هذا موقف رجال دين بلاد قتلة خاشقجي من العفو بمثل جريمة مشابهة

هذا موقف رجال دين بلاد قتلة خاشقجي من العفو بمثل جريمة مشابهة
الجمعة ٢٢ مايو ٢٠٢٠ - ٠٧:٣١ بتوقيت غرينتش

أعلنت أسرة الكاتب الراحل جمال خاشقجي العفو عن قتلة والدهم، بعد شهور من صدور قرار بتنفيذ حكم الإعدام بحق خمسة منهم.

العالم- السعودية

وبحسب توصيف رجال الدين لجريمة مشابهة لجريمة قتل خاشقجي، فإنهم وصصفوا قتله كان "غيلة"، وهو توصيف لمن يقتل بعد استدراج وغدر، كما حدث مع خاشقجي.

وفي تقرير اعدته "عربي21" التي اطلعت على أبحاث وفتاوى من علماء السعودية، وتبين أنها لا ترى أي صلاحية لعائلة المغدور بالعفو، وأن القاتل "غيلة" يجب قتله حدّا، وليس قصاصا كما قضت السلطات السعودية.

وبحسب المجلد الثالث من أبحاث هيئة كبار العلماء بنسخته الخامسة، التي صدرت عام 2013، عن الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، فإن كبار علماء السعودية يرون وجوب قتل القاتل غيلة.

وجاء في الكتاب أن مذهب أبي حنيفة يرى أنه في حال عفا الأهل عن القاتل، فيجوز العفو عنه، إلا أن القول الثاني هو أنه "لا يجوز العفو في قتل الغيلة، وإذا عفا الأولياء قتله السلطان، وممن قال بهذا: مالك ومن وافقه على ذلك، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، وقد أخذ سماحة مفتي الديار السعودية رحمه الله بهذا القول".

وبحسب كبار العلماء، فإن مفتي السعودية السابق، محمد بن إبراهيم آل الشيخ، بعث إلى إمارة الرياض، في كانون أول/ ديسمبر 1959، فتوى حول امرأة قتلت زوجها "غيلة"، بأنه يجب قتلها، دون النظر لإمكانية عفو ذوي زوجها.

نية مسبقة

الأكاديمي المعارض عبد الله العودة، نجل الداعية المعتقل سلمان العودة، ألمح إلى وجود نية لدى السلطات السعودية بتبرئة قتلة خاشقجي.

وقال في تغريدة عبر "تويتر"، إن "تكييف العقوبة وفقا للنيابة العامة (قصاص) منذ البدء يوضّح النيّة المبيّتة لتبرئة قتلة خاشقجي، أو الذهاب لمسار (العفو) من قِبل العائلة. وللأسف هذا الذي حصل كما هو متوقّع".

وتابع بأن "جريمة قتل الشهيد خاشقجي هي قتل غيلة لن تسقط بالتقادم، وعملية اغتيال واستغلال السلطة.. إضافة لجرائم أخرى".

وأشار العودة إلى تصريح من وزير العدل السابق، محمد العيسى، يرفض فيه التسامح في قضية "قتل الغيلة".

كما نشر وثيقة صادرة عن المحكمة العليا في السعودية، في كانون ثان/ يناير 2014، تشير إلى أن القاتل غيلة يقتل حدا وليس قصاصا، ولا يوجد لذويه صلاحية التنازل عنه.

تركيز على الشجار

قال ناشطون إن بيان النيابة العامة في تشرين ثان/ نوفمبر 2018، حاول التركيز على أن قتل خاشقجي جاء بعد شجار بينه وبين قتلته مسؤولي المباحث.

وقال النائب العام إن الهدف من استدراج خاشقجي للقنصلية كان إعادته إلى السعودية، إلا أنه وبعد شجار بينه وبين القتلة، تم حقنه بمادة مخدرة، قبل قتله.

وبناء على هذه الرواية، اعتبر القضاء السعودي أن قتل خاشقجي جاء بعد شجار، وبالتالي ليس "غيلة"، رغم أن جميع الدلائل أثبتت أن استدراجه بحضور طبيب شرعي، ومنشار، كان بقصد قتله مباشرة، دون التفاوض معه.