ما أريكم إلا ما أرى.. شعار أمريكا في العراق  

ما أريكم إلا ما أرى.. شعار أمريكا في العراق  
السبت ٢٨ مارس ٢٠٢٠ - ٠٧:٣٦ بتوقيت غرينتش

تتعامل امريكا مع المشهد السياسي العراقي بمنطق "انا ربكم الاعلى" وهو منطق فرعوني فج، فلا تسمح للعراقيين "ان يرون الا ما ترى"، وان كل عراقي يرفض هذا الطغيان والجبروت الامريكي "يخرج من رحمة فرعون" ويصبح من المغضوب عليهم ويوضع على الفور "على القائمة السوداء"، اما مرتزقتها وعملائها فهم "من خيرة ابناء العراق" ومن اصحاب الحظوة لديها ومن المقربين منها والمتنعمين ب"جنتها".

العالم – يقال ان

انطلاقا من هذا المنطق الفرعوني، اعتبرت امريكا قرار مجلس النواب العراقي الذي دعا الى سحب القوات الامريكية واغلاق جميع قواعدها في العراق والتظاهرات المليونية التي خرجت في العراق تاييدا للقرار واحتجاجا على الجرائم الامريكية ضد العراق وسيادة العراق ورموز العراق، بانه "تجرؤ على امريكا" وعلى العراقيين ان يتحملوا ضريبة هذا "التجرؤ".

لا يمر يوم الا وتحاول امريكا "تدفيع" العراقيين ضريبة "تجرؤهم" على طغيانها، عبر إضعاف قوة العراقيين المتمثلة بالحشد الشعبي، القوة التي افشلت مخططات امريكا واسرائيل والرجعية العربية في العراق، عبر استهدافها مباشرة مواقع الحشد الشعبي، او عبر تحريض مرتزقتها من البعثيين والدواعش الذين اندسوا بين المتظاهرين للاعتداء على مقراتهم وقتل من فيها، او عبر"اتهامهم" ب"التهمة" التي باتت مادة للتندر والسخرية ، وهي "تهمة" دعم ايران والحرس الثوري الايراني.

بعد فشل امريكا في النيل من الحشد الشعبي باساليب القتل والاغتيالات، بدات باستخدام آخر ما في جعبتها من سلاح، وهو سلاح الحظر والعقوبات، حيث فرضت وزارة الخزانة الأميركية مؤخرا عقوبات على شخصيات وشركات عراقية، بذات التهم الامريكية البالية كدعم الحرس الثورة الاسلامية في ايران وفيلق القدس، والمساهمة في نقل معدات لفصائل عراقية.

بات واضحا للعراقيين ان كل من يرفض ان يركب مركب امريكا يُستهدف من قبلها ويتعرض لغضبها، والسبب الاول والاخير لهذا الغضب الامريكي يكمن في رفض هؤلاء المُستهدفين لبقاء القوات الامريكية في العراق، وان كل ما يُكيال من "اتهامات" ضدهم هو لذرالرماد في العيون.

عضو مجلس النواب العراقي عباس الزاملي، اعتبر قرار مجلس النواب بإخراج القوات الامريكية من العراق بسبب خرقها للسيادة أكثر من مرة، ولد لدى الأميركيين شعورا بالهزيمة بعدما فشلوا في الضغط على القوى السياسية العراقية، متوقعا أن الامريكيين لن يكتفوا بالعقوبات التي فرضوها على الشخصيات العراقية بل سيحاولون الضغط بطرق مختلفة.

وذكر الزاملي على ان اغلب الشخصيات التي تحاول امريكا محاربتها هي من الشخصيات التي كان لها دور في قتال داعش وإخراجه من العراق، مشددا على ان العقوبات لن تثني أعضاء مجلس النواب الذين سيكون لهم دور كبير جدا في إخراج القوات الأميركية.

اما عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي عامر الفايز وصف العقوبات الأميركية بالتعسفية، وانها تأتي في اطار معاقبة كل من يعترض على أمريكا، مؤكدا على ان إيران لا تحتاج إلى دعم أشخاص معينين.

ان جميع اساليب الضغط التي تمارسها امريكا ضد العراقيين الرافضين لوجودها في العراق، لم تعد ذات تاثير فحسب بل ستعجل بخروجها من العراق ايضا، لانها باتت مكشوفة للعراقيين، كما ان الرفض لهذا الوجود غير الشرعي للامريكيين في العراق، يعتبر القاسم المشترك بين الغالبية الساحقة للشعب العراقي، وليس هناك من استثناء في هذه القاعدة الا بعض الشواذ من مرتزقة امريكا والمتسولين على باب سفارتها في بغداد بالاضافة الى العصابات الداعشية والبعثية الصدامية، لذلك اذا ارادت امريكا ان تضع كل من يعترض على وجودها المشؤوم في العراق على قائمتها "السوداء" ب"تهمة دعم ايران" ، عليها اذا ان تضع الشعب العراقي باكمله على هذه القائمة.

سعيد محمد