مخاوف من ظهور بؤر وبائية في الرباط

مخاوف من ظهور بؤر وبائية في الرباط
السبت ٠٩ مايو ٢٠٢٠ - ٠٨:٠٤ بتوقيت غرينتش

شهدت جهة الرباط "سلا القنيطرة"، حالة انفجار وبائي مفاجئ خلال الأيام الأخيرة بحسب ما عبرت عنه الأرقام الرسمية التي أدلت بها وزارة الصحة، وذلك وسط أخبار عن اكتشاف بؤر مهنية وعائلية في صفوف الحرس الملكي، ما أدى إلى إقالة الجنرال المنصوري.

العالم_المغرب

عودة وتيرة الإصابات للارتفاع على مستوى جهة العاصمة التي سجلت 475 حالة إصابة، ما يعادل 8.63 في المائة من مجموع الحصيلة التراكمية للإصابات، والبالغة إلى حدود صبيحة الخميس 5505 حالة مؤكدة في المغرب، تعتبرها وزارة الصحة "عادية وطبيعية ولا تدعو إلى القلق"، على حد تعبير مندوبية الصحة بالجهة.

وأوردت المسؤولة في مندوبية وزارة الصحة على مستوى جهة الرباط، الدكتورة أمينة الشفشاوني، أن تجاوز الجهة منذ الاثنين الماضي لنصف الحالات المرصودة بشكل يومي، راجع بالأساس "لتتبع خريطة المصابين، خاصة الحالات الصامتة أو التي لا تظهر عليها أعراض".

ونفت المسؤولة في وزارة الصحة في تصريحها لـ"أخبار اليوم"، وجود "أي بؤرة على مستوى جهة الرباط سلا القنيطرة أدت إلى الانفجار الوبائي، بما فيها في وسط الحرس الملكي"، مشيرة إلى أن "الحالات التي جرى رصدها متفرقة، وناتجة عن التتبع المستمر للحالات الأساسية التي تأكدت إصابتها في وقت سابق".

وتفسر المتحدثة تسجيل الرباط لما يزيد عن 84 حالة من مجموع 189 حالة المسجلة خلال الـساعات السابقة، بكون المنظومة الصحية بالجهة "بدأت في فحص المواطنين الذين لا تظهر عليهم أعراض، ولكن لديهم اختلاط مع حالة مشتبهة أو مؤكدة، سواء عائليا أو مهنيا، كما أنه رفعنا من نسبة الفحوصات بشكل كبير خلال هذه الفترة أكثر من أي مرحلة سابقة".

وأوردت الطبيبة المسؤولة في وزارة الصحة، أن"تعريف البؤرة يكمن في تسجيل 50 حالة مؤكدة فما فوق، في مشترك جغرافي محدد، وهو ما لم يتم اكتشافه حاليا وبشكل قطعي"، مستدركة: "أن الحالات الموجودة، حاليا، هي حالات متفرقة في العمل لدى من يشتغلون أو في العائلة، وهذا أمر طبيعي لأن المواطنين ملزمون بالحجر الصحي".

وتجزم الدكتورة الشفشاوني بأن "ارتفاع الحالات على مستوى الجهة منسجم تماما مع ارتفاع نسبة الفحوصات المخبرية، وهو أمر طبيعي جدا ينسجم بحد ذاته مع المرحلة الثانية للوباء التي يوجد فيها المغرب".

ورفضت المسؤولة في وزارة الصحة الإدلاء بأي معطى أو توضيح، بخصوص تسجيل إصابات بفيروس "كورونا" وسط عناصر الحرس الملكي بالرباط، والتي "بلغت لحد الآن، 128 حالة"، حسب بعض المصادر الإعلامية، في وقت تقدر مصادر أخرى أن عدد الإصابات تجاوز 600 عنصر من الحرس الملكي، وهي المعلومة التي لم تتأكد رسميا.

ولتعزيز قولها، كشفت المتحدثة أن عملية الرصد الوبائي لفيروس كورونا، التي تشرف عليها وزارة الصحة، لم تسجل أي حالة إصابة بالجائحة في جهة الرباط، خلال الايام الفائتة، إذ سجلت الجهة 0 حالة من مجموع الإصابات الجديدة بالوباء خلال الساعات القليلة الماضية، والتي بلغت "97 حالة" مؤكدة جديدة.

ووصل عدد الحالات المستبعدة، بحسب التحيين اليومي للوزارة بعد إجراء التحاليل المخبرية المتعلقة بها، والتي جاءت جميعها سلبية، إلى 49064 منذ بداية انتشار الفيروس في البلاد، في الثاني من شهر مارس الماضي، وإلى حدود الساعة العاشرة من صباح الخميس.

وبالنسبة إلى حالات الوفاة، فلم يتم تسجيل أي حالة خلال ال24 ساعة الأخيرة، ليظل بذلك إجمالي المتوفين جراء هذا الفيروس منذ ظهوره بالمملكة مستقرا عند "183".

رواية وزارة الصحة

ما كشفت عنه الدكتورة الشفشاوني في تصريحها لـ"أخبار اليوم"، أكده مسؤول في وزارة الصحة، مشددا على أن ما جرى تداوله بخصوص وجود بؤر على مستوى مدينة سلا والرباط "لا أساس له ومجرد تضخيم إعلامي".

ولم يكشف مصدرنا في وزارة الصحة عن الرقم الصحيح لعدد المصابين في صفوف الحرس الملكي، غير أنه يجزم بأن "العدد قليل، بحيث أصيب فقط، بعض الأفراد وليس بؤرة مجتمعة أو متمركزة، وبالتالي، جرى إخضاع أهاليهم وأسرهم ومخالطيهم للمراقبة الصحية".

وأوضح المتحدث أن هذا الارتفاع راجع "لاكتشاف حالات في صفوف المخالطين للحالات المؤكدة في وقت سابق، والتي بدأت تظهر بعد مرور 14 يوما، أي فترة حضانة المرض"، مضيفا: "أن المخالطين الذين ظهرت عليهم الحالات مؤخرا رفعوا من نسبة الإصابة جهويا، كانوا تحت المراقبة الطبية بأحد فنادق المدينة".

وتبرأ المسؤول في وزارة الصحة من قرار إغلاق بعض الأحياء في مدينة سلا، مشيرا إلى أن "القرار يوجد بيد السلطات التي تنسق مع الوزارة لمحاصرة بعض الأحياء، حيث توجد حالات محتملة، إلى حين إجراء الفحوصات المخبرية ويتم رفع التطويق أو المحاصرة".

تفاؤل رسمي

من جانبه، بدا محمد اليوبي، مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة، أكثر تفاؤلا خلال ندوة الأربعاء عندما هنأ المغاربة "بتخطي بلادنا عتبة ألفي متعاف من فيروس "كورونا المستجد".

وأشار اليوبي إلى أن "معدل التعافي من فيروس كورونا في البلاد مرتفع مقارنة بالمعدل العالمي، موضحا في هذا الصدد إلى أن "النسبة المئوية للتعافي من مجموع المصابين واصلت ارتفاعها، لتبلغ 37.3 في المائة، في حين أن المعدل العالمي يقدر بـ 34 في المائة فقط".

كما أشار المتحدث إلى أن نسبة فتك فيروس كورونا في المملكة منخفضة مقارنة بالمعدل العالمي، موضحا أن هذا الأخير يصل إلى "7 في المائة"، في حين أن النسبة المئوية المسجلة في "بلادنا لاتزال تواصل هبوطها"، حيث بلغت إلى حدود ، "3.4 في المائة".