كورونا.. الحسنة الأبرز في وجه الاستكبار الاميركي

كورونا.. الحسنة الأبرز في وجه الاستكبار الاميركي
الخميس ٢٦ مارس ٢٠٢٠ - ١٢:١٨ بتوقيت غرينتش

مع كل الاضرار الانسانية والاقتصادية التي جلبها معه فيروس كورونا للعالم، الا انه حمل ايضا بعض الحسنات للبشرية، فقد كشف عن الوجه الحقيقي والاسود للكثير من الادارات السياسية في العالم، من جهة ومن جهة اخرى كشف عن الوجه الانساني للكثير من شعوب العالم.

العالم - كشكول

رغم كل الاخطار التي تلاحق الدول المصابة بهذا الفيروس وسياساتها واقتصادها والاهم من هذا الخطر المحدق بشعوب هذه الدول، إلا اننا لا نزال نشهد حالة الاستكبار لدى بعض الدول التي تعتبر نفسا راعية النظام العالمي وعلى رأسها أميركا.

فلا تزال تمارس الضغوطات السياسية والاقتصادية على كل الدول التي عارضت سياستها التسلطية والاستغلالية، ولا تزال تعمل الحظر الاحادي والجائر بحق الشعوب التي رفضت الانصياح لإملاءاتها وغطرستها. ومن مصاديق العنجهية الاميركية استمرار الحظر الظالم واللا انساني الذي تفرضه على الجمهورية الاسلامية حكومة وشعبا وقيادة، ما يؤثر بشكل ليس بخفي على الخدمات الصحية لا سيما في ظل انتشار فيروس كورونا. وكذلك عدد من الدول الاخرى التي تعاني بالاساس من صعوبات وازمات مالية واقتصادية خانقة، اضافة الى أزمة الوباء العالمي الجديدة، ما قد يزيد المعوقات أمام هذه الدول في الحد من انتشار الوباء ومكافحته والسيطرة عليه.

واشنطن ومن خلال عقليتها الاستعمارية الاستكبارية، لا تبالي بمصير وأرواح ملايين الاشخاص في هذه الدول، من خلال استمرارها في فرض حظرها الظالم الذي يطال المعدات الطبية والدوائية والاجهزة والادوات المستخدمة في مكافحة انتشار كورونا ومعالجة المصابين به. بل ومنع اي دولة في العالم من ايصال هذه المعدات او ارسالها الى بعض الدول المصابة وعلى رأسها ايران، وتهدد وتتوعد بالحظر والعقوبات كعادتها كل من يخالف رأيها. فكل ما يهم الادارة الاميركية هي الدولارات والمصادر الاقتصادية التي تمتلكها هذه الشعوب.

الحسنة الابرز ربما لكورونا على الصعيد العالمي هي حالة التضامن الانساني التي نشأت وتوسعت مع توسع رقعة انتشار الفيروس؛ فبتنا نرى أيادٍ جديدة ونسمع أصواتا ترتفع في وجه الحظر الاميركي على هذه الدول، والمطالبة برفع الحظر بشكل كامل، ليتثنى لهذه الدول ان تواجه الوباء بكامل امكاناتها.

حشد من النخب الثقافية العربية طالب عبر طومار بالغاء الحظر الاميركي الجائر ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، وانضم اليهم نخب ثقافية وأدبية من اوروبا واميركا اللاتينية. ودعوا المجتمع الدولي لممارسة الضغط على اميركا من اجل الغاء الحظر الاقتصادي الظالم ضد الشعب الايراني، بعيدا عن اي انحياز سياسي وبناء على مبادئ التضامن الانساني.

لعل اللافت في الامر هو انطلاق مبادرة كهذه من طرف النخب العربية، خصوصا في ظل التحشيد الغربي والاميركي وكذلك الضخ الاعلامي المضلل لبعض الدول العربية المحسوبة على اميركا، بهدف عزل ايران عن محيطها الثقافي الاقليمي والدولي والاسلامي. وعلى ما يبدو فغن خروج هذه النخب العربية تحديدا وانقلابها على السياسات الفتنوية الاميركية والعربية في بعضها، هو ما سؤلم اميركا وزبانيتها في المنطقة، أكثر من الدعوة نفسها.

هذه المجموعة من النخب ادركت أنه في هذه الظروف الطارئة بات من الضرورة اتخاذ موقف ومنهج انساني بمنأى عن اعتبارات الدين والعرق واللون. ما يضع بيدر المشاريع الفتنوية التي حيكت للمنطقة وشعوبها في مهب الريح.

ولطالما كان الرهان دائما على مثقفي ونخب المجتمعات الانسانية في درء خطر اي مشروع يستهدف قوة ومنعة هذه المجتمعات.

ابراهيم شربو