ماذا وراء إسقاط الحق العام بحق العميل فاخوري؟

ماذا وراء إسقاط الحق العام بحق العميل فاخوري؟
الثلاثاء ١٧ مارس ٢٠٢٠ - ٠٩:٥١ بتوقيت غرينتش

في ظل حالة التعبئة العامة التي يخوضها اللبنانيون ضد فيروس كورونا، كشف خبر العفو عن العميل الصهيوني عامر فاخوري، أمس الإثنين، عن فيروس أشد في القضاء الذي أصدر حكما بسقوط دعوى الحق العام بمرور الزمن العشري، وهو ما يتعارض مع واقع أن العمالة للاحتلال دمغة لا تمحوها الأيام مهما طالت.

العالم_لبنان

فقد أصدرت المحكمة العسكرية في لبنان برئاسة العميد حسين عبدالله، حكماً قضى بكف التعقبات عن الموقوف عامر الفاخوري، في قضية خطف مواطنين لبنانيين واعتقالهم وتعذيبهم داخل سجن الخيام، ما أدى إلى وفاة اثنين منهم, واعتبرت المحكمة في حكمها الصادر أمس، أن الجرائم المسندة إلى المتهم عامر الفاخوري، لجهة تعذيب سجناء في العام 1998 سقطت بمرور الزمن العشري، وقررت إطلاق سراحه فوراً ما لم يكن موقوفاً بقضية أخرى.

إذاً أقرّت المحكمة العسكرية سحب الملاحقات بحق الفاخوري، لتقوم السفارة الأميركية بتسلّمه ليلاً ونقله كما يعتقد إلى مقر السفارة، وربما لنقله فوراً إلى قبرص ليصير خارج دائرة أي خطر ملاحقة، والحدث الصادم كان فوق طاقة اللبنانيين على الاستيعاب.

السؤال الكبير: كيف يمكن لقضاة في المحكمة العسكريّة، لكل منهم لونه السياسي والطائفي أن يقروا بالإجماع وقف الملاحقة عن الفاخوري باستفاقة مفاجئة في يوم عطلة على الأخذ بذريعة مرور الزمن، ما ومَن وراء هذه العجلة؟

والسؤال الأهم: هل الأمر تمّ بدون غطاء سياسي، ومن أي جهات، ولأي مدى ثمة متورطين سياسيين من الصف السياسي الأول ومَن هم؟ وهل هناك تورط يطال بعض المؤسسة العسكرية، وعبر مَن قام الأميركيون بخياطة هذه الحبكة وإبقائها سراً حتى تمريرها؟

مصادر في حزب الله عبرت عن صدمتها للفضيحة ومدى وقاحة مَن تورّط فيها، مستبعدة أن يكون ثمّة تورّط سياسي أبعد من قضاة المحكمة العسكرية، متوقعة أن يترتب على الموقف الشعبي وردة الفعل التي ستنجم عن الفضيحة تردّدات يصعب ضبطها، فيما رأت مصادر متابعة سياسياً أن الذي جرى فيه كمية من التجرؤ على التعامل مع المقاومة وبيئتها بطريقة غير مسبوقة منذ عقود، متوقعة موقفاً شديداً من حزب الله ومراجعة لمسارات كثيرة في الملفات الأمنيّة والقضائيّة، وما يدور حولها في السياسة، ورسائل شديدة القسوة نحو كل من تحوم حوله شبهات التورّط في هذا التجرؤ الذي يتخطّى حدود قضية جزار الخيام على أهميتها ليطال مكانة المقاومة المعنوية ومحرّماتها، والتجرؤ على معنويات شهدائها وجمهورها بطريقة لم يشهدها لبنان منذ اتفاق الطائف.

العالم_لبنان