العدوان السعودي وقرار وقف اطلاق النار في اليمن

العدوان السعودي وقرار وقف اطلاق النار في اليمن
الثلاثاء ١٤ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٤:٥١ بتوقيت غرينتش

مع محاولات تحالف العدوان الكيدية توفير مخرج له في اليمن ولجوئه الى اعلان وقف اطلاق نار لمدة اسبوعين من جانب واحد، تؤكد حركة انصار الله أن الشعب اليمني لن يقبل أي حوار تحت الحصار والعدوان.

العالم-تقارير

في وقت تواصل فيه قوى العدوان بقيادة السعودية تصعيدها ضد الشعب اليمني وتستمر في زحوفاتها في جبهات القتال، أكد رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام، أن الشعب اليمني لن يقبل أيّ حوار تحت الحصار والنار.

وأوضح عبدالسلام في تغريدة له على تويتر الثلاثاء أن التجارب الماضية شاهدة على فشل أي حوار تحت الحصار والنار، ولن يقبل شعبنا تكرار أمر ثبت فشله مرات عدة وبكل المقاييس، مضيفا أن أولوية شعبنا هي وقف العدوان ورفع الحصار، ليتاح المجال لإجراء حوار في ظروف آمنة وهادئة ولا سبيل لإخضاع ذلك لأي نقاش مسبق.

وكان رئيس الوفد الوطني قال إن تحالف العدوان لا يكف عن ترديد ما هو مثير للسخرية كدعاية ضبط النفس واتهام الجيش واللجان الشعبية بارتكاب خروق، مؤكدا أن إعلان العدوان المضلل لإيقاف إطلاق النار لم يتم أصلا بل تصاعد القصف الجوي وشن الزحوف، ولهذا فالعدوان مستمر وكذلك الحصار، وحق شعبنا اليمني أن يتصدى لذلك بكل ما أوتي من قوة.

من جانبه أكد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع أن قوى العدوان نفذت اليوم أربعة زحوفات وتسلل في عدد من الجبهات، منها زحفان باتجاه الملاحيط قبالة جيزان وزحف في مديرية الزاهر بمحافظة البيضاء وزحف في صرواح بمحافظة مأرب، وتسلل في الطوير بمحافظة تعز.

وأشار إلى أن أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية تصدوا لهذه الزحوفات وتكبد العدو خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وسقط عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم دون تحقيق أي تقدم، وذكر أن طيران العدوان شن منذ الصباح 11 غارة منها تسع غارات في صرواح وغارتين في ناطع بالبيضاء.

وكان تحالف العدوان السعودي قد أعلن عن وقف أحادي الجانب لإطلاق نار في اليمن لمدة اسبوعين، لكن الآمال تضاءلت في نجاح الهدنة لأسباب عدة ومنها استمرار قوى العدوان في خرق وقف اطلاق النار بشكل متواصل، رغم ان السعودية تحاول وبشتى الطرق أن تقدم نفسها على أنها مستعدة لوقف الحرب على اليمن.

وتسعى السعودية الى الخروج من مستنقع اليمن بشكل يحفظ ماء وجهها في ظل هزائمها المتتالية على جبهات القتال وتشويه صورتها نتيجة قتلها مئات الآلاف من المدنيين اليمنيين معظهم من الاطفال والنساء اثر الغارات العشوائية التي شنتها على المحافظات اليمنية خلال خمس سنوات من العدوان والتي أصبحت وصمة عار على جبين النظام السعودي.

كما تحاول السعودية ايجاد حلول للمشاكل والازمات الحادة التي تراكمت وازدحمت امامها بفعل السياسة العبثية التي ينتهجها ولي العهد محمد بن سلمان الى جانب ازمة اليمن والضغوط التي تتعرض لها السعودية بسبب استمرارها في الحرب ضد اليمنيين وتسببها بكارثة انسانية كبيرة في هذ البلد العربي الفقير.

وكان ابن سلمان يبحث عن ذريعة لتحسين صورة المملكة أمام المجتمع الدولي وتلميع موقفها من العدوان على اليمن حيث وجد أن تفشي فيروس كورونا قد وفر له فرصة ثمينة للوصول الى هذا الهدف، فقام بإعلان وقف اطلاق النار في اليمن بشكل احادي ليقدم السعودية كأحد اطراف الصراع في اليمن على انها تلتزم بالمعايير الاخلاقية لوقف الحرب بعد دعوة الامم المتحدة الى وقف الحرب في مناطق الصراع في العالم لتوفير الفرصة أمام مكافحة فيروس كورونا ومنع انتشاره.

والى جانب المشاكل العديدة التي تعاني منها السعودية، زادت جائحة كورونا من ازمات الرياض حيث ارتفع معدل انتشار الوباء في المملكة بشكل ملحوظ في ظل الأنباء عن اصابة عدد من افراد الاسرة الحاكمة بالمرض نتيجة سوء ادارة السعودية لمكافحة الفيروس، ما دفع بالسلطات الى تعليق العمرة رغم الاقتراب من شهر رمضان المبارك فيما طلب وزير الحج والعمرة السعودي، محمد صالح بن طاهر، المسلمين حول العالم ممن يرغبون فى أداء فريضة الحج لهذا العام التريث قبل إبرام عقود رحلاتهم الى المملكة حتى تتضح الرؤية في ظل استمرار انتشار وباء كورونا.

ومن الازمات الاخرى التي احدثها ابن سلمان لبلاده في ظل هذه الظروف، هي إدخال السعودية في حرب النفط مع روسيا ما ادى الى انهيار اسعار النفط ومضاعفة الاعباء المالية على الرياض. ورغم التوصل الى اتفاق لخفض الانتاج، لكن الازمة تركت آثارا سلبية على تطبيق رؤية 2030 التي يخطط لها ولي العهد في إطار تنفيذ ما يسميه الاصلاحات في المملكة.

وبناء عليه فإن السعودية في حاجة ماسة الى تخفيف مشاكلها وتبحث عن مخرج يجنبها من هذه الصعوبات حيث اضطرت في نهاية المطاف الى نزع فتيل حرب اسعار النفط مع روسيا بقرارها خفض انتاج النفط الى جانب قرارها وقف الحرب العبثية على اليمن بشكل تدريجي عبر الاعلان عن وقف اطلاق النار من جانب واحد ومحاولتها الدخول في مفاوضات مع حركة انصار الله، الامر الذي رفضه اليمنيون في ظل استمرار الحصار والعدوان.