لماذا يتعامل ترامب مع المحتجين وكأنهم غزاة؟

لماذا يتعامل ترامب مع المحتجين وكأنهم غزاة؟
الإثنين ٠١ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٦:٢١ بتوقيت غرينتش

المتتبع لتصريحات وتغريدات الرئيس الامريكي دونالد ترامب حول الاحتجاجات التي تشهدها العديد من الولايات الامريكية على خلفية مقتل رجل اسود خنقا على يد ضابط ابيض، وحديثه عن تدخل القوات الاتحادية والكلاب الشرسة والاسلحة المرعبة التي تنتظر المحتجين، يشعر وكأنما امريكا تتعرض الى غزو خارجي.

العالم - يقال ان

الاوامر التي اصدرها ترامب للجيش الامريكي بإطلاق النار على المتظاهرين الذين وصفهم بالعصابات المخربة واللصوص والبلطجية، كشفت عن وجود حالة انفصال كامل يعيشها ترامب عما يجري حوله، فالرجل يتعامل مع المحتجين وكأنهم جيش محتل يستوجب التصدي له بكل ما تمتلك الدولة المُحتلة من امكانيات.

الى حد هذه الساعة التي سقط فيها العديد من القتلى على يد قوات الجيش والامن والشرطة، لم يغرد ترامب ولا حتى مرة واحدة بتغريدة يمكن ان يستشف منها تعاطفا مع المحتجين والضحايا او دعوة لتهدئة الاوضاع والتقليل من حدة التوتر او نقدا للتعامل الوحشي للشرطة، بل على العكس تماما، تم وسم تغريداته على تويتر على انها تمجد العنف.

انطلاقا من هذا الشعور ازاء المحتجين إنتقد ترامب عمدة العاصمة الأمريكية واشنطن موريل باوس، لانها لم ترسل قوات لقمع المحتجين الذين اقتربوا من السياج الخارجي للبيت الابيض، وهو اتهام كذبته الخدمة السرية الأمريكية الخاصة بحماية المسؤولين الامريكيين، التي أكدت في بيان لها أن شرطة العاصمة كانت حاضرة عند حدوث الاحتجاجات أمام البيت الأبيض، كما دعت موريل باوس، ترامب الى الكف عن نشر تغريدات تثير الانقسام وتحرض الامريكيين بعضهم على بعض.

مواقف وتصريحات ترامب هذه والتي تطالب باستخدام القوة المميتة وبشكل علني ومتكرر ضد المحتجين دون ادنى رحمة او تعاطف، تؤكد وبشكل واضح ان ترامب لا تربطه اي رابطة دم او ارض او عقيدة بالمحتجين، الذين يعتبرهم ، انطلاقا من عنصريته المعلنة، دخلاء على المجتمع الامريكي، الذي لا يملكون فيه حتى حق الاحتجاج.