شاهد .. المطران عطا الله حنا: وباء الإحتلال اخطر من كورونا

الأربعاء ٢٠ مايو ٢٠٢٠ - ٠٢:٠٨ بتوقيت غرينتش

قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس أن الكورونا ذاهبة من بلادنا ولكن يبقى أمامنا وباء أخطر من الكورونا وهو وباء الاحتلال الذي سيزول حتماً لكي ينعم الفلسطينيون بالحرية الكاملة في وطنهم وفي أرضهم المقدسة.

العالم - خاص بالعالم

واليكم نص كلمة مطران عطالله حنا خلال كلمة موحدة لقادة محور المقاومة بمناسبة يوم القدس العالمي:

الأخوة والأخوات الأعزاء جميعاً، يطيب لي أن اخاطبكم بمناسبة يوم القدس العالمي من رحاب مدينة القدس، حيث أنقل إليكم جميعاً تحية المدينة المقدسة ، حاضنة أهم مقدساتنا الإسلامية والمسيحية وحاضنة الوحدة الوطنية الإسلامية المسيحية أيضاً في مواجهة الاحتلال والاستعماروالاستبداد.

من رحاب عاصمتنا الروحية والوطنية أبعث إليكم ومن خلالكم إلى كل اولئك الذين يشتركون في إحياء هذا اليوم الذي فيه ندافع عن القدس وننادي بأن تتحرر القدس وننادي بأن تفشل كافة المشاريع والمؤامرات التي تتعرض لها مدينتنا المقدسة بشكل خاص والقضية الفلسطينية بشكل عام.

أوجه تحيتي إلى أبناء أمتنا العربية إلى الأحرار من أبناء أمتنا العربية الذين يؤكدون دوماً بأن فلسطين هي قضيتهم الأولى، أوجه التحية إلى أخوتنا المسلمين مقدماً لهم التهنئة بشهر رمضان وبقرب الاحتفال بعيد الفطر السعيد، أوجه التحية للمسيحيين في كل مكان، فقضية فلسطين وقضية القدس بشكل خاص هي قضية تخصنا بشكل مباشر كمسيحيين ومسلمين في هذا العالم. يجب أن نتوحد دوماً في دفاعنا عن القدس لأن التطاول على القدس هو تطاول على قيم إيماننا وتاريخنا وتراثنا وأصالة وجودنا وعراقة انتمائنا لهذه الارض المقدسة.

في يوم القدس العالمي نقول كمقدسيين وكفلسطينيين بأننا لن نتخلى عن القدس والتي كانت وستبقى عاصمة لفلسطين رغماً عن كل الصفقات والمشاريع، رغماً عن كل التطبيع والمؤامرات التي تحيط بنا من كل حدبٍ وصوب. لا توجد هناك قوة في هذا العالم قادرة على طمس معالم القدس وتزوير تاريخها والنيل من مكانتها، القدس بالنسبة إلينا هي العاصمة والقبلة والبقعة المقدسة من العالم التي نعتبرها قطعة من السماء على الأرض، ولذلك فإننا في يوم القدس العالمي نذكر جميع أبناء أمتنا والمسيحيين والمسلمين في كل مكان بواجباتهم الروحية والانسانية والحضارية تجاه القدس. لا تتركوا مدينة القدس لوحدها، الصهاينة يعتدون على القدس في كل يوم وفي كل ساعة ويسعون للنيل من تاريخها وهويتها وطابعها، لا تتخلوا عنها ودافعوا عنها دوماً.

يوم القدس العالمي هو يوم لكي يتم تذكير من يحتاجون إلى تذكير بواجباتهم الوطنية والانسانية والاخلاقية في سبيل القدس لكي تبقى المدينة المقدسة الحاضنة لتاريخنا وتراثنا وعراقة انتمائنا.
هنالك شهداء كثيرون ارتقوا من أجل الدفاع عن القدس، قدموا دمائهم الزكية من أجل القدس، لا يمكننا ان ننسى الشهداء ولا يمكننا ان نتجاهل هذه الدماء الزكية الطاهرة التي سالت من أجل القدس من أجل ان تبقى مدينة عربية فلسطينية بمقدساتها الاسلامية والمسيحية. نستذكر شهدائنا ونقول بأننا سنبقى اوفياء لتضحياتهم كما أننا نوجه التحية لأسرانا ومعتقلينا في سجون الاحتلال، هؤلاء الذين ضحوا بحريتهم من أجل حرية الوطن، هؤلاء الذين ضحوا بحريتهم من أجل القدس من أجل المقدسات، اسرانا هم أبطالنا هم رموز الحرية والكرامة.

الفلسطينيون أيها الاحباء في مدينة القدس وفلسطين كلها يقدمون شكرهم وثنائهم وامتنانهم لكل من يقول كلمة حق في هذا الزمن الرديء، الذي كثرت فيه المشاريع المشبوهة، وكثر فيه اولئك الذين يطبعون ويتآمرون ويتخاذلون، كل التحية للأصوات الجريئة الواضحة التي تدافع عن الحق وتدافع عن العدالة وتدافع عن القدس، فلا كرامة لهذه الأمة بدون القدس لا كرامة لهذه الأمة بدون عودة القدس إلى أصحابها لكي تكون مدينة للسلام ولكي تكون كما كانت دوماً وستبقى عاصمة لفلسطين وعاصمة روحية ووطنية لأبناء شعبنا مسيحيين ومسلمين.

اتى وباء الكورونا الى عالمنا فجعل العالم بأسره يتحول وكأنه قرية صغيرة، العالم بأسره يعاني من هذا الوباءـ وقد وصل الوباء إلى بلادنا إلى منطقتنا ونحن سننتصر على هذا الوباء، الكورونا ذاهبة من بلادنا ولكن يبقى أمامنا وباء أخطر من الكورونا وهو وباء الاحتلال الذي سيزول حتماً لكي ينعم الفلسطينيون بالحرية الكاملة في وطنهم وفي أرضهم المقدسة. وعندما نتحدث عن القدس في هذه الايام نستذكر النكبة نستذكر التشريد ونستذكر اللاجئين الفلسطينيين المنتشرين في مخيماتهم والمتمسكين بمفاتيحهم، هؤلاء الذين يجب أن يعودوا الى وطنهم السليب.

عندما ندافع عن القدس علينا ان ندافع عن حق العودة، فالقدس التي نريدها هي قدس عربية فلسطينية لأبنائها لأبناء فلسطين، والفلسطينيين هم أصحاب هذه الارض وليس اولئك المستعمرين الذين أتوا اليها من هنا أو من هناك.

نحيي في يوم القدس العالمي اللاجئين الفلسطينيين في كل مكان، ونقول لهم تمسكوا بمفاتيح عودتكم، فأنتم عائدون عائدون عائدون، والقدس بانتظاركم وفلسطين بانتظاركم لكي نحتفي معاً وسوياً بالحرية والكرامة واستعادة القدس ورفع راية الحرية فوق كنائس القدس ومساجدها وأسوارها.

من رحاب مدينة القدس أحييكم أيها الاحباء حيثما كنتم وأينما وجدتم، وأنتم اليوم تتحدثون عن القدس وتدافعون عن القدس في يوم القدس العالمي. عاشت القدس عاصمة لفلسطين وعاشت فلسطين وعاصمتها القدس وعاش الأحرار من أبناء أمتنا العربية والمسلمون والمسيحيون في كل مكان، أولئك الذين يدافعون عن قيم العدالة والحرية والكرامة الانسانية، أولئك الذين يتبنون مسألة الدفاع عن اعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث ألا وهي قضية فلسطين.

شكراً لكم من القدس عاصمة فلسطين.