العالم – يقال ان
لم تدخر قوات الاحتلال الامريكي وسيلة الا واستخدمتها من اجل منع تنفيذ قرار مجلس النواب بإخراجها من العراق، فقد مارست ضغوطا هائلة على الحكومة العراقية ، وجندت رجالاتها المندسين في العملية السياسية لتسويف قرار مجلس النواب والابقاء على تواجدها في العراق الذي فقد شرعيته بعد جريمة اغتيال قادة النصر الذين هزموا "داعش" صنيعة امريكا، بل تحولت الى مصدر تهديد لكل دول المنطقة الرافضة للهيمنة الامريكية.
آخر الاجراءات الوقحة للقوات الامريكية الارهابية المحتلة في العراق كان نصبها صواريخ باتريوت في قاعدة عين الاسد الامريكية في الانبار بسرية كاملة وبدون علم الحكومة العراقية، في انتهاك صارخ للسيادة العراقية وفي تجاهل صلف للموقفين الرسمي والشعبي العراقي الرافضين لوجودها غير الشرعي في العراق.
ممارسة سياسة البلطجة وفرض الامر الواقع على العراقيين المتمثلة بالتشبث للبقاء في العراق عبر نصب بطاريات باتريوت جاءت بعد الزيارة السرية الفاشلة التي كشفت عنها تقارير امريكية، لقائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكينزي الى العراق ولقائه المسؤولين العراقيين بهدف الضغط عليهم لمنع الحكومة العراقية تنفيذ قرار مجلس النواب باخراج القوت الامريكية وكذلك لاقناعهم بنصب صواريخ باتريوت في قاعدة عين الاسد، وهما مطلبان لقيا رفضا قاطعا من الجانب العراقي.
عضو كتلة "الفتح" وعضو لجنة الامن والدفاع النيابية في مجلس النواب العراقي النائب كريم عليوي، إعتبر نشر صواريخ باتريوت الأمريكية في العراق، يمثل تجاوزا على سيادته، وسيعطي واشنطن فرصة كبيرة للبقاء على الاراضي العراقية.
واضاف عليوي ، ان البرلمان العراقي يمثل كل مكونات وأطياف الشعب العراقي، وقرار إخراج القوات الأمريكية، هو رأي الجميع، لذا فإن محاولة تلك القوات نشر منظومات باتريوت في قواعدها أو زيادة قدراتها القتالية بأي شكل من الأشكال مرفوض.
بات واضحا للعراقيين ان امريكا لا تريد مغادرة قاعدة عين الأسد، وهذا الاصرار على البقاء لا علاقة له بما تروج له امريكا بشان مكافحة "داعش"، الذي هزمه العراقيون بدمائهم وتضحياتهم، بل هو مرتبط بمخططاتها التي تشمل المنطقة برمتها، فقاعدة عين الاسد اضحت قاعدة متقدمة لتنفيذ السياسة الامريكية المبنية على التهديد والوعيد وممارسة الضغوط على كل الدول الرافضة للسياسة الامريكية القائمة على قاعدة مصالح الكيان الاسرائيلي.
هذه الحقيقة ، حقيقة ان تواجد القوات الامريكية المحتلة في العراق ليست من اجل مواجهة صنيعتها "داعش" بل لتهديد "اعداء" امريكا حصرا، هو ما كشف عنها كبيرهم كينيث ماكينزي رئيس القيادة المركزية الأمريكية خلال جلسة استماع في لجنة القوات المسلحة لمجلس النواب الأمريكي عندما برر نشر صواريخ باتريوت في العراق بقوله ان:" استراتيجية الأمن القومي تنص على عملنا مع الشركاء لحرمان النظام الإيراني من أي سبل محتملة للحصول على أسلحة نووية والقضاء على النفوذ الإيراني"، كما اشار الى :"ضرورة أن تكون القوات الأمريكية جاهزة لردع إيران عن استخدام العنصر العسكري في مواجهة الولايات المتحدة".
على ضوء ما كشف عنه ماكينزي ، اين هو التهديد الايراني للعراق كما تروج له امريكا؟ اليس من حق المواطن العراقي ان يسأل لماذا تحول امريكا ارضه لقاعدة للعدوان على ايران من اجل المصالح الاسرائيلية؟ الا يكشف الاصرار الامريكي على التمسك بقاعدة عين الاسد رغم الرفض العراقي ، ان امريكا تسعى لتنفيذ مخطط اكبر من العراق بكثير؟ ما علاقة العراق بالبرنامج النووي الايراني السلمي او ببرنامج ايران الصاروخي الردعي؟ اين "داعش" في كلام ماكينزي؟ هل تقتضي مكافحة"داعش" نصب منظومة صواريخ باتريوت واستقدام 400 عسكري لتشغيلها؟ هل تحتاج مكافحة "داعش" توسيع مساحة قاعدة عين الاسد لتشمل مساحات جديدة قريبة منها ووضع اسلاك شائكة وتحصينات امنية بالاضافة الى وضع علامات تحذيرية تمنع اي جهة امنية عراقية من الاقتراب منها؟.
اخيرا من حقنا ان نسأل بإي ذنب اريقت دماء الشهيدين القائدين سليماني والمهندس من قبل القوات العسكرية الامريكية الارهابية، بعد ان طهرا ارض العراق من عصابات "داعش"؟ الجواب على هذا السؤال والاسئلة السابقة يعرفها الشعب ومجلس النواب والحكومة في العراق معرفة كاملة، وسيردون في الوقت المناسب على غطرسة وعنجهية ماكينزي واسياده، فأرض العراق ، ارض المقدسات ، لم تحتضن قاعدة اجنبية، ستلفظ لا محالة كل قواعد امريكا وفي مقدمتها قاعدة الاسد، فهذه الارض ليست مثل باقي الاراضي التي تسرح وتمرح بها قطعان ماكينزي.