تمشيط البادية السورية بتر لذراع الامريكي واعوانه

تمشيط البادية السورية بتر لذراع الامريكي واعوانه
الأحد ٢٤ مايو ٢٠٢٠ - ٠٣:٣٧ بتوقيت غرينتش

بهدف تآمينها بالكامل من تواجد خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي وتأمين الطرق الدولية وابار النفط، بدأ الجيش السوري عملية تمشيط واسعة في مناطق البادية السورية الممتدة بين أرياف حمص والرقة وحماة بمساحة جغرافية تزيد عن الفين كليو متر مربع .

العالم - قصية اليوم

الوحدات العسكرية تعمل على أكثر من اتجاه في تمشيط المناطق التي ماتزال تشهد تواجد لبعض عناصر التنظيم الإرهابي وفق معلومات ورصد لوحدات الاستطلاع والطيران المسير وتمكنت من تدمير عدة مواقع لهم ومصادرة كميات من الذخيرة والأسلحة والمواد الغذائية واحراق عدة مواقع تظهر بها الحياة للعناصر الإرهابية التي نشطت في الفترة الماضية وقامت بعدة كمائن استهدفت المدنيين.

مصدر ميداني اكد بان العملية العسكرية التي بدأت لن تتوقف حتى تمشيط كامل المساحات الجغرافية في البادية وإنهاء وجود تنظيم "داعش" في المنطقة مما سشيكل عودة للحياة المدنية لسكان البادية دون وجود اي خطر عليهم.

عمليا ان الطبيعة الجغرافية القاسية في تلك المنطقة دفعت الجيش السوري منذ وقت طويل، الى تدريب جنوده للتأقلم والقتال في مختلف الظروف، ومنها حرب الصحراء، التي تعتبر من اصعب الحروب نظرا لصعوبة التنقل فيها، والعمل ضمن مناطق مكشوفة،واكد المصدر الميداني، ان احد الصعوبات التي تواجه القوات واستطاعت التغلب عليه، هي مطابقة البيانات والمعلومات العسكرية مع المعالم على الارض، بالاضافة الى صعوبة الامداد والاخلاء، مادفع القيادة الى رفع مستوى تدريب القوات الى مستوى التكيف الكامل مع هذا النوع من الحروب، ويمكن الاستشهاد هنا بالنجاحات الكبيرة التي حققها الجيش في معركة الفجر الكبرى التي تعتبر مثال على ذلك، و كان واضح فيها المهارات القتالية للجيش السوري، يرافق ذلك التدريب والاعداد البدني والعملياتي، التجهيزات اللوجستية من اليات وانواع اسلحة تتوافق مع الطبيعة الجغرافية والمناخية، والتي تسهل على عناصر المشاة خوض غمار هذه المعارك، التي استطاع الجيش تطوير تكتيكاته العسكرية في المعارك السابقة، للتوافق مع طبيعة هذه العمليات، حيث تعتمد على الوثبات السريعة والطويلة، و تقدر تلك الوثبات بعشرات الكيلومترات، وهنا يؤكد المصدر الميداني ان القوات التي ستبدآ بتمشيط مناطق صحراوية انطلاقا من ريف الرقة وحماة حتى عمق البادية، تتقن التعامل مع المساحات الشاسعة، والاستفادة منها وتطويعها هندسيا لتكون عامل قوة، عبر التدشيم السريع والسواتر الترابية المترافق مع القدرة العالية على التحكم وتسيير الاليات العسكرية.

إن الاعترافات الاخيرة لعناصر "داعش" الذين كانوا يقاتلون في البادية السورية وحدود الرقة ودير الزور وحمص وصولا الى حدود العراق، والمعتقلين لدى الجيش السوري، اكدت ان الخطة المشتركة بين قاعدة التنف والدواعش تقضي باعادة احياء التنظيم الارهابي في تلك المنطقة، وربطها بصحراء الانبار، ما دفع الجيش للتحشيد لاطلاق هذه العملية، بهدف ايصال رسالة للامريكي ومن خلفه "داعش"، ان الدولة السورية والحلفاء، لن يسمحوا للامريكي بآن يمسك مجددا بهذه المنطقة، وان المرحلة القادمة هي اعمق من اللعب مع الامريكي على حافة الهاوية، بل الهدف منها يصل الى دفع الامريكي في قاعدة التنف، لوقف عبثه بشكل كامل في مناطق البادية، انطلاقا من الرقة حتى اخر نقطة في الحدود السورية.

إن انطلاق تمشيط هذه المنطقة والسيطرة عليها وانهاء وجود خلايا "داعش" فيها، يضيق الخيارات امام الامريكي، وسيفتح الباب واسعا امام قطع يد الامزيكي والدواعش، و منع تهديد المدنيين ومؤسسات الدولة وطرق الامداد هناك، وسحب تحويل البادية الى مسرح تصعيد في يد الامريكي ومن معه.

حسام زيدان / العالم

كلمات دليلية :