رفع علم المثليين.. إستهداف لعناصر قوة العراق

رفع علم المثليين.. إستهداف لعناصر قوة العراق
الإثنين ١٨ مايو ٢٠٢٠ - ٠٩:٥٨ بتوقيت غرينتش

رغم ان عددهم كان قليلا، حتى يمكن تجاهله وعدم الاعتناء به، الا ان الافعال التي قاموا بها كانت شاذة وشنيعة وفظيعة الى الحد الذي اثارت موجة عارمة من السخط في الشارع العراقي، ذلك عندما قامت مجموعة من الشباب، تسللوا الى التظاهرات المطلبية للشعب العراقي، بالاعتداء على المواكب والهيئات الحسينية في عدد من المحافظات الوسطى والجنوبية ، وهو ما جرح وبشكل عميق مشاعر الانسان العراقي واساءت وبشكل غير مسبوق الى منظومته القيمية الدينية والاخلاقية.

العالم - كشكول

ما تعرضت له الشعائر الحسينية من اعتداءات، كانت قد سبقتها اعتداءات ممنهجة ومدروسة استهدفت المرجعية الدينية وعلماء الدين، وهي حملة بدأتها قناة "الحرة" الامريكية سيئة الصيت عندما تهجمت في تقرير مطول لها على مرجعية سماحة السيد على السيستاني، حيث تم رفع شعارات لم يألفها الانسان العراقي تسخر من علماء الدين والقيم الدينية، حتى اعتبر بعض المحللين ما حصل عبارة عن فعل صادر عن شواذ وممسوخين لا يمكن ان يمثلوا اي حالة عراقية مهما كانت توجهاتها.

اللافت ان هذه المجموعة الممسوخة، التي كان يصفها العراقيون بـ"عصابات الجوكر" الامريكية، انتقلت من الشعارات الى الفعل، حيث قامت بالاعتداء على مراكز الحشد الشعبي وقتلت عددا من الابطال الذين دافعوا عن نواميس واعراض ومقدسات العراقيين، ولن تنسى الذاكرة العراقية كيف هجم هؤلاء المسوخ على مقر عصائب اهل الحق التي تصفها امريكا بالارهابية، وكيف قتلوا الشهيد القائد وسام العلياوي وشقيقه الذي اراد نقله الى المستشفى بعد ان اصابه الشواذ اصابات بالغة، بطريقة وحشية مقززة حيث مثلوا بهما وهم احياء حتى فاضت روحهما الى بارئهما، واللافت تظهر قناة "الحرة" سيئة الصيت لتنقل خبر استشهاد العلياوي بالصوت والصورة وتحت عنوان "ميليشاته فتكت بالعراقيين فقتل على يد متظاهرين غاضبين"!!.

وفي اطار الانتقال من مرحلة الشعار الى مرحلة الفعل قامت مجموعة المسخ هذه بالاعتداء على القنصليات الايرانية في العراق واحراقها، ورفع شعارات تستهدف العلاقة التي تربط ايران بلعراق، واللافت ايضا ان قناة "الحرة" سيئة الصيت كانت اكثر من قنوات "العربية" و "الحدث" السعوديتين وقناة "سكاي نيوز" الاماراتية، تحريضا على الاعمال الارهابية وعلى ضرب الامن والاستقرار في العراق وزرع الفتن بين العراقيين.

اكثر ما فضح المجموعة الممسوخة والشاذة التي اندست بتحريض امريكي واضح بين المتظاهرين، كانت سلوكيات هذه المجموعة التي تتنافى مع القيم الدينية والاخلاقية للمجتمع العراقي، فقد ظهر افرادها، من شباب وشابات، في مظهر شاذ بالملبس والحركات وطريقة الكلام ، فكانوا يتحدثون عن ميولهم الجنسية الشاذة بطريقة مكشوفة، وقد رصدت كاميرات الجولات سلوكيات في غاية الانحراف كالنوم في اماكن ضيقة وباعداد كبيرة من كلا الجنسين، دون ان تكون لهم اي ردة فعل ازاء الكاميرت التي كانت تصورهم في اوضاع مخلة وهم يتناولون الخمر ويتعاطون المخدرات.

ان المجموعة الممسوخة هذه حذر منها بعض المراقبين بعد ان رصدوا تحركات للسفارة الامريكية في بغداد لتجنيد بعض اصحاب السوابق من المجرمين والاشقياء والمنحرفين ودسهم بين المتظاهرين لرفع شعارات منحرفة وشاذة والقيام باعمال شغب وقتل، كما رصدوا ظهور بعض الشباب والشابات على هامش التظاهرات وهم يتحدثون عن الحرية والتحرر والكرامة الانسانية وضرورة الا تكون هناك اي خطوط حمراء تقف بين الانسان وتحقيق رغباته وميوله، كما هي الخطوط الحمراء التي تضعها الاديان امام الانسان، وهم من خريجي الدورات التدريبية التي اقامتها "الوكالة الامريكية للتنمية الدولية" المعروفة اختصارا بـ"يو اس اى إي دي" والتي تعمل تحت اشراف وزارة الخارجية الامريكية، والتي تعتبر قناة الحرة "سيئة" الصيت من اكبر ابواقها.

اليوم وبعد ان رفعت بريطانيا وكندا وبعثة الاتحاد الاوروبي في بغداد علم المثليين للاحتفال باليوم العالمي لما يسمى بـ"مناهضة رهاب المثلية والتحول الجنسي"، وهو احتفال لقى ترحيبا واسعا من قبل قناة "الحرة" الامريكية سيئة الصيت، باتت واضحة الخطوط العريضة للمؤامرة الامريكية الخبيثة لاستهداف عناصر القوة في العراق، والتي تشكل سدا منيعا امام اطماع امريكا وهيمنتها على العراق وتحويله الى تابع ذليل كما كما الحال في السعودية والامارات والبحرين و..، وفي مقدمة عناصر القوة هذه ؛ القيم الدينية والاخلاقية المتجذرة في شخصية الانسان العراقي، والشعائر الحسينية التي باتت جزءا اصيلا من الشخصية العراقية الرافضة للذل والهوان والعبودية والاستعباد والذيلية، والمرجعية الدينية الحصن الحصين للعراق والعراقيين، والحشد الشعبي اليد القوية الضاربة للشعب العراقي والسد المنيع امام اطماع الاجانب، والعلاقة التاريخية والدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية المتجذرة التي تربط العراق بايران البلد الشقيق والصديق والعمل الاستراتيجي للعراق في السراء والضراء، وهو ما يتطلب وقفة واحدة موحدة من جانب المرجعية الدينية والحكومة والبرلمان والاحزاب والفعاليات السياسية والفكرية والاعلامية والشعبية، لرفض السياسة الامريكية التي باتت مكشوفة والتي تسعى لاستهداف عناصر القوة في العراق، بكل الامكانيات المتوفرة، وكذلك لوقف الطابور الامريكي المسخ من التغلغل في المجتمع العراقي عبر استخدام الشاذين والمنحرفين والمرضى النفسيين كحصان طرواده تحت شعارات لم يعد يخدع بها حتى البسطاء.