ندوة "كورونا: جدلية الدعاء والاستشفاء" عبر الفضاء الإفتراضي

ندوة
الأربعاء ٢٢ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٥:٥١ بتوقيت غرينتش

نظمت المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الثالثاء ندوة ثانية عبر الفضاء الإفتراضي بعنوان "كورونا: جدلية الدعاء والاستشفاء"، في إطار مقاربة فكرية حول تأثيرات جائحة كورونا وتداعياتها على الإيمان والدين.

العالم - لبنان

الندوة التي شارك فيها عدد من المفكرين والعلماء والأساتذة من مختلف الدول العربية والإسلامية، عبر حلقة الكترونية أدارها أستاذ الفلسفة وعلم الكلام في الجامعة اللبنانية الدكتور خضر نبها، ناقشت تأثيرات جائحة كورونا التي طرأت على الجنس البشري وألمّت به، في وقت ينتظر فيه العالم العلم لإيجاد الحل، والمؤمنون من الناس عيونهم على الأرض وأياديهم مرتفعة إلى السماء في مناجاة تستقي الرحمة الإلهية التي فيها الخلاص الوحيد.

وطرحت الندوة التي شارك فيها أكثر من 50 شخصاً من الباحثين والمفكرين، عبر تطبيق زوم للمحادثة عن بعد، تساؤلات حول كورونا، إن كانت ستجعل العالم يقبل على قيم وأنظمة مغايرة، أو ربما يتوجه العالم إلى إعادة قراءة الفكر العقلاني والحداثة الغربية، ومن كان يتصور أن يتخبط الغرب السياسي أمام هذا الفيروس.

من جهته اعتبر المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور عباس خامه‌ يار أن «جدلية العقل والإيمان، لطالما رافقت التفكير البشري منذ فجر التاريخ، فذهب فلاسفة العقل إلى عدم قبول المعتقدات الدينية أو الإيمان، ما لم يُستدَلُّ عليه بالبراهين العقلية. فانشغل اللاهوت الطبيعي والإلحاد الطبيعي في حشد المعطيات تارةً من أجل إثبات نجاعة الإيمان بالإستقراء والإستدلال، وتارةً لنفيه من خلال البراهين ذاتها».

وأكد المستشار الثقافي أن المقدّس والإلهي كان دائماً موضع جدل الفلاسفة والمفكرين والمتكلمين على حدٍّ سواء. وفيما ذهب المتكلمون وعلماء الكلام إلى إثبات العقائد والأمور الدينية، راح الفلاسفة، مؤمنين وملحدين، إلى البحث عن معنى الإله، والإيمان وتفكيك وتحليل التجارب الدينية.

وأضاف المستشار الثقافي «لعله من هنا، كان مشرب فلاسفة المشرق والمغرب الإسلاميين فاعلاً في هذا الخصوص، فنرى النزعة الإيمانية في فكر صدر المتألهين الشيرازي، الفيض الكاشاني، اللاهيجي، الشبستري والتبريزي، ابن سينا والغزالي وابن خلدون وسواهم، حيث كان العرفانُ معرفةً بالله وبالذات، انطلاقاً من الحديث الشريف "من عرف نفسه فقد عرف ربّه».

وختم كلامه بالقول: واليوم، من قلب هذه الجائحة التي طرأت على الجنس البشري وألمّت به، ألسنا في صددِ العودة القسرية إلى الذات؟ ألسنا في غمارِ دعوةٍ من الحقّ إلى التأمل ومعرفة الذات أكثر؟ لعلّ هذه الأيام كانت قدراً محتوماً وذريعةً سماويةً ليتوقف الإنسانُ برهةً من الزمن، ويرى ما صنعت يداه. العالمُ ينتظرُ العلمَ لإيجاد الحل، والمؤمنون من الناس عيونهم على الأرض أياديهم مرتفعةٌ إلى السماء في مناجاةٍ تستقي الرحمةَ الإلهية التي فيها الخلاص الوحيد.