التوتر يسود عدن تزامنا مع بدء تطبيق "اتفاق الرياض"!

التوتر يسود عدن تزامنا مع بدء تطبيق
السبت ١٤ مارس ٢٠٢٠ - ٠٩:٢٥ بتوقيت غرينتش

عاد التوتر من جديد إلى مدينة عدن، وباقي مناطق جنوب اليمن عموماً، غداة بدء تنفيذ ما يسمى بـ"اتفاق الرياض" بين حكومة هادي و"المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيا؛ فقد تحولت مدينة عدن، مساء أمس الجمعة، إلى ما يشبه ثكنة عسكرية لقوات ما بات يُسمى المجلس الانتقالي.

العالم - اليمن

وذكر شهود عيان وسكان محليون ومصادر أمنية وعسكرية في عدن، أن المدينة تشهد انتشاراً أمنياً وعسكرياً غير مسبوق منذ مساء الجمعة. فقد شوهدت في مدينة خور مكسر، الواقعة في قلب عدن، نقاط عسكرية وكتائب راجلة تنتشر في أغلب شوارع وأزقة وأحياء المدينة، بما في ذلك الخط الساحلي، وصولاً إلى مطار عدن، وهي مدججة بالأسلحة والآليات العسكرية والمدرعات الإماراتية.

وأيضا قالت مصادر، إن قوات عسكرية تابعة للإمارات اقتحمت مطار عدن ورفضت تسليم المطار إلى قوات جديدة تم تدريبها في السعودية بإشراف سعودي ضمن بنود "اتفاق الرياض"، في رفض واضح للخطوات السعودية في تنفيذ "اتفاق الرياض"، يتزامن هذا مع انتشار عسكري في مدن عدن الأخرى، لا سيما في المنصورة والشيخ عثمان ودار سعد والبريقة والمعلا، والتواهي، مقر قيادة الانتقالي.

هذه التحركات تأتي بعد منع قياديين فيما يسمى المجلس الانتقالي كانوا في الإمارات من العودة إلى عدن بعد أن وصلوا إلى الأردن، وبينهم رئيس لجنة الانتقالي الحوار "ناصر الخبجي"، وأعضاء اللجنة، فضلاً عن مدير أمن عدن المقال، "شلال علي شايع"، وهو ما ولّد ردة فعل لدى أنصار الانتقالي ونشطائه على هذه الخطوة، التي اتخذتها قيادة تحالف العدوان في عدن ضمن ما اعتبرته إجراءات تنفيذ "اتفاق الرياض"، لكن وكلاء الإمارات رفضوا تلك الإجراءات وشنوا هجوماً كبيراً على السعودية ودفعوا إلى التصعيد ضد السعودية في عدن وباقي المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.

وتشير مصادر وشهود عيان إلى أن التصعيد ليس فقط أمنياً وعسكرياً، بل هناك استهداف للمواطنين الذين ينحدرون من محافظات الشمال، ومنع للناس من الوصول إلى عدن، واحتجاز مئات السيارات والباصات في النقاط الواقعة تحت سيطرتهم والممتدة من مركز محافظة أبين مدينة زنجبار، مروراً بعدن ولحج وصولاً إلى الضالع وحدود تعز، بالتزامن مع الدفع بتعزيزات لهم إلى مدينة زنجبار في أبين، ونصب المتاريس وحفر الخنادق في محيط ومداخل عدن.

والأربعاء الفائت، اتهم المجلس الانتقالي الجنوبي التحالف السعودي بمنع قيادات المجلس من العودة إلى عدن، داعيا إياها إلى تقديم توضيح، ومحذرا من "انعكاسات داخلية".

يذكر أن السعودية رعت، في نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، اتفاقا بين حكومة المستقيل هادي وما يسمى"المجلس الانتقالي"، تضمن عودة حكومة هادي إلى عدن، وتفعيل سلطات الدولة اليمنية، وإعادة تنظيم كافة القوات تحت قيادة وزارة الدفاع، وحدد شهرين مهلة زمنية للتنفيذ، غير أن معظم بنود الاتفاق لم تُنفذ حتى الآن، وسط اتهامات متبادلة.

وشهدت عدن، مطلع أغسطس/آب 2019، قتالا شرسا بين قوات حكومة هادي ومسلحي المجلس، انتهى بطرد قوات هادي، التي اتهمت الإمارات بتدبير انقلاب ثانٍ عليها.