كيف استقبلت القدس شهر رمضان المبارك؟

كيف استقبلت القدس شهر رمضان المبارك؟
السبت ٢٥ أبريل ٢٠٢٠ - ١٢:٤٥ بتوقيت غرينتش

يهل هلال الشهر الفضيل هذا العام على المدينة المقدسة في ظل ظروف استثنائية لم تشهدها منذ عشرات السنين جراء تداعيات جائحة "كورونا".

العالم - فلسطين

فقد عم الحزن أرجاء مدينة القدس المحتلة لخلوها من المصلين والمعتكفين وقارئي القرآن الكريم في زوايا المسجد الأقصى، بعد قرار إغلاقه أمام المصلين. كما غابت زينة الشهر الفضيل عن أبواب المسجد وأزقة وحارات البلدة القديمة بسبب الوباء الفتاك.

وكان ‏مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس المحتلة، قد أعلن عن تمديد قراره بتعليق حضور المصلين للصلوات من جميع أبواب المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان المبارك، وذلك تماشيا مع الفتاوي الشرعية والنصائح الطبية التي تحذر من التجمعات الكبيرة في ظل انتشار "كورونا".

واعتذرت لجنة باب حطة بالقدس المحتلة عن عدم تزيين حارات البلدة القديمة مثل كل عام بسبب أزمة "كورونا"، وقالت: "أحبتنا في باب الحطة، أحبتنا من القدس العاصمة، أهلنا من الداخل المحتل والضفة الغربية نعتذر منكم هذا العام، لن تكون القدس كما عهدتموها، ولن يزينها أولادها، نعتذر منكم على تقصير هو ليس منا، ونبكي على إلغاء احتفالية كل عام في تزيين حارات البلدة القديمة ".

وأضافت اللجنة في بيان لها: "ستكون أبواب المسجد الاقصى مغلقة في رمضان، وستكون صلواتنا في بيوتنا، ولن تضاء حارة باب حطة وكل الحواري ككل عام"، وتابعت أنه "لن يكون هذا العام كالأعوام السابقة، ولا نخاف من مخالفة يفرضها علينا محتل، ولا نخاف من فيروس الاحتلال، لكن نخاف على شبابنا ومتطوعينا وأهل الحي من الوباء".

ودعت اللجنة المقدسيين إلى "تزيين بيوتهم هذا العام والدعاء لإزالة هذا الوباء".

بدوره، حذر خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري من استفراد الاحتلال بمدينة القدس المحتلة والمقدسيين، مستغلا أزمة "كورونا"، وقال إن "القدس المحتلة تستقبل شهر رمضان في ظل الأزمة فيما يواصل الاحتلال مشاريع التهويد في المدينة".

ولفت صبري خلال ندوة أقامها بعنوان "القدس بين تحديات كورونا وعنصرية الاحتلال الإسرائيلي"، إلى أن "الاحتلال يقوم بزيادة الكاميرات "التجسسية" حول المسجد الأقصى وشوارع وأزقة البلدة القديمة، مؤكدا أن العدو "صعد من هجماته على مدينة القدس المحتلة، واقتحام البلدة القديمة، بهدف منع الأعمال التطوعية من قبل المقدسيين في ظل أزمة "كورونا"، إضافة إلى فرض المزيد من الحواجز الأمنية".

وشدد الشيخ صبري على أن "مدينة القدس بحاجة إلى وقفة إيمانية حقيقة وموضوعية لأن شأنها شأن مكة والمدينة المنورة، والمسجد الأقصى شأنه شأن المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف لذلك فإن المسؤولة شاملة".

ودعا الشيخ صبري إلى أن "تكون قضية القدس شاملة واستراتيجية في العالم الإسلامي والمسيحي، وإلى دعم صمود المقدسيين من خلال الزكاة والمشاريع الخيرية في شهر رمضان"، مطالباً "جميع المسلمين والعرب بتحمل مسؤوليتهم تجاه الأقصى".

وكان مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس المحتلة قد قال بيان سابق إنه "يعلم أن اتخاذ هذا القرار سيكون مؤلمًا لنا جميعًا ‏حيث اعتدنا منذ مئات السنين أن نعمر المسجد الاقصى المبارك خلال الشهر الفضيل وأداء التراويح والجمعة والجماعة، لكن لتحقيق مقصد كبير من مقاصد الشريعة الاسلامية آثرنا أن نصلي في بيوتنا حفاظًا على النفس البشرية".

‏وطمأن المجلس جميع المسلمين بأن "الأذان والصلاة لن ينقطعا في المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان الفضيل من قبل أئمة المسجد وموظفي الأوقاف وحراس المسجد الأقصى المبارك الذين سيبقون معمرين للمسجد ومتواجدين على رأس عملهم".

وقال للمقدسيين: "سنصلي وإياكم فرحا وحمدا وشكرا لله عز وجل بفتح أبواب المسجد الأقصى المبارك وخدمتكم سالمين متعبدين في جنباته في أي لحظة نتلقى رأي الخبراء بزوال دواعي الإغلاق قبل نهاية الشهر الفضيل".

وأهاب مجلس الأوقاف بالمواطنين تفهم الدواعي الشرعية والصحية للاستمرار في تنفيذ هذا القرار والالتزام بأداء الصلوات في منازلهم خلال شهر رمضان المبارك حفاظًا على سلامتهم وسلامة المجتمع عامة.

المصدر: موقع العهد الإخباري