بالفيديو.. مخاوف من انتشار كورونا بين الأسرى الفلسطينين في سجون الاحتلال

الأحد ٢٦ أبريل ٢٠٢٠ - ٠١:٢٦ بتوقيت غرينتش

إكتفى الأسير الفلسطيني المحرر أمير ناجي عقب الإفراج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي بالتلويح بيديه لأهله الذي انتظروا خروجه، خوفا من أن يكون حاملا لفيروس كورونا المستجد وينقله لأحدهم.

العالم - فلسطين

وقف أمير (18 عاما) الذي قضى عاما واحدا في أحد السجون الإسرائيلية، عند مدخل مدينة البيرة في الضفة الغربية المحتلة بكمامته ولباسه الواقي الأبيض وقفازيه الزرقاوين، ليلوح لأقاربه بيديه حاملا العلم الفلسطيني.

كذلك فعل والداه وشقيقاته، بينما لم تتمالك والدته نفسها وخالفت تعليمات رجل الأمن الفلسطيني الذي تواجد في المكان وطلب منهم البقاء بعيدا، لتحتضن ابنها من دون تقبيله.

قضى أمير الحكم الذي صدر عليه لرشقه جنودا اسرائيليين بالحجارة خلال تظاهرة، في سجن نفحة الصحراوي (جنوب)، وتولت وزارة النقل الفلسطينية وطاقم طبي نقله من عند حاجز إسرائيلي جنوب الضفة الغربية.

وقد أجرى الطاقم الطبي الفلسطيني اختبار فيروس كورونا لأمير فور إطلاق سراحه للتأكد من عدم إصابته بالفيروس، ثم نقل إلى الحجر الصحي داخل فندق مع أربعة أسرى آخرين أطلق سراحهم قبله بأيام.

وبينما تطالب السلطة الفلسطينية بالإفراج عن الذين تجاوزت أعمارهم ال65 عاما، وكذلك النساء والأطفال والمرضى، ذكر نادي الأسير الفلسطيني أن "عشرات" الأسرى الفلسطينيين أطلق سراحهم في الأسابيع الأخيرة.

وقالت الناطقة باسم هذه المنظمة أماني سراحنة "لا يوجد رقم دقيق للأسرى الذي أطلق سراحهم منذ بداية آذار/مارس"، لكنها أوضحت أنه "من المؤكد أن العشرات أطلق سراحهم بعد أن أنهوا مدة محكومياتهم بالكامل".

وتقول سلطات الاحتلال الإسرائيلي إنها لم تسجل حتى الآن أي إصابة بكوفيد-19 بين الأسرى الفلسطينيين في سجونها. لكن سراحنة أشارت إلى إصابة واحدة مؤكدة بالفيروس لفتى فلسطيني خضع للتحقيق في معتقل عوفر، رغم أنه لم يمكث هناك سوى أيام.

وهذا ما دفع وزير العدل بالسلطة الفلسطينية محمد شلالدة إلى المطالبة خلال مؤتمر صحافي مؤخرا بتشكيل لجنة للتحقيق في وضع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وإجراءات حمايتهم من الإصابة بفيروس كورونا.

لكن اسرائيل تنفي إصابة أي أسير، متهمة الإعلام الفلسطيني بنشر "أخبار كاذبة".

- "تضاعفت آلامهم" -

دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في كافة السجون ممن تجاوزت أعمارهم 65 عاما.

وتهدف المنظمة الدولية من طلبها حسب رئيس بعثتها في القدس ديفيد كين "تقليل عدد الأسرى في السجون والحد من احتمال تعرض الأضعف بينهم (للإصابة بالفيروس)". وأكد كين "نحن نفضل إطلاق سراحهم، لكن إذا لم يتم ذلك، نرجو أن تتم إزالة الخطر الذي يهددهم".

وقال أمير إن "الأسرى يعيشون في السجون الإسرائيلية حالة صعبة، لكن بعد انتشار كورونا تضاعفت آلامهم". وأوضح أن "إدارة السجون الإسرائيلية ترفض السماح بإدخال معقمات ومواد تنظيف إلى داخل السجون".

ويخضع جميع الأسرى المحررين من السجون الإسرائيلية منذ انتشار الفيروس لإجراءات احترازية مشددة من قبل السلطة الفلسطينية التي اكتشفت أولى الإصابات بالفيروس لديها في الخامس من آذار/مارس المنصرم.

وقالت سراحنة إن "الأسرى الذين يطلق سراحهم يخضعون لفحص عينات وحجر منزلي حتى في حال كانت النتيجة سالبة"، تؤكد عدد الإصابة بالفيروس.

لكن والدة أمير، إيناس حمدان التي تتمنى ألا يكون ابنها حاملا للفيروس، تشعر بالارتياح. وقالت لفرانس برس "أحمد الله على سلامته".

وأضافت "صحيح أنه سيدخل الآن الحجر الصحي من أجل سلامته وسلامتنا، لكنه سيكون في أيد أمينة عند الفلسطينيين وليس عند الإسرائيليين".

وقد بلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في اسرائيل 15 ألفا وعدد الوفيات 191. وفي الأراضي الفلسطينية بلغ عدد الإصابات 336 بينها 17 في قطاع غزة المحاصر، وسجلت وفاة اثنين من المصابين في الضفة الغربية المحتلة.