كورونا يُطفئ بهجة عيد "الفصح" لمسيحيي فلسطين

كورونا يُطفئ بهجة عيد
الأحد ١٩ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٥:١٣ بتوقيت غرينتش

اصطفت ماريا بجانب ميري وياسمين بحزنٍ على رصيف شارع منزلهن يراقبن مرور "النور المقدس"، في سبت النور الذي يأتي خلال عيد الفصح للكنائس المسيحية، بلا ملابس جديدة أو عروض للكشافة أو زحمة مصلين في الكنائس، بسبب جائحة كورونا.

العالم- فلسطين

ماريا وميري تصبغن البيض، وياسمين تعتلي كتفي والدها لتساعده بتزيين المنزل، ثم تجمعهم الأمّ لصناعة حلوى العيد "المعمول"، في محاولة العائلة للحفاظ على بهجة العيد لدى الأطفال بالقيام بالمراسم المتاحة في الحجر الصحي.

وعبثًا يحاول فادي أبو سعدة الحفاظ على بهجة العيد لدى طفلاته الثلاث، بعد مرور "أحد الشعانين" بلا مظاهر احتفال، وكنّ كل عام يتجهزنّ لحمل الشعنينة، ويرتدين الملابس الجديدة لالتقاط الصور في "سبت النور" لكنّ الأجواء اختلفت هذا العام.

وأغلقت الكنائس كما المساجد منذ إعلان الرئيس محمود عباس حالة الطوارئ في الخامس من آذار/مارس الماضي عقب اكتشاف أولى الإصابات بفيروس كورنا في فلسطين.

على غير العادة

وفي مثل هذه الأوقات اعتاد أبو سعدة من مدينة بيت لحم على أداء الصلاة في الكنيسة وحضور وصول "النور المقدس" إلى كنيسة المهد، وسط مظاهر ألِف سكان المدينة معايشتها في عيد الفصح.

ويروي أبو سعدة بروتوكولات العيد المعهودة في المدينة، من الكشافة والاستقبال والرسميات بحضور المحافظ ورجال الدين، التي لم يشهد عيد العام أيًا منها.

ويعتبر أن "عيد الفصح الحالي الأفضل حيث الغيت الشكليات وتركزت معاني عيد القيامة والحياة الجديدة"، كما يرى.

ويضيف أن "البيوت المسيحية تحولت إلى كنائس، بعد إغلاق الكنائس وأداء الصلوات في البيوت"، موضحًا أن معظم البيوت المسيحية حضرت الصلوات والتراتيل عبر البث الحي لصلوات الكنيسة.

وعلى عجل، كان قائد الكشافة حاملاً "النور المقدس" على باب منزل دحابرة، والعائلة تنتظر للحصول على النور قبل انطفائه لتقديس المنزل كما يعتقد المسيحيون.

وتصف جورجينا دحابرة فرحها لحظة وصول "النور" قائلة: "لقد اقشعّر بدني.. الحمد لله لقد وصلنا النور المقدس".

وعلى غير العادة لم تستطع دحابرة من مدينة القدس حضور "سطوع النور من قبر المسيح في كنيسة القيامة"، ومشاركة صديقاتها حلوى العيد والاحتفال معاً، واقتصرت مظاهر العيد على عشاء صغير للعائلة.

الكنائس مغلقة

ويحتفل المسيحيون بعيد الفصح "القيامة" لاعتقادهم أنه الوقت الذي قام فيه نبي الله عيسى من الموت بعد صلبه لثلاثة أيام، ويتجه المسيحيون لأداء الصلاة في الكنائس احتفالاً بقيام السيد المسيح عليه السلام.

ويقول راعي طائفة الروم الأرثوذوكس في رام الله يعقوب خوري إن "الصلاة في الكنسية اقتصرت على الكهنة، وأدى رعايا الكنيسة صلواتهم في منازلهم حرصًا على سلامتهم في ظل انتشار وباء كورونا والتزامًا بقرارات الحكومة".

ويعبّر خوري عن حزنه بحلول العيد وأبواب الكنيسة مقفلة في وجوه أبنائها، مضيفا "الشعائر من الصوم الكبير وأحد الشعانين وأسبوع الآلام وسبت النور، انقضت متراتبة بلا مظاهر معتادة".

ويدعو إلى الاحتفال بالعيد مع أبنائهم، آملاً أن تنقشع غمة الوباء وتعود الأمور إلى حالها.

المصدر: (صفا)