شاهد الخطة الاقتصادية الحكومية اللبنانية بين مرحب ومشكك

السبت ٠٢ مايو ٢٠٢٠ - ٠٣:١٩ بتوقيت غرينتش

دخل لبنان مرحلة جديدة باعلان الحكومة اللبنانية الخميس خطتها الانقاذية الاقتصادية على وقع ترددات المؤيدين والمعارضين تسليم البلاد لصندوق النقد الدولي. ويعاني لبنان ،الذي يعتمد بنسبة على الاستيراد ،تدهورا في سعر صرف العملة امام الدولار وارتفاعا في معدلات البطالة اضافة الى ملفات سياسية اقتصادية متشابكة.

العالم- خاص بالعالم

تتلمس الحياة اليومية في العاصمة بيروت والمناطق طريقها بتشاؤل،كما يقولون ،بامنيات التفاؤل والتشاؤوم معا من المستقبل ،بعد اعلان الحكومة اللبنانية خطة انقاذ اقتصادية وصفها حسان دياب بالخطوة التاريخية ..

الحكومة وجدت نفسها عاجزة امام الملفات المالية والاقتصادية والسياسية التي ارتكبت على مدى سنوات، لذا قررت على عجل تلك الخطة واقرتها، وهي لا تحتاج لمصادقة البرلمان عليها..خطة دونها العديد من التحديات.. في الخطة دعوة لاصحاب المصارف الخاصة للوقوف امام مسؤولياتهم،اي جعل كل رساميل البنوك في خدمة اطفاء الخسائر ..سريعا انتقدت بنوك لبنان خطة إنقاذ اقتصادي ستشكل أساس محادثات مع صندوق النقد الدولي، واصفة إياها بأنها انفرادية وتقوض الثقة في البلاد..

ترسم الخطة، التي وافقت عليها حكومة دياب، إجراءات قاسية لإخراج لبنان من أزمة شهدت انهيار عملته وارتفاع البطلة وتعثر البلاد في ديونها السيادية واحتجاجات في الشوارع..لقد تراوحت الاراء بين مرحب بالخطة باعتبارها خطوة أولى مهمة نحو التعافي، بينما شكك كثيرون في إمكانية تنفيذ المقترحات الطموحة ، بعد سنوات من التباطؤ في التنفيذ، لخفض إنفاق القطاع العام وإصلاح القطاع المصرفي والتسليم لشروط البنك الدولي..

في الخطة ايضا رزمة من الاصلاحات المالية والادارية ،لعل اهمها تحرير سعر صرف العملة امام العملات الاجنبية التي ماتت في مهدها وظلت على الورق.. مصادر لبنانية متابعة تقول ان الخطوة الحكومية هي اخر محاولة جدية للخروج بالبلاد من ازمتها الحالية،وتؤكد ان الخطة وللمرة الاولى تتضمن ارقاما حقيقية وشفافة حول الواقع المالي والمصرفي في لبنان.

وأثار هبوط فائق السرعة لليرة اللبنانية، التي فقدت أكثر من نصف قيمتها منذ أكتوبر تشرين اول ،موجة جديدة من الاضطرابات والاحتجاجات، اذ شهدت كبريات المدن اللبنانية في الشمال والجنوب أعمال شغب استهدفت البنوك ،ما القى مزيدا من الضغط على الجانب السياسي اللبناني لضرورة سرعة وضع الحلول للخروج من الازمة الراهنة وطمانة اللبنانيين.