الاحتجاجات اللبنانية بين ورقة المطالب المحقة وجدول الاعمال الامريكي

الاحتجاجات اللبنانية بين ورقة المطالب المحقة وجدول الاعمال الامريكي
الجمعة ٠٥ يونيو ٢٠٢٠ - ١٢:٠٩ بتوقيت غرينتش

تظاهرات على وقع الانقاسامات بين مجموعات الحراك في الشارع اللبناني وخيط غليظ يربط حراك السبت واجندة المطالب المشبوهة.

العالم - لبنان

لم يعد خافيا ما تحمله املاءات الخارج على بعض فئات الحراك الشعبي في لبنان من خلال رسم خارطة طريق لها عبر القوى السياسية المنضوية في مشروع الادارة الامريكية وخاصة تلك التي تناصب العداء للمقاومة.

وفيما تترقب البلاد ما يُتوقع ان تكون عليه الموجة الثانية من الحراك الشعبي بعد الدعوات للتظاهر يوم غد السبت تحت شعار تطبيق القرارات الدولية وسحب سلاح حزب الله بعدما كانت الدعوة الاساسية تهدف الى المطالبة بإنتخابات نيابية مبكرة، الا ان تحوّلاً طرأ على المشهد الى تغيير العنوان حيث تبدو المرحلة الجديدة مختلفة عما سبقها ما اسس الى فرز بين فئات الحراك بين معترض على دعوة نزع السلاح من جهة ومطالب بتحسين الاوضاع المعيشية والاقتصادية من جهة اخرى.

وتقول المصادر ان الداعين الاساسيين للتحرك هم من مجموعة من ركب موجة الحراك المطلبي، ويريدون اخذ الحراك الى غير اتجاه وهم "خطّ احمر" و"حزب ٧" وحزب الكتائب واللواء اشرف ريفي والقوات اللبنانية اضافة الى بعض المجموعات غير الوازنة من بعض الاحزاب والتيارات الملتحقة بركب من يسير امامها.

وتضيف المصادر: منذ الاعلان عن التحرك وشعاراته بدأت نقاشات واسعة داخل مجموعات الحراك، التي كانت في الموجة الأولى تعزل حزب "سبعة" وتحاول ابعاده عن المشهد حول امكانية المشاركة في التحركات من عدمها، والهدف الاساسي من النقاش كان فكرة السلاح.

مجموعات يسارية عدة رفضت الدخول الى هذا العنوان والتظاهر تحته لأنه "يتناقض مع ثوابتها الوطنية" كما عبرت بعض البيانات. في حين ان مجموعات اخرى معادية في الواقع لسلاح الحزب حيث ترى ان الحراك هو المكان المناسب لهذا الشعار و المطلبة به.

وتفصح المصادر انه وفي لقاء تنسيقي جمع كل من "الحركة الشبابية للتغيير" و"عن حقك دافع - حراك جل الديب"، الحزب "الشيوعي اللبناني"، "أوعى"، "المرصد اللبناني لمكافحة الفساد"، "كافح"، "القنطاري"، "لحقي"، "شباب المصرف"، "خط احمر" وغيرها من المجموعات التي تعتبر عصب الحراك والتي تعارض في الاصل مشاركة الكتائب وحزب ٧ واللواء ريفي في التحركات، حصل نقاش طويل حول فكرة السلاح، وكان رأي الغالبية العظمى من المجموعات المؤثرة في هذا التجمع التنسيقي الذي يعقد دوريا، ان رفع شعار السلاح سيكون ضربة قاضية للحراك الشعبي وسيزيد في استعداء فئة واسعة جداً من اللبنانيين من الذين شاركوا في التحركات الاولى.

وتتابع المصادر ان الخلاف حصل حول المشاركة في تحرك السبت. ففي حين كان هناك نظرية تبناها معظم المجموعات بضرورة المشاركة وعدم ترك الساحة للاحزاب، ورفع الشعارات الاساسية للحراك من دون الدخول في مسألة السلاح والقرارات الدولية، جاء رأي الحزب "الشيوعي اللبناني" والحركة الشبابية للتغيير بأن المشاركة في التحرك ان كانت ضرورية يجب ان تحصل خارج ساحة الحراك المعلن عنها السبت او الانتقال منها عبر مسيرة الى مركز هام في الدولة، لكن هذا الاقتراح سقط، فقرر كل من الشيوعي والحركة الشبابية للتغيير ، ومجموعة "شباب المصرف" الانسحاب من التحركات يوم السبت المقبل.

وتقول المصادر نفسها ان مجموعات مقربة ومؤيدة للمقاومة ستشارك في التحرك، مثل "اوعى" و"وعي" المؤلف من الحزب القومي وحركة الشعب وبعض الناشطين والناشطات، مع التركيز على انهم سيرفعون شعاراتهم المطلبية.

واذا بات الانقسام على نوعين: النوع الأول بين مجموعات الحراك اليسارية والمدنية من جهة والاحزاب كسبعة والكتائب وريفي، والخلاف هنا على اصل الشعارات والعناوين، اذ ترفض مجموعات الحراك اي دخول في مسألة القرارات الدولية في مطالبها، اما الانقسام الثاني فهو بين مجموعات الحراك نفسها حول اصل المشاركة، ففي حين يرى من يرغب بالمشاركة انه من الضروري عدم الغياب عن الساحة، يرى الرافضون ان المشاركة تعني الذوبان النهائي مع الاحزاب وفي ظلهم فهل سيحمل السادس من حزيران الذي يتزامن بالصدفة المركبة مع تاريخ الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 82 نقطة فصل لفرز القوى على الارض بين مشروع الكرامة والانتصار للبنان عبر ثلاثيته الذهبية وبين من التحق بجوقة المهرولين وراء المشروع الصهيوامريكي في المنطقة خلف الاختباء تحت عباءة مطالب الشعب.

* حسين عزالدين/ العالم