انتخابات رابعة أو حكومة طوارئ اسرائيلية: خياران أحلاهما مُرُ

انتخابات رابعة أو حكومة طوارئ اسرائيلية: خياران أحلاهما مُرُ
الخميس ١٦ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٣:١٤ بتوقيت غرينتش

ربما يبدو على السطح أن الكيان الاسرائيلي في طريقه لتشكيل حكومة طوارئ بسبب أزمة كورونا، لكن نظرة أكثر عمق للداخل الاسرائيلي ستجعلك ترى تعقيدات سياسية وخلافات ربما تصل إلى حد اللجوء لانتخابات رابعة .

العالم - قضية اليوم

فنتنياهو الذي طلب مهلة جديدة من الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين ليجتمع لست ساعات متواصلة مع نظيره غانتس دون الخروج بأي نتيجة ستنتهي فرصته الأخيرة بعد ساعات ليجد الطرفان أنفسهما أمام القرار الحاسم، فإما حكومة لا تلبي طموحاتهم السياسية واما انتخابات رابعة.

غانتس لا يرغب بأي حال من الأحوال الذهاب لانتخابات تقل فيها حظوظه في الفوز تدريجيا لاسيما وأنه سقط في فخ نتنياهو وتخلى عن حلفائه ، أما نتنياهو فأي خيار يكون بعيدا عن قيود السجن التي ستلف يديه بسبب قضايا الفساد سيكون مرحباً به حتى لو كلف الأمر انتخابات رابعة.

فالعديد من المراقبين الإسرائيليين يتهمون نتنياهو بالمماطلة لإفشال غانتس ومن ثم الذهاب إلى انتخابات مبكرة، فقد بات واضحاً أن المصلحة الشخصية عند نتنياهو أهم من المصلحة العامة حتى أن صحيفة هآرتس الاسرائيلية وصفت ما يمارسه نتنياهو بـ"الانقلاب"، قائلة: "بعد انقلاب نتنياهو، حتى حزبه ليس متأكداً إلى أين يتجه".

وأضافت: "الاحتيال وخيانة الثقة أكثر من مجرد اتهامات لنتنياهو، إنها أسلوب حياة ".

ولكن باعتقادي أن المجتمع الاسرائيلي غير جاهز لسيناريو الانتخابات فشغله الشاغل الآن هو مواجهة فايروس كورونا التي بات من الواضح للمجتمع الاسرائيلي أن نتنياهو لم ينجح في قيادتها منذ البداية حينما أَخَّر إجراءات الوقاية لحين الانتهاء من جولته الانتخابية.

فالوفيات بسبب الڤايروس تخطت ١٣١ مواطناً بينما المصابين بالآلاف وبالتالي فإن الخيارات تضيق أمام غانتس ونتنياهو والخيار الوحيد للهروب من كابوس الانتخابات الرابعة هو تنازل جميع الأطراف لتشكيل الحكومة، في ظلّ حالة الطوارئ التي فرضتها أزمة كورونا.

وهذه الحكومة إن تشكلت لن تعني بالضرورة نهاية الأزمة السياسية داخل الكيان الاسرائيلي فالعقدين الأخيرين أثبتا فشل الحكومات الائتلافية التي لطالما انتهت بانتخابات مبكرة.

إسراء البحيصي / العالم