الخبر:
فيما بات ترامب يشعر بقلق بالغ جراء انخفاض أسعار النفط فإنه بدأ مشاورات مع مختلف البلدان خاصة مع روسيا والسعودية بشأن إعادة الاستقرار إلی أسواق النفط.
الإعراب:
بينما زادت السعودية بجسارة حجم إنتاجها للنفط عقب فشل الاتفاق فيما بين البلدان المصدرة للنفط ورحّب الرئيس الأمريکي ترامب بالقرار أيضا واعتبر أن تأمين البنزين داخل أمريکا کان يشکل هاجسه الوحيد لکن البنزين الضروري سيتوفر بفضل بن سلمان وتفضله الخاص في خفض سعر النفط إلا أن الآن وبعد مضي شهر علی هذا الحادث فإن الأزمة الناتجة عن کورونا من جهة، وعدم ترتب فائدة علی استخراج النفط الصخري الأمريکي من جهة أخری، قد أثار قلق ترامب البالغ ومما يزيده قلقا هو استمرار هذا الوضع وتداعياته. من هنا فإن مشاوراته الأخيرة مع کل من السعودية وروسيا في الظروف الجديدة إنما هي محاولة لتهدئة أسواق النفط الآخذة في التراجع.
في الظروف الجديدة أعلنت أرامکو أن السعودية تصدر يوميا ثمانية ملايين وثمانية عشر برميلا من النفط وهذا يعني أنه في حالة تشبع الأسواق لا يمکن توقع مستقبل مشرق لأسواق النفط. يبدو أن بن سلمان من خلال زيادة الإنتاج والصادرات إنما له عينٌ علی توفير تکاليف السعودية في أعقاب إلغاء الحج بهذا العام والموارد التي يدرها عليه.
ورغم أنه لا يوجد شك في خضوع بن سلمان المطلق لترامب لکن الساسة الأمريکيين أيضا قد دخلوا إلی الساحة لإحکام الأمور وتحقيق النتيجة المرجوة. وقد هدد السيناتور الجمهوري دان سوليفان مؤخرا بأن السعودية إذا لم تفعل شيئا بشأن إعادة الاستقرار إلی سوق النفط فإن بلاده ستسحب جميع القوات الأمريکية من هذا البلد.
وفي أعقاب التصاعد المستمر في عدد الوفيات بأمريکا نتيجة إصابتهم بفيروس کورونا وتجاوز هذا العدد 5000 شخص، و الأضرار الجسيمة التي لحقت بالاقتصاد الأمريكي وأخيرًا تلف ورقة ترامب الرابحة في الانتخابات ، وهي قضية توفير فرص العمل في أمريکا من جهة ثالثة فيبدو أن الرئيس الأمريکي أشد عصبية من أن يطيق تدلل بن سلمان المحتمل ، خاصة وأن عروق رقبة بن سلمان لم ولن تتورم جراء أوامر ترامب ونواهيه، صغيرة کانت أو کبيرة.