رفع الإنجيل .. المكيدة التي إرتدت على ترامب

رفع الإنجيل .. المكيدة التي إرتدت على ترامب
الأربعاء ٠٣ يونيو ٢٠٢٠ - ١٠:٠٧ بتوقيت غرينتش

يبدو ان كشف صحيفة "نيويورك تايمز" وشبكة "سي.إن.إن" عن قيام عملاء الخدمة السرية بنقل الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى مخبأ تحت الأرض، بعد تصاعد وتيرة الاحتجاجات أمام البيت الأبيض، اثار غضب ترامب الذي قام بإجراء مسرحية رفع الانجيل للظهور بمظهر الرئيس القوي.

العالم - كشكول

مصدر مطلع في البيت الأبيض قال لشبكة "سي ان ان" ان ترامب كان غاضبا من الأنباء التي كشفت اختباءه في القبو المحصن بالبيت الأبيض خلال الاحتجاجات أمام البيت الأبيض بسبب وفاة مواطن أميركي أفريقي تم توقيفه بطريقة عنيفة على يد الشرطة في مدينة مينيابوليس، وأخبر مساعديه أنه يريد الظهور خارج بوابات المقر والتقاط صورة أمام كنيسة سانت جون القريبة من البيت الأبيض، والتي سبقها استخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع لتطهير المنطقة من المتظاهرين السلميين.

تصرف ترامب جاء كرد فعل طفولي لحالة الاحباط التي شعر بها بعد ان ظهر قلقا مرتبكا من الاحتجاجات خارج البيت الأبيض واختبأ تحت الأرض في القبو المحصن، واعتقاده انه بدا ضعيفا، فكان من "الضروري" حسب اعتقاده ان يظهر بمظهر القوي، وليبعث ايضا برسالة الى القاعدة الشعبية المؤلفة من الانجيليين المتطرفين.

يبدو ان مكيدة ترامب لم تحقق اهدافها بالتغطية على فضيحة هروبه هو وزوجته ميلانيا وابنهما بارون إلى القبو المحصن ، حتى انه انقطعت اخباره طوال يوم الأحد ، كما قضى معظم يوم الاثنين خلف أبواب مغلقة، ما أدى إلى قلق حتى من حلفائه من أنه كان غائبا في لحظة أزمة وطنية، فقد اتهمه المرشح الديموقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن بإستخدام الجيش ضد الشعب واستخدام الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين السلميين، لمجرّد الترويج لنفسه.

حيلة ترامب برفع الانجيل لم تنطل حتى على المؤمنين الذين رددوا هتافات في الشارع قرب النصب المقام للبابا يوحنا بولس الثاني القريب من الكنسية، منددة بتصرف ترامب وحملوا لافتات مكتوب عليها "ترامب يهزأ بالمسيح" و"كنيستنا ليست مكانا لالتقاط الصور"، بينما وجه زعماء البروتستانت والكاثوليك في الولايات المتحدة انتقادات لاذعة له لاصداره الاوامر بإجلاء محتجين سلميين بالقوة من أجل التقاط صورة له أمام كنيسة القديس يوحنا، وكذلك زيارته لنصب تذكاري للبابا يوحنا بولس الثاني، اعتبروه محاولة من ترامب لاستمالة الإنجيليين البيض الذين يعتبرون قاعدته الانتخابية.

كبير الأساقفة ويلتون جريجوري، وهو أكبر زعيم ديني كاثوليكي في العاصمة الأمريكية واشنطن، قال في بيان له يوم امس الثلاثاء إن البابا يوحنا بولس الثاني، بابا الكنيسة الكاثوليكية لما يقرب من 40 عاما، ما كان ليتغاضى عن استخدام الغاز المسيل للدموع وغيرها من وسائل الردع لإسكات المحتجين أو تفريقهم أو ترويعهم من أجل صورة أمام مكان للعبادة والسلام.

نفس الموقف اتخذه الأسقف مايكل كوري رئيس المجلس التنفيذي للكنيسة الأسقفية من حيلة ترامب ، حيث انتقد استخدامه الكنيسة والإنجيل لغايات حزبية، فخرج ترامب من حفرة القبو تحت البيت الابيض ليقع بغبائه المعهود في بئر النفاق السياسي والديني..