لبنان بين محاولات جره نحو الفوضى والمشكلة الاقتصادية المتجذرة

الخميس ٣٠ أبريل ٢٠٢٠ - ٠١:٣١ بتوقيت غرينتش

شهد لبنان خلال الايام الاخيرة احتجاجات واعمال عنف في الشارع وصدامات بين المتظاهرين وقوى الامن والجيش اللبناني، وذلك بسبب تردي الاوضاع المعيشية والاقتصادية في البلاد، في ظل ازمة فيروس كورونا التي تعصف بالعالم وبلبنان الذي يشهد اصلا ازمة سياسية واقتصادية قبل تفشي الفيروس اساسا.

برنامج "مع الحدث" الذي تعرضه قناة العالم ناقش هذا الموضوع من عدة زوايا وبحث في اسباب واهداف التوترات الاخيرة في لبنان.

وقال ضيف البرنامج، الصحفي والكاتب السياسي جورج علم: هناك من يريد ان يأخذ البلد نحو الفوضى، هذا البعض انما هو مجند لخدمة محور ضد محور آخر، وبالتالي الساحة اللبنانية لا تزال مفتوحة بصراع المحاور، الامر الثاني والمهم ان هذه الفوضى الملقبة بالعنف انما الهدف منها اسقاط حكومة حسان دياب للامساك اكثر اما بالسلطة او بالاطاحة بالعهد، وخصوصا عهد الرئيس ميشال عون.

واضاف علم: هناك رئيس حكومة شفاف لا يملك ملفا في الفساد حاولوا تركيب ملف لاتهامه بالفساد ولم يستطيعوا، هذا الرئيس صارح الشعب اللبناني وقال ان هناك 83 مليار دولار مفقودة، وبالتالي مصرف لبنان يتحمل جزء من هذه المسؤولية لاعتبارين الاول انه كذا مرة طلبوا من حاكم مصرف لبنان ان يقدم كشف حساب عن موجودات المصرف ماله وما عليه، وكان هناك تلكؤ..

وتابع: الامر الثاني والمهم انه فضح طبقة الفساد، وبالتالي اليوم باعتقادي هو حمل تهديد عندما قال للذين نزلوا الى الشارع وكسروا نعرف اسماءهم وانتماءاتهم، اذا استمر هذا النهج سوف اعلن الاسماء، وقد يعلنها، وبالتالي هذا الردع الاخلاقي هو الذي حرض الطبقة السياسية الفاسدة التي نهبت الدولة والمال العام والخزينة ومصرف لبنان، وتريد اليوم العودة الى مغارة علي بابا لكن يبدو ان هناك من يتصدى لهم.

فيما قال ضيف البرنامج الاستاذ الاقتصاد في الجامعة اللبنانية علي زعيتر: المشكلة الاقتصادية في لبنان هي ليست وليدة الساعة وهي تمتد الى تركيبة النظام الاقتصادي في البلد الذي هو موروث ليس منذ نهاية الحرب الاهلية بل منذ قبل هذه الحرب التي هي موروثة من الاقطاعيين وغيرها...

واضاف زعيتر: تركيبة الاقتصاد اللبناني القديمة والتي استمرت والتي كرست بعد اتفاق الطائف الجديد عام 1992 والى الآن، اعادت النسخة القديمة ولكن بشكل آخر، اي انه سابقا كان زعماء العشائر او العائلات الكبيرة او الذين تعاطوا مع الاستعمار، اليوم جاء رؤساء الاحزاب الذين اصبحوا اليوم هم من يديرون البلد واقتصاده.

وتابع: اذن ان المشكلة الاقتصادية في لبنان لها علاقة بتركيبة النظام الاقتصادي والسياسات الاقتصادية والنقدية والمالية، وبالتالي ما نراه من انهيار سعر الليرة وتدهور قيمتها هي القشة التي قصمت ظهر البعير، والا هي في الاصل هناك خواء اقتصادي، اي انه كان اقتصاد ريعي كامل والفساد مستشري فيه من رأسه الى قدميه، ولا توجد نظم محاسبة ولا خطط وبرامج دقيقة، واذا كان هناك خطط برامج فهي كانت تقوم على الاستدانة من الخارج كمؤتمر باريس واحد واثنين وثلاثة.

وقال: فالمشكلة في البنية وليس حاكم مصرف لبنان بالكامل، هو يتحمل جزء من المشكلة لكن هو ضمن المنظومة الاقتصادية الخاطئة.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/4897191