المحتل الأمريكي يهدد وحدة العراق

المحتل الأمريكي يهدد وحدة العراق
السبت ١٤ مارس ٢٠٢٠ - ١٠:٢٥ بتوقيت غرينتش

العدوان الامريكي البريطاني المزدوج على العراق كشف وبشكل سافر عن الوجه الحقيقي للمحتلين واصرارهم على البقاء في العراق خدمة لمصالحهم غير المشروعة في العراق والمنطقة وفي مقدمتها المصلحة الاسرائيلية بالدرجة الاولى.

العالميقال ان

قتل ابناء العراق الابرار من جيش وحشد ومدنيين بدم بارد، واستهداف مدنهم المقدسة، وتدمير منشآتهم المدنية التي بنوها بكدهم وعرقهم، والاعلان وبكل صلف ووقاحة عن المسؤولية عن كل تلك الجرائم، يؤكد امرا واحدا وهو ان المحتل ليس في وارد الخروج من العراق بالطرق السياسية والقانونية.

لو كان لدى المحتل رغبة في الخروج من العراق لكان قرأ الرسالة التي كتبها العراقيون بحروف كبيرة و واضحة والتي اكدت على ضرورة خروجه من العراق بعد دعوة الحكومة العراقية وبشكل رسمي المحتل بالخروج ، وبعد القرار الذي صادق عليه البرلمان العراقي بالاغلبية والذي طالب بخروج المحتل ، وبعد التظاهرات المليونية التي شهدها العراق والتي دعت الى خروج المحتل، إثر الجريمة النكراء التي ارتكبها المحتل الامريكي بتحريض اسرائيلي واضح وأدت الى استشهاد قادة النصر على "داعش" ، صنيعة امريكا و"اسرائيل"، الشهيدين القائدين قاسم سليماني وابو مهدي المهندس.

من الواضح ان المحتل الامريكي يعول على طابوره الخامس في العراق من اجل ضرب الموقف الحكومي والبرلماني والشعبي العراقي المطالب بخروج المحتل، عبر التشكيك بوجود راي عام عراقي رافض لوجوده، من خلال خلق راي مزيف تتبناه وسائل اعلام مرتبطة بالتحالف الامريكي الصهيوني العربي الرجعي مثل قنوات "الحرة" والعربية" و "الحدث" و "سكاي نيوز" و "الشرقية" و "دجلة" و..، وذباب الكتروني سعودي اماراتي صهيوني .

اخطر ما في محاولات المحتل الامريكي وطابوره الخامس في العراق، هو ما نسمعه من خطاب في غاية الخطورة يستهدف العراق كوجود، عبر الترويج لكذبة كبرى مفادها ان من يرفضون وجود المحتل الامريكي هم "الموالون ايران" و"ليس هناك اجماع بين العراقيين في هذا الشان" ، بل بدأنا نسمع دعوات تطالب بنقل القواعد الامريكية الى شمال وغرب العراق، لتكون في "مأمن"!!، الامر الذي يؤكد وجود نوايا حقيقية لدى هذا المحتل لتقسيم العراق وشرذمة شعبه.

لا يحتاج المراقب للمشهد العراقي لذكاء خارق ليكتشف الايدي الامريكية القذرة وراء كل ما جرى ويجري في العراق من محاولات لحرف التظاهرات المطلبية المحقة للشعب العراقي، وضرب كل محاولة للخروج من ازمة تشكيل الحكومة، والتشكيك في كل مسعى يمكن ان يوحد العراقيين على كلمة سواء، والاساءة المبرمجة للمقدسات وضرب كل الخطوط الحمراء الدينية والمجتمعية والاخلاقية للعراقيين، والاصرار على خلق رأي عام مزيف يقدم المصلحة الطائفية والعرقية والمناطقية على المصلحة الوطنية العليا.

بات واضحا ان المحتل الامريكي مصمم على البقاء في العراق، حتى لو انتهى الامر بتقسيم العراق وشرذمة شعبه، وما العدوان الثلاثي الامريكي البريطاني الاسرائيلي الاخير، الا جانب من هذا التصميم الامريكي، الامر الذي يؤكد ان لا خيار امام العراقيين للدفاع عن وحدة بلدهم وسيادتهم ومستقبلهم سوى خيار المقاومة بعد ان ضرب المحتل الامريكي بكل الخيارات الاخرى عرض الحائط.