وثيقة... كورونا وهشاشة القطاع الصحي الاميركي

وثيقة... كورونا وهشاشة القطاع الصحي الاميركي
الخميس ١٩ مارس ٢٠٢٠ - ٠٦:٣٠ بتوقيت غرينتش

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية عن وثيقة تضمنت خطة الادارة الاميركية لمكافحة الوباء التنفسي كوفيد-19 المستجد في البلاد, مشيرة إلى ان الخطة كشفت ان الوباء سيستمر 18 شهرا او اكثر وانه يتضمن موجات متعددة.

العالم - يقال ان

بالنظر الى الوثيقة -التي اعتبرت سرية وانها ليست للنشر العام والاعلامي-. يتكشف سريعا امام القارئ أمران اثنان احلاهما مر بالنسبة للادارة الاميركية.

الاول.. مدى الاستهتار الذي تتعامل به هذه الادارة في ادارة أزمة عالمية قد تصنف من الدرجة الاولى عالميا.
اما الثاني.. مدى الضعف والانهيار الذي يعاني منه القطاع الصحي في الولايات المتحدة الأميركية.

من دون استبعاد الامر الاول بالنسبة لادارة ادمنت على الاستهتار بالقوانين والقرارات الدولية والمصيرية.

الا انه على ما يبدو فإن الامر الثاني هو الاصدق حاليا. فالقطاع الصحي في الولايات المتحدة -التي لطالما تبجحت بتفوقها عالما-, يعتبر من بين الأسوء على مستوى الدول "المتقدمة" والاغلى بينها.

14 الف اختبار لفيروس كورونا حتى الان على مستوى البلاد حيث يعتبر قليل جدا, بل وقد يعتبر تقصيرا فاضحا في وقت اعلنت فيه ولاية كأوهايو احتمالية اصابة اكثر من 100 الف شخص في الولاية بفيروس كورونا.

الوثيقة التي سربتها نيويورك تايمز دليل دامغ على ضعف القطاع الصحي في اميركا, فوضع خطة لمكافحة فيروس مع احتمالية استمراره لـ 18 شهرا في دولة تعتبر نفسها الاولى عالميا والوصي على النظام العالمي, يعتبر نقصا فاضحا في ادارة ازمة الفيروس.

لا سيما بعد النجاح المنقطع النظير الذي اظهرته الصين في مواجهة ومكافحة الفيروس, بعد تسجيلها 0 حالة اصابة خلال 24 ساعة في بؤرة انتشار الوباء "ووهان", وذلك رغم الحظر والعقوبات التي مارستها واشنطن ضد بكين في محاولة لاضعاف اقتصادها الذي رغم انه لا يزال ناشئ الا انه يعتبر ثاني اقوى اقتصاد في العالم.

استمرار الازمة لاكثر من سنة ونصف قد يؤدي الى "عجز واسع النطاق من شأنه أن يرهق المستهلكين ونظام الرعاية الصحية فيرالبلاد" حسبما رأت نيويورك تايمز, كما اشارت الى احتمالية نقص منتجات يؤثر على خدمات الطوارئ ونقص حاد في المستلزمات التشخيصية والطبية.

كل ذلك جاء بعد اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب اجراء تحليل الكشف عن كورونا للاميركيين مجانا, ضمن خطته في مواجهة الفيروس. في وقت تكشف التقارير عن نقص كبير في الامكانات المتخصصة لاختبارات الفيروس المستجد في الولايات المتحدة.

فهل سنرى واشنطن تطلب المساعدة من بكين من أجل تقليل المدة التي تضمنتها خطة المكافحة الاميركية, او ربما مستلزمات طبية ووقائية تسد خلالها العجز الذي سيظهر مع الاسابيع الاولى لتطبيق خطة المكافحة?

ابراهيم شربو - العالم