حوار بين الحلاق وفلويد حول العنصرية

حوار بين الحلاق وفلويد حول العنصرية
الثلاثاء ٠٢ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٣:٠١ بتوقيت غرينتش

ترى ماذا سيقول جورج فلويد المواطن الامريكي الاسود الذي قضى تحت قدم شرطي امريكي ابيض للشهيد اياد الحلاق الذي قضى برصاص شرطي اسرائيلي، هل سيصف له البؤس الذي صنعه رئيس عنصري يجاهر بالتمييز بين الوان البشر واعراقهم،

العالم - قضية اليوم

ترى هل حدّث الحلاق فلويد عن الاحتلال الذي يريق الدماء لانها عربية او مسلمة والذي يكره الملامح الشرقية، في العالم الاخر لا ظلم ولا ظلمات لا قهر ولا مقهورين لا بؤس ولا بؤساء لا عنصرية ولا عنصريين لا قتل ولا قتله لا ظلم ولا ظالمين، سيرتاح الان الحلاق وفلويد من هذا العالم الذي يحكمه مجنون وفاسد، حين عاد اياد الحلاق الى حضن امه شهيدا وبكت فارتد صوت البكاء في جبال القدس المحيطة حاولت ان اتخيل طفلة فلويد التي حرمت من والدها وشاهدته يلفظ انفاسه الاخيرة تحت اقدام الشرطي الابيض ، ترى ما الذي سيبرّد نار قلب الطفلة الصغيرة وهل ستنسى يوما القدم الاثمة؟ وهل ستتجاوز والدة اياد الحلاق صوت الرصاص الغادر الذي سلب نجلها الحياة دون ذنب اقترفه الا لانه في الحقيقة من اصحاب الاعاقة العقلية ولانه في الحقيقة طفل عقله يتساوى مع عقل طفل في التاسعة من عمره ، يا الهي العظيم كيف فقد هؤلاء انسانيتهم ام انهم بلا انسانية اصلا والوجوه التي يحملونها ليست اكثر من اقنعة زائفة اذا نزعتها بانت الاسنان والانياب، تلاقت العنصرية الاسرائيلية والامريكية بابشع صورها في قضيتي الحلاق وفلويد والاسماء والالقاب والاعراق والانساب والالوان والاشكال ليست بذي اهمية في مشهد القتل الوحشي وحتى الذنب الذي غاب عن الضحيتين هو ذاته، اما الجلاد في القضيتين فهو ذاته ايضا وان تغيرت جنسيته ولغته.
عندما سقط القناع عن وجه الجاني في الولايات المتحدة برز وجه القاتل في مدينة القدس المحتلة وتساوت الدوافع بين الجانيين ، ليست الا العنصرية التي لا ترى الاخر ولا تعترف بحقه في الحياة وتراه عابرا في المكان والزمان وكانه لم يكن يوما وكان من حوله من اهل وبيت وحق ليسوا الا هباء، اليس من الغرابة بمكان ان يتساوى في التاريخ الاحتلال والرجل الابيض في الولايات المتحدة فكلاهما جاء غازيا واقام دولته على انقاض وجماجم اصحاب البلاد الاصليين واشترط فنائهم كي يبقى في المكان وظل خائفا من قيامة صاحب الحق وتحولت عنصريته الى نار تحرق كل شيء لا تبقي ولا تذر، هي المصادفة التي جعلت كيان الاحتلال الاسرائيلي يستمد البقاء من الحبل السري الممدود بينه وبين المستعمر الابيض في امريكا الشمالية ، لست بحاجة الى الكثير من التفكير لتجد الخطوط المتشابكة بين القاتل والقتيل في قصة جورج فلويد واياد الحلاق الا ان الاول كان باحثا عن تغيير في حياته البائسة نتاج التوحش في مجتمعه العنصري والثاني كان سائرا في ارضه وازقته مبتسما دون ان يدرك ما ينتظره من توحش للمحتل الذي يقتل البشر والشجر والحجر، كلا الشرطيين الجانيين اجزم انهما غير نادمان عما اقترفا وكيف سيندمان ومنظومتهما غرستا بهما ان الحياة هبة منهما للاخر ان شاء منحهما اياها وان شاء سلبها دون يرف له طرف، لكن العنصرية التي قتلت الحلاق وفلويد يوما ما ستحرق من صنعها وشكلها وربت على كتفها حتى اصبحت بهذا التوحش .

فارس الصرفندي