ماذا خلف سيناريو التحالف السعودي الإماراتي جنوب اليمن؟

ماذا خلف سيناريو التحالف السعودي الإماراتي جنوب اليمن؟
الأربعاء ١٣ مايو ٢٠٢٠ - ٠٣:٢٣ بتوقيت غرينتش

منحى تصاعدي تأخذه التطورات في المحافظات الجنوبية اليمنية، إذ كلما هدأ التوتر العسكري في منطقة إلا واشتعلت الأوضاع في أخرى، ما يجعل الحالة كمن تبدو ضمن مخطط وسيناريو مرسوم ملخصه ضرورة تفجير الوضع في كل المناطق التي تحت سيطرة التحالف السعودي الإماراتي وأطرافه في الداخل اليمني، أو هكذا يُراد لهذه المناطق أن تكون. 

العالم - قضية اليوم

كل يوم تتضح أكثر ملامح هذا السيناريو الساعي لمحاولة توسيع دائرة الصراع في الجنوب اليمني لما من شأنه تحقيق وأجندات باتت لا تخفى على أحد ومنها أن تفجير الوضع قد يسهل ويمهد لأن تنجح تلك الأجندات والأطماع، ويكشف ذلك تسارع الأحداث من حيث توقيتها، لتمثل محافظة أبين محطة صراع جديدة لما باتت تشهد من معارك وتوتر عسكري بين المجلس الانتقالي الموالي للإمارات وقوات حكومة هادي وحزب الإصلاح المدعومة من السعودية.

وتبدو "أبين" بالنسبة للطرفين المعركة الفاصلة إذ يعني السيطرة عليها من قبل قوات هادي الاقتراب من عدن، فيما يعتبر المجلس الانتقالي أن إحكام قبضته عليها تأمين لسيطرته على عدن ومبتدأ لتوسيع نفوذه بعد أيام من اعلانه الحكم الذاتي لمحافظات الجنوب، وهذا حسب التصريحات والبيانات من الطرفين والوقائع على الأرض، لكن ما هو واضح أن الأطراف المحلية تنفذ أجندات للقوى الإقليمية الموالية لها سواء الرياض او أو أبوظبي وهذه الأطراف هي من تحرك وتقود المعركة بشكل فعلي.

ثمة دلائل عديدة على تحريك الملف العسكري في الجنوب حسب أهواء الأطراف الخارجية الداعمة، ومن ذلك أن قوات حكومة هادي وأتباعها التي انسحبت يوماً ما من مناطق جنوبية وسلمتها للمجلس الانتقالي هي ذات القوات الآن التي تقرر مهاجمة عدة مدن جنوبية وتحاول استعادتها في فترة هي أضعف فيه مما كانت قبل، خاصة وأن الخطوة تتزامن مع إرهاق تلك القوات في عدة جبهات مع توسع المواجهات والصراع في عدة مناطق غير أبين، ومن ذلك شبوه والمهره وجزيرة سقطرى، ما يعني أن تصاعداً واضحاً للصراع السعودي الإماراتي في مناطق الجنوب اليمني تؤكدها التحشيدات المستمرة من الطرفين وبروز انقسامات وتحالفات جديدة منها تصريحات لطارق عفاش داعمة لموقف المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً في إعلانه الحرب من أبين حتى المهره ضد حكومة عبدربه منصور هادي الموالية للسعودية.

غير الاتهامات للرياض وأبوظبي بتفجير الوضع في محافظات الجنوب بما يخدم أهدافهما ولحاجة في نفس يعقوب، فإن تصاعد الصراع والعمليات العسكرية في هذا التوقيت يكشف الوجه اللا إنساني للتحالف السعودي الإماراتي نظراً لما تعيشه المحافظات الجنوبية من تدهور للخدمات وتفاقم الحالة الإنسانية والمعيشية وتفشي مخيف للأوبئة التي تفتك كل يومٍ بالعشرات في هذه المحافظات، ومنها جائحة كورونا الآخدة بالانتشار وبشكل كبير في، مما يتطلب أنه من الأولى أن تتكثف وتتحد الجهود في وقت كهذا لمواجهة هذه الأوبئة وكافة الأزمات الإنسانية وإنقاذ ما يمكن إنقاذه بدلاً عن اشعال الصراع العبثي وقيادة هذه المناطق نحو المجهول ليس على المستوى الإنساني فحسب، بل على مستوى تفكيك وتمزيق نسيجها الاجتماعي.

علي الذهب - العالم