أفضل دعم يقدمه بومبيو للعراقيين هو أن يكف شره

أفضل دعم يقدمه بومبيو للعراقيين هو أن يكف شره
الأربعاء ١٨ مارس ٢٠٢٠ - ٠٨:٠٩ بتوقيت غرينتش

قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن رئيس الوزراء العراقي المكلف عدنان الزرفي سيحظى بدعم واشنطن والمجتمع الدولي إذا كان سيدعم سيادة العراق وينأى بنفسه عن الفساد ويحمي حقوق الإنسان.

العالم - الخبر واعرابه

-لا يملك الانسان الا ان يقف حائرا امام تصريحات وزير الخارجية الامريكي، لكثرة ما فيها من اكاذيب فاضحة لا يمكن ان تصدر الا عن انسان يعتقد ان ما يملكه من قوة تجعل الاخرين لا يجرأون على الاعتراض عليه ، او عن انسان يعاني من امراض نفسية تجعله مفصولا كليا عن الواقع، ويبدو ان الحالتين تنطبقان على وزير خارجية ترامب وعلى ترامب نفسه.

-هل هناك عاقل يحترم عقله في العالم ولا يعتقد جازما ان آخر ما تفكر به امريكا هو "سيادة العراق" التي يضعها بومبيو شرطا لدعم رئيس الوزراء العراقي المكلف، بعد ان غزت امريكا العراق واحتلته وقتلت مئات الالاف من شعبه وشردت الملايين ومازالت تنتهك هذه "السيادة" عبر رفضها الانسحاب من العراق كما طلبت الحكومة العراقية والبرلمان العراق والشعب العراقي؟!.

-اما شرط "أن ينأى رئيس الوزراء الملكف بنفسه عن الفساد" ليحصل على دعم بومبيو، فهو كذبة أكبر من كذبة "دعم الاستقلال"، فالفساد الذي يضرب العراق منذ عام 2003 هو صناعة امريكية بامتياز، ويعرف بذلك القاصي والداني، من اجل سد كل الطرق امام قيام عراق قوي موحد سيد قد يشكل خطرا على المخططات الامريكية ومصالح الكيان الاسرائيلي غير المشروعة في المنطقة.

-اما الكذبة الاكبر والاشنع والافظع في كلام الثرثار بومبيو هي حرصه اللافت على "حقوق الانسان" في العراق والتى دعا رئيس الوزراء المكلف الى حمايتها كشرط لدعمه، لا ندري هل كان بومبيو بكامل قواه العقلية عندما قال ما قال؟!، فهل بعد كل الكوارث التي حلت بالشعب العراقي وشعوب المنطقة بسبب حروب امريكا التي لا تنتهي وسياستها المبنية على النهب والسلب والانتهاك الفاضح لحقوق الانسان وسيادة الدول، لاسيما في ظل ادارة المتطرفين والعنصريين التي يقودها الارهابي الاول في العالم ترامب، من يشك للحظة انه لولا امريكا لما اُزهقت ارواح الملايين من البشر في العالم وخصة العراق؟!.

-لا يختلف عراقيان على ان امريكا تعمل وبكل ما تملك من قوة ونفوذ الى دفع العراق نحو الفوضى وإغراقه بالفتن الطائفية والقومية واشاعة الفساد في ربوعه وبين اهله، بهدف استنزاف موارده وقواه، وصولا الى تقسيمه وشرذمة شعبه، وليتحول بذلك الى قاعدة او قواعد لتنطلق منها امريكا الى باقي دول المنطقة لتكرار سيناريو العراق فيها.

-رغم كل ما يحلم به بومبيو الا ان الانسان العراقي الذي تعود جذور حضارته الى الاف السنين في عمق التاريخ، هو الذي سيحدد حصرا مصيره ومصير بلاده، وهو مصير سيكون متناقض جملة وتفصيلا عن المصير الذي يحاول بومبيو فرضه عليه، فالعراقي الذي تحتضن ارضه اضرحة اهل البيت عليهم السلام ، العراقي الذي يسترشد باراء وتوجيهات مرجعيته الرشيدة، العراقي الذي يحتمي بقواته المسلحة وبحشده الشعبي، العراقي الذي رضع مع حليب أمه مبادىء الثورة التي زرعها في ارضه اول شهيد علم البشرية الثورة على الظلم والظالمين، هذا العراقي هو الذي سيرد على بومبيو الثرثار، والايام بيننا.