الحكومة الاسرائيلية مخاضٌ عسير قد تُسهله الكورونا  

الحكومة الاسرائيلية مخاضٌ عسير قد تُسهله الكورونا  
الأربعاء ١٨ مارس ٢٠٢٠ - ٠٣:٤٠ بتوقيت غرينتش

المستقبل السياسي في الكيان اسرائيلي على المحك من جديد فقد حصل بيني غانتس على تكليف رسمي من رئيس كيان الاحتلال رئوفين ريفيلين لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة، وذلك بعد أن حظي زعيم "أزرق أبيض" على دعم تحالف يسار الوسط والقائمة العربية المشتركة وحزب "إسرائيل بيتنا" القومي العلماني، ليتعهد بعدها غانتس ببذل قصارى جهده لتشكيل "حكومة وطنية خلال بضعة أيام"

العالم - قضية اليوم

لكن الأمر ليس بهذه السهولة فعلى الرغم من حصول غانتس على تصويت ٦١ نائبا الا أن أرضية الخلاف التي يقف عليها المصوتون له ما تزال كبيرة فلا توجد ضمانات بأن القوى التي أعلنت دعم غانتس ستوافق على شروط التحالف ، على سبيل المثال فإن ائتلاف القائمة المشتركة العربية تدعم المرشح غانتس ليس حباً فيه بل كُرها في نتنياهو ، فقد قال زعيم الائتلاف أيمن عودة في اجتماع بثه التلفزيون الاسرائيلي مع الرئيس الاسرائيلي ريفلين، إن الناخبين المؤيدين للقائمة قالوا "لا" قاطعة لحكومة يمينية بزعامة نتنياهو وبالتالي يدعمون غانيتس حتى يفوتوا الفرصة على نتنياهو ، أما ليبرمان فقال خلال اجتماعه مع غانتس "نؤيد بيني غانتس لسبب بسيط للغاية.. قلنا في الانتخابات السابقة إن أهم شيء هو منع إجراء انتخابات رابعة" .
وبالتالي هناك ما يشبه الإجماع الاسرائيلي على عدم الرغبة في الذهاب لانتخابات رابعة وفي نفس الوقت لن يكون تشكيل الحكومة بالنسبة لغانتس أمراً سهلا ولهذا فالخيار الأقرب هو حكومة بالتناوب ما بين نتنياهو وغانتس وربما يساهم ڤايروس كورونا في دعم هذه الفكرة حتى يتسنى للكيان الاسرائيلي مواجهته لاسيما في ظل تزايد أعداد المصابين فيه بشكل كبير ، فالكيان الاسرائيلي في ظل ما يعانيه من خلافات سياسية وتشرذم في أصوات الناخبين وفي ظل حاكم اشتهر بالفساد أصبح بحاجة لحكومة عاجلة بأي ثمن .

فنتنياهو الذي يعتبر أول رئيس وزراء في إسرائيل يخضع للمحاكمة وهو لا يزال في السلطة تأجلت محاكمته التي كان من المفترض عقدها الثلاثاء الماضي وذلك بسبب تفشي فيروس كورونا فهو يواجه تهما بالفساد واختلاس أموال وخيانة الثقة في ثلاث قضايا ومع ذلك فربما تكون مصيبة كورونا فيها من الفائدة لنتنياهو ما يؤجل محاكمته وما يُمَكِّنه من النجاح في تقريب الخلافات بينه وبين ألد خصومه ، فحتى لو لم يتمكن غانتس من تشكيل الحكومة لاتساع الخلافات مع الأحزاب الأخرى قد يستطيع التوصل لحل وسط مع نتنياهو ربما يؤدي لتشكيل حكومة وحدة وطنية يتناوب على رآستها كلاهما ،وسواء أكان رئيس الوزراء القادم للكيان الاسرائيلي غانتس أو نتنياهو فإنهم بالنسبة للفلسطينيين وجوه كثيرة لعملة واحدة طالما أن من سيتولى السلطة لا يعترف بالحق الفلسطيني بل إن نتنياهو على سوئه قد بات كتاباً مقروءًا للفلسطينين وقد استطاعت المقاومة أن تهز صورته أمام جيشه ، أما غانتس فالتقديرات تشير إلى أن العدوان الرابع على غزة سيكون أول قراراته فيما لو شكل حكومته فهو لطالما انتقد عدم قدرة نتنياهو على استعادة قوة الردع مع غزة وأن الطريق الوحيد لذلك هي الحرب والعدوان الواسع، فغانتس سيصبح عليه ان يفي بوعوده للمستوطنين في غلاف غزة وبالتالي لا فرق بين نتنياهو وغانتس سوى اختلاف الأسماء.

اسراء البحيصي