الروسي، فمن المحتمل استمرار الوجود التركي في منطقة ادلب السورية على شكل نقاط مراقبة، لافتاً الى ان روسيا لا تريد كلياً ان تحطم اردوغان نهائياً، فهي من مصلحتها ان تستمر علاقاتها الاقتصادية القائمة مع تركيا.

واضاف، غير انه في نفس الوقت وجهت موسكو لاردوغان رسالة بان هناك خطوط حمر عليه ألا يتخطاها ومن ضمنها منطقة سراقب التي يجب ان تكون تحت سيطرة الجيش السوري.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/4776601