حتى كورونا لم تخفف من سرعة قطار التطبيع السعودي

حتى كورونا لم تخفف من سرعة قطار التطبيع السعودي
السبت ١١ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٤:٥٣ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي تبعثرت فيه اولويات الدول بسبب تفشي وباء كورونا الذي اطبق على العالم باكمله، وبات الهم الاوحد والوحيد لها هو تجنيد كل امكانياتها لمواجهة هذا الوباء والتقليل من مخاطره، الا ان هناك بلدا واحدا لم يغير كورونا من اولوياته، لاسيما فيما يخص التطبيع مع الكيان الاسرائيلي، وهذا البلد ليس سوى السعودية.

العالم - كشكول
الكيان الاسرئيلي الذي يجد نفسه ولاول مرة منذ زراعته في الجسد الاسلامي من قبل الغرب المنافق، يأن تحت ضربات كورونا دون ان يمتلك القدرة على فعل شيء سوى سرقة شحنات المواد الطبية من مطارات العالم كما تفعل امريكا، يتفاجأ بتلقي التهنئة في هذا الظرف العصيب من رابطة العالم الإسلامي السعودية بمناسبة عيد الفصح.
.

وقالت الرابطة السعودية في تغريدتها في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "نتمنى عيد فصح سعيداً لأصدقائنا اليهود حول العالم.. نتمنى أن تستمتعوا بالعيد في سلامة وصحة جيدة".

اللافت ان الرابطة السعودية نشرت التغريدة على حسابها باللغة الإنجليزية فقط ، و لكنها لم تنشر التغريدة على حسابها العربي، ظنا منها ان التهنئة ستمر دون ان تلفت انتباه احد!، الا ان رفيق درب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بنيامين نتنياهو تكفل عنه عناء ترجمة التهنئة حيث احتفى حساب "إسرائيل بالعربية" التابع لوزارة الخارجية في الكيان الاسرائيلي على "تويتر"، بتهنئة الرابطة السعودية التي قدمت فيها التهاني لليهود في جميع أنحاء العالم بمناسبة عيد الفصح اليهودي، وأعادت نشرها باللغة العربية.

كان من الممكن ان نحسن الظن بالرابطة وتهنئتها لو كانت بريئة او عابرة، ولكن التهنئة جاءت في سياق اصرار غريب من قبل الرابطة ورئيسها محمد العيسى الذي كان يشغل منصب وزير عدل سابق، على التطبيع مع الكيان الاسرائيلي ، فالرجل قام بزيارة متحف لتخليد ذكرى المحرقة في واشنطن عام 2018 ، كما قام في بداية عام 2020 بزيارة ما يسمى بمعسكر ضحايا المحرقة في العاصمة البولندية وارسو، وأدى الصلاة بالموقع، وهي الزيارة التي لقيت إشادة كبيرة من وزارتي الخارجية والحرب في الكيان الاسرائيلي، كما وجه العيسى دعوات رسمية لوفود يهودية بزيارة المملكة السعودية وهو ما حصل بالفعل.

هذه كانت جردة بسيطة لانشطة المدعو محمد العيسى ورابطته "الاسلامية"!!، في التطبيع مع الكيان الاسرائيلي ، اما جردة "انشطة" امراء ال سعود وجوقة الاعلاميين و"المفكرين"!! والنشطاء! السعوديين المهرولين نحو الكيان الاسرئيلي، فهي طويلة جدا ولا يسعها هذا المقال، وهي "انشطة" باتت "طبيعية" جدا في عهد ابن سلمان، الذي لن تخفف حتى كورونا من سرعة قطاره التطبيعي المندفع نحو الكيان الاسرائيلي، فهذه الاولوية التي تتقدم على باقي الاولويات الاخرى ومنها كورونا، تعتبر شرطا من شروط تربع ابن سلمان على عرش مملكة ال سعود.