مسرحية تقودها امريكا باخراج رديء في شمال شرق سوريا

مسرحية تقودها امريكا باخراج رديء في شمال شرق سوريا
الأحد ٠٧ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٣:١٩ بتوقيت غرينتش

هي المسرحية الاميركية نفسها، والكذبة التي ترسم فيها واشنطن الادوار وتوزعها على حلفائها، تلك المسرحية –الكذبة- تعتمد في كل مرة على شد حبال التضليل الاعلامي، وترسم سيناريو يبنى على فكرة الانتصار على الارهاب، وتصدير فكرة طواحين الهواء التي تقارعها واشنطن وقسد، وقمة السخرية ان الجميع يعلم ان واشنطن هي من تصنع تلك الطواحين، وتدير دفتها، لتتماشى مع اطماع الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في شمال شرق سوريا.

العالم - كشكول

المشهد الجديد من مسرحية مكافحة الارهاب الامريكية، جاءت بالتعاون مع قسد الشريك الدائم للقوات الامريكية، حيث اعلنت ما تسمى بقوات سوريا الديمقراطية "قسد" إطلاق حملة اسمتها "ردع الإرهاب" بهدف ملاحقة وتعقّب خلايا تنظيم داعش الإرهابي في البادية الشرقية، بمحاذاة نهر الخابور والحدود السورية العراقية.

تتباين التخمينات حول اطلاق العملية العسكرية في شمال شرق سوريا، من قبل القوات الامركية وقسد، وترتفع وتيرة التكهنات عن سبب وتوقيت هذه العملية، حيث يبدو التوقيت مقصوداً، بالاضافة الى اسباب كثيرة تدفع الامريكية لعرض هذه المسرحية عبر وسائل الاعلام، وتحميلها رسائل عديدة للداخل الامريكي والاقليمي، ان خلايا داعش مازالت موجودة في المنطقة، الا ان السبب الحقيقي الذي يدفع الامريكي لهذه العملية، هو توسيع نطاق الحماية لاهم نقاط تتواجد فيها قواته في ريف الحسكة الجنوبي، كون الحملة العسكرية تستهدف تحديدا الريف الممتد من الشدادي الى مركدة جنوبا في ريف الحسكة الجنوبي وصولا الى الصور بريف دير الزور الشمالي وايضا الى مناطق تويمين على الحدود السورية العراقية.

مصادر مطلعة قالت لقناة العالم، ان الامريكي لديه اسباب اخرى خاصة، قد تكون غيبت عن الاعلام لعدم احراجها، ومن هذه الاسباب هي اطلاق هذه الحملة العسكرية للبحث عن جنود امريكيين خطفوا في المنطقة، والحملة البرية هدفها البحث عن هؤلاء الجنود بعد عملية تفتيش لريف دير الزور الشمالي، واكدت المصادر ان الجنود الامريكيين اختفوا في ريف دير الزور الشمالي قبل فترة زمنية وجيزة، وتحديدا بين حقلي العمر والتنك النفطيين.

الحملة العسكرية الأميركية بالتشارك مع قسد ليست بريئة، ولا يمكن أن تكون كذلك، ما يحدث في شمال شرق سورية، هو لعب في الوقت المستقطع، وعلى حافة الهاوية، وما يحدث ليس بعيدا عن الافتراضات الموازية للاجندة الامريكية في المنطقة، وجل ما تسعى اليه واشنطن هناك، هو استدامة الهدوء والاستقرار لاستكمال المخطط الامريكي بدون منغصات، فالامريكي لا يريد اي فوضى في تلك المنطقة، ويحاول ان تكون مستقرة من منطقة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي حتى ريف دير الزور الشمالي، بالاضافة الى ان ما يحدث ايضا جزء من معادلة الصراع في الاجندات الخاصة بالعدوان الامريكي على المنطقة، كون الامريكي يعتبر وجود قسد التي تقودها الوحدات الكردية، سببب عدم الاستقرار في المنطقة لعدم وجود حاضنة لهم هناك، وتحديدا في مناطق ريف الحسكة الجنوبي وريف دير الزور الشمالي الشرقي، لذلك يحاول الامريكي استمالة العشائر العربية من خلال فتح باب التطويع، وتمشيط المناطق لفرض الهيمنة الامريكية ولو على المستوى النفسي بين الاهالي، كجزء من الاستراتيجية الامريكية للسيطرة على المناطق.

وبين المعلن والخفي للتحرك الامريكي مع جماعة قسد في تلك البقعة الجغرافية، يأتي تزامن الحملة العسكرية الامريكية مع مظاهرات الشدادي بريف الحسكة، ومحاولة الامريكي وقسد استيعاب الاهالي، ضمن توجيهات امريكية لجماعة قسد، بضرورة الاستماع لمطالب الاهالي، كون من مصلحة الامريكي الاستقرار في المنطقة، لضمان استمرار سرقة النفط بكل هدوء.

إن الولايات المتحدة الامريكية تخبأ اعداءها كما تدعي، ضمن صندوق تستطيع فتحه وعرضه بأي وقت، وتحاول الايحاء انها قادرة على الانتصار عبر استعراض بهلواني في شمال شرق سورية، وان ما يجري هناك يأتي في سياق الدور المنصوص عليه ضمن منظومة العدوان على سورية، فعرض مسرحية العملية العسكرية لملاحقة جماعة داعش، ما هي الا مسرحية باخراج رديء، تحاول فرض قواعد اشتباك تختلف عن سابقاتها، واللعب على ما تبقى من وقت، قبل خروجها من تلك المنقطة بشكل نهائي.

* حسام زيدان/ العالم