أزمة الكيان الصهيوني بعد الانتخابات المتتالية

الثلاثاء ٢٤ مارس ٢٠٢٠ - ٠٥:١٠ بتوقيت غرينتش

حلقة جديدة من ضيف وحوار نستضيف فيها السياسي الفلسطيني ورئيس القائمة العربية الموحدة عباس منصور للحديث عن الازمة الحاصلة في كيان الاحتلال والمشهد السياسي عموما .

اليكم نص اللقاء كاملا:

س- كيف ترى المشهد السياسي لدى الاحتلال بعد 3 انتخابات متتالية ؟

ج- السياسة الاسرائيلية المأزومة تدار بأدوات انتخابية فالمجتمع منقسم حول قضايا قضائية وفساد مالي وسياسي متعلق بنتنياهو وتوجهاته بتكريس حكم اليمين ،هنا دخلت القائمة المشتركة كقوة سياسية مركزية فرضت نفسها بزيادة قوتها التمثيلية في البرلمان وهذا غير المعادلة في المشهد الاسرائيلي ومنع نتنياهو من تشكيل حكومة يمينية كما جرت العادة ،من جهة اخرى فإن حزب ازرق ابيض لا يستطيع حكومة يسار الا بالارتكاز للقائمة المشتركة .

س- هل المشهد الاسرائيلي في ازمة عميقة بين الاحزاب الاسرائيلية ؟

ج- انها ازمة اجتماعية بالاساس فنسبة التحريض بين اليمين واليسار كبيرة والقيادات في الشق اليساري موجودة تحت الحراسة المشددة من قبل الامن كبيني غانتس وغيره ،لكنها ازمة تدار بأدوات ديموقراطية وليس بأدوات حرب.

س- هل هناك تخوفات من عودة الوضع كما كان بعد تصريحات نتنياهو؟

ج- كل عاقل يراقب المشهد الاسرائيلي لا يستبعد الأمر وإلا لما تدخل الأمن في هذا الأمر وهناك تحريض ضد المجتمع العربي ايضا فالحركة الصهيونية تعتبر اننا دخلنا في قلب المشهد السياسي الاسرائيلي ونحاول لعب دورا في مساحة كنا ممنوعين من النشاط فيها ،والتحولات لم يأتي بتغيير قيم السياسة الاسرائيلية بل قوتنا كعرب فرضت نفسها في المشد الداخلي والبرلمان يضاف اليها الخلاف الموجود بين الجناحين اليمين واليسار الاسرائيليين ونحن نتحرك بشكل مدروس ونريد المحافظة على وجودنا في ارضنا وتعزيزتأثيرنا على المشهد برغم المقاومة التي نشهدها لنا من الاسرائيليين ،ولأول مرة رئيس الكيان يكلف المرشح غانتس بتشكيل ا لحكومة استنادا على الاصوات العربية وهذا لأول مرة يحدث ولذا نعاني من ردة فعل قوية جدا ضدنا .

س- ماذا يعني 15 مقعدا أو أكثر في جعبة القائمة العربية المشتركة بهذا التوجه وفي هذه المرحلة ؟

ج- الجماهير العربية سبقت القيادة في تحديد معالم المرحلة القادمة لعدة عوامل فنتنياهو اكثر رئيس حرض ضد العرب ونزع عنهم شرعيتهم لكن المجتمع العربي القلسطيني داخل 48 يدرك مكامن القوة بين يديه على الاقال ضمن ما يتيحه النظام السياسي في الكيان وهذا المجتمع يراقب اوضاع العالم العربي وحالة الترهل والانقاسم والحروب الاهلية وانغال العرب بقضايا اخرى لذا فالمجتمع يعزز شعوره بمكانته السياسية .

س- ما هو دور المؤسسة السياسية او العسكرية الاسرائيلية تجاه تنفيذ اجراءات عنصرية ضد الجماهير العربية ؟

ج- في السنوات الاخيرة شهدنا حزمة من التشريعات العنصرية تضع الاحتلال على خط انظمة الفصل العنصري داخل الـ 48 فضلا عن جريمة الاحتلال وتهديد المنازل بالهدم والغرامات الباهظة المفروضة علينا وهنا العنصرية واضحة وهذا تراكم خلال فترة نتنياهو ،لذا فالانشغال العربي والجو اليمين المتطرف المتزايد في العالم يمكن الاحتلال من هذا لذلك كان علينا العمل على توحيد كلمتنا .

س- لماذا التخوف من تشكيل حكومة يمينية للاحتلال مع ان السياسة الاسارائيلية واحدة تجاه العرب؟

ج- هناك فروقات معينة بين الاحزاب تجاه عدة قضايا ومنها القضية الفلسطينية ونحن نحاول اللعب على هذه الفروقات فعمليا عندما يقوم حزب ازرق ابيض بمفاوضة القائمة العربية فهذا يفتح مسافة بين مواقف هذا الحزب ومواقف الليكود ،ففي المسألة السياسية الخط الاحمر بالنسبة لنا هو قيام الحكومة الاسرائيلية بخطوات احادية الجانب في القضية الفلسطينية كعملية الضم للأغوار وغيره قبل ان تجلس وتفاوض منظمة التحرير الفلسطينية فضلا عن الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وطبيعة الاحزاب في المركز واليسار الميالة لتطبيق القانون والمحافظة على مكانة القضاء في مواجهة اليمين.

س- هل نتجه نحو تشكيل حكومة؟

ج- الصورة الان غير واضحة داخل الكيان فحزب الليكود يتصرف كأي حزب شمولي ديكتاتوري برغم انتهاء الانتخابات وفرز القوى السياسية في الكنيست لكن الليكود بحجة كورونا يعطل عمل اللجنة التشريعية وهناك تسريبات عن أنه في ظروف كورونا وقانون الطوارئ يريدون تعطيل عمل الكنيست وهذا يؤدي لاستمرار حكم نتنياهو حتى تمرير فترة 28 يوما وهي الفترة المتاحة لبيني غانتس لتشكيل الحكومة .

س- كيف ساعد الصمود في المنطقة العربية في اضعاف مخططات الاحتلال؟

ج- دائما نقول بأنه لم نستطع انجاز اي شيء كعرب ضد الاحتلال الا بالمقاومة وهي معادلة واضحة منذ الانسحاب احادي الجانب من غزة وجنوب لبنان وصمود الداخل وحتى في مواضيع كمحاربة العنف والجريمة لم نستطع الزام الحكومة بخطوات فعالة الا بعد مظاهرات واغلاق الشوارع ،لذا فالطرف الآخر لا يعطي أمورا بالمجان ونحن من علينا ايجاد معادلة توازن وتحقيق مصالحنا في النهاية.