سفارة اميركية تعد 'مضبطة' اتهام لحزب الله عن هجوم معسكر التاجي

سفارة اميركية تعد 'مضبطة' اتهام لحزب الله عن هجوم معسكر التاجي
الجمعة ١٣ مارس ٢٠٢٠ - ٠٩:٢٠ بتوقيت غرينتش

صحيفة الديار اللبنانية كتبت في عددها اليوم الجمعة أن السفارة الاميركية في بيروت تعد "مضبطة" لاتهام حزب الله لبنان في هجوم معسكر "التاجي" في العراق.

العالم_مقالات وتحليلات

وحسب الديار استهلت السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا اولى مهامها العملية في بيروت، بعد ساعات على جولتها التعارفية على المسؤولين، بتحصيل المعلومات حول امكانية تورط حزب الله بالاعداد لهجوم معسكر التاجي في العراق الذي ادى الى مقتل أميركيين اثنين وبريطاني واصابة أكثر من 12 آخرين بعد سقوط صواريخ كاتيوشا على المعسكر.

ونقلت مصادر سياسية عن عدد من زوار السافرة الاميركية في بيروت تأكيدهم ان السفيرة الاميركية اجرت مروحة اتصالات خلال الساعات القليلة الماضية تمحورت حول نقطة محددة ترتبط بوجود معلومات استخباراتية اميركية تتحدث عن علاقة حزب الله المباشرة بمجموعات عراقية تتهمها واشنطن بالمسؤولية عن الهجوم...

وعلم في هذا الاطار، ان مسؤولين امنيين في السفارة الاميركية في بيروت تولوا ايضا الاستفسار عن شخصيات معينة في حزب الله تعمل على الساحة العراقية، فيما يبدو محاولة من الادارة الاميركية لاعداد «مضبطة» اتهام للحزب بمفعول رجعي يعود لتعهد السيد حسن نصرالله بعودة الجنود الاميركيين الى بلادهم افقيا بعدما دخلوا المنطقة عاموديا.

ووفقا للمعلومات، تمحورت الاسئلة السياسية حول وضعية الحزب داخليا، سواء وضعه المالي او علاقته بالبيئة الحاضنة، وكذلك تأثيره على قرارات الحكومة الحالية، وما اذا كانت ظروفه الحالية تسمح له بالانخراط في عمليات مباشرة ضد المصالح الاميركية في لبنان والمنطقة... وكان من الواضح ان عملية التقييم الحالية تبدو اكثر تفصيلا من اي وقت مضى بعدما بدأ الاميركيون يشعرون ان تأثير السيد نصرالله قد تزايد في جبهات كانت مسؤوليتها المباشرة تتبع قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني قبل اغتياله، وهي ملاحظة وردت في اكثر من مراسلة اميركية مع قيادات عراقية، وتكررت خلال الساعات القليلة الماضية عبر السفارة الاميركية في بيروت...

وفي هذا السياق، تأخذ مصادر معنية بهذا الملف الانشغال الاميركي بمحاولة البحث عن ادلة تورط حزب الله في عملية التاجي، وغيرها من الهجمات التي سبق وحصلت في سوريا والعراق بعد اغتيال سليماني، على محمل الجد، خصوصا ان ثمة تعاوناً بين السفارتين البريطانية والاميركية في بيروت على تقاطع المعلومات خصوصا في الهجوم الاخير، باعتباره الاكثر دموية، وحرفية، وعلى الرغم من وجود مستشارين ايرانيين لدى الحشد الشعبي العراقي، وتميز بعض وحدات الحشد، تبقى الاسئلة مفتوحة ومقلقة حول اسباب الاصرار على محاولة توريط الحزب باعتباره الاكثر قدرة على تنفيذ عمليات مماثلة بحسب تقييمات التحالف الغربي في العراق، ولذلك ثمة عملية تقييم في المقابل لاسباب الاندفاعة الاميركية التي تزامنت مع غارات جوية على الحدود السورية والاعلان عن الاصرار على محاسبة مرتكبي الهجوم وقول وزير الدفاع الاميركي مارك اسبر ان كل الخيارات مطروحة على الطاولة في سبيل مثول الجناة امام العدالة ومواصلة الردع، متهما جماعات شيعية مسلحة تدعمها ايران بالوقوف وراء الهجوم دون الانخراط في التسمية مباشرة.

وهذا ما يترك باب التكهنات مفتوحا على مصراعيه حيال «الخطوة» الاميركية المقبلة، خصوصا ان ما حصل في «التاجي» ليس الا بداية «دفع ثمن» اغتيال سليماني، وهذا يعني حكما ان مسرح العمليات سيكون مفتوحا على كل الاحتمالات، لكن يبقى السؤال الجوهري في كيفية تعامل واشنطن مع «مضبطة» اتهاماتها ضد حزب الله بعد تحوله الى عدو «رقم واحد» في المنطقة «بتوصية» اسرائيلية، في المقابل لن يحصل الاميركيون على «اقرار» من الحزب بهجمات مماثلة على الرغم انهم يدركون بان ما حصل «شرف» بالنسبة اليه، ولكن لن يدعيه.

العالم_لبنان