في مقابلة خاصة مع قناة العالم..

شقيق الراحل رمضان شلح يكشف سر الانتصار

الأربعاء ١٠ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٤:٠٤ بتوقيت غرينتش

اكد  محمد عبد الله شلح شقيق الامينِ العام السابق لحركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية الراحل الدكتور رمضان شلح ،إنّ شقيقَه عمل على  تاسيس لمرحلة جديدة من التعاون بين اطراف محورِ المقاومة والجمهورية الاسلامية في ايران وان هذا التعاون كان سببا لانتصارات المقاومة الفلسطينية.

العالم- خاص بالعالم

وقال محمد شلح في حوار خاص مع قناة العالم عبر برنامج " ضيف و حوار": ان الدكتور رمضان بعد لقائه بمؤسس حركة الجهاد الاسلامي فتحي الشقاقي اختصر حياته في 3 كلمات: "الاسلام وفلسطين والجهاد"، واصبحت فلسطين هي المستقبل لرمضان الذي يتحقق عن طريق الاسلام و بواسطة الجهاد، وبذلك بدات تتشكل في عقل الدكتور الشقاقي والدكتور رمضان واصدقائه في مدينة الزقازيق ( محل دراسة الجامعية لرمضان شلح)، فكرة جديدة وهي تشكيل حركة جديدة وخاصة انه كانت هناك منظمة التحرير التي كانت تقاتل الاحتلال الصهيوني بدون ان يكون لها منطلق اسلامي كما ان حركة الاخوان المسلمين التي كانت لها منطلق اسلامي ولكن بدون مقاومة، من هنا اراد فتح الشقاقي ان يدمج الفكرتين معا كي يكون هناك رافد جديد للشعب الفلسطيني في المقاومة ومن هنا كان الجهاد الاسلامي الذي ينطلق عبر منطلقات اسلامية ويستخدم الكفاح المسلح".

واضاف محمد شلح: "عندما انهى الدكتور رمضان دراسته الجامعية كان والدي ينتظر ابنه النجيب ان يعمل في اي مؤسسة هنا او هناك حتى يعود علينا و على الاسرة بالنفع المادي ولكن عندما وجد ابي ان الدكتور رمضان حزم امتعته كلها باتجاه المقاومة و بدأ يفكر في تطوير هذا المشروع، لم ينظر مطلقا الى الناحية المادية، فالدكتور رمضان حزم امتعته باتجاه المقاومة ولم ينظر للناحية المادية في حال انه بعد التخرج والحصول على الدكتوراة في تخصص الاقتصاد الاسلامي، استطاع ان يعمل في الجامعة الامريكية قسم دراسات الشرق الاوسط والاقتصاد الاسلامي كان من الممكن ان يكون رجلا ثريا ويقوم بالبذخ على عائلته واسرته لكنه حتى يكون قدوة لهذه الاجيال القادمة و يُكوِّن تيارا وحركة قوية للجهاد الاسلامي كان لابد ان يثبت بالدليل القاطع وان يُطلِّق هذه الدنيا بملايينها وهذه خصوصية لرمضان شلح، فمثلا قبل عاميين عندما كانت حالته تسوء وقمت بزيارته في مستشفى ببيروت وقلت له ربما قد تسوء حالتك اكثر وتفارق الحياه وطلبت منه ان يحسم بعض الامور في حياته بالنسبة لاسرته و اولاده وان يحفظ مستقبل اولاده و بناته، ولكني اكتشفت ان الدكتور رمضان لا يمتلك اي عقار في اي مكان على وجه الارض و لم يكن لديه اي منزل او قطعة ارض، حيث قال لي: لم يكن واردا في حساباتي هذا الامر إطلاقا فانا حسمت خياري مع الله و مع المقاومة، والان اشير الى هذه الواقعة حيث ان اخانا القائد خالد البطش ذات مرة كان يمازحه (رمضان شلح) حول موضوع رواتب بعض القادة والشباب فاستغرب الدكتور رمضان وقال يعني انت لايعجبك راتب فلان و فلان انا ايضا اخذ نفس الراتب بينما هو الامين العام، وكانت له كلمة مشهورة وهي ارجو ان تسامحوني في هذه النثريات في الاكل والشرب للحراس و المرافقين، ونشهد الله انه في موضوع المال كان الدكتور رمضان بعيدا كل بعد عنه ولكن فقط يتشاور في موضوع المال".

وفي رده على سؤال عن دور رمضان شلح في التقريب بين الجهاد الاسلامي و حماس في عام 2015 قال شقيق الامين العام السابق لحركة الجهاد للعالم: "الفصائل الفلسطينية جربت الدكتور رمضان في اكثر من اجتماع و هذا ما شهد به جميع الفرقاء وتكلم عنه جميع قادة الفصائل، كان الدكتور رمضان بالنسبة لهم هو كلمة الفصل و الجامع للجميع عندما كانوا يفشلون في امضاء اي اتفاق وعندما كان يتدخل الدكتور رمضان يتدخل لصالح الجميع وكان يبهر الجميع بافكاره وهم يعترفون بهذا، لان نواياه صادقة وهذا الامر واضح خاصة في ظل ما يسمى بـ" الانقسام الفلسطيني" (حيث ان رمضان) لم يكن في طرف مشروع التسوية حتى لايعيب عليه احد ولم يكن ايضا في طرف حماس التي استولت على قطاع غزة حتى لايعيب عليه اي طرف أخر هذا رغم ان حماس في مربع المقاومة، فقد كان ياتي احيانا بالضغط على حماس حتى تستجيب للكل الفلسطيني والاجماع الفلسطيني"، وقد اكد شقيق رمضان شلح ان دولا عربية واسلامية ومؤسساتها ةمنها المخابرات المصرية، منذ عهد عمر سليمان الرئيس الاسبق لهذا الجهاز و حتى الان، بانهم يشهدون بدور رمضان شلح و كيف ان له محبة كبيرة لدى السلطة الفلسطينية رغم التشابك بين الجهاد الاسلامي والسلطة.

وحول اختيار رمضان شلح امينا عاما لحركة الجهاد الاسلامي قال:" كان انتخاب الدكتور رمضان امينا للجهاد الاسلامي بالاجماع وبدون منافس وحتى الدكتور فتحي الشقاقي اوصى برمضان شلح ان يكون خليفة له، بعد فتحي الشقاقي، تغيرت كل مخططات رمضان شلح و حمل الراية ما يقارب 23 عاما، واستطاع خلال هذه المدة ان يبني بناء استراتيجيا سياسيا و عسكريا وقد اسس سرايا القدس وفي عهده اقيمت العمليات البطولية التي كانت على مدار 23 عاما يشرف عليها شخصيا، تستطيع الامة و الشعب الفلسطيني والحلفاء ان تطمئن اطمئنانا كبيرا على قوة الجهاد الاسلامي و هو الذي طلب اثناء مرضه بان تقوم هناك انتخابات وكتب ميثاق جديد للحركة وقام ببعض الاصلاحات و اسس و مفاهيم ونحفظها عن ظهر قلب".

واكد ان قيادة الجهاد الاسلامي الحالية التزمت التزاما كبيرا بنهج الامين العام السابق الدكتور رمضان، قائلا: " ان بعض التنظيمات الفلسطينية تحاول ان تقلد هذه العملية الديموقراطية داخل الحركة حيث تم انتقال القيادة بهدوء و تسلسل، و انتقلت القيادة من الدكتور رمضان و هو حي الى زياد النخالة، وان تجربة الجهاد الاسلامي اظهرت نجاحها، ولقد اقيمت انتخابات وستكون كل 4 سنوات و نحن ملتزمون بها ونحن نقبل بنتائج الانتخابات فالعملية ديموقراطية بامتياز ، نحن حركة مقاومة الجميع كله في صف واحد".

وحول علاقة رمضان شلح بمحور المقاومة وفضله في تاسيس دعائم هذه العلاقة المستمرة والتي تجعل الجهاد السلامي من اهم ابناء هذا المحور قال: "رغم ان حركة الجهاد الاسلامي دفعت ثمنا كبيرا في بداية العلاقة مع الجمهورية الاسلامية في ايران، عندما اتهمت في البدايات حركة الجهاد الاسلامي بالتشيع وكانت بداية الثورة الاسلامية والامام الخميني ولم يكن يتوقع العرب واهل السنة والجماعة هذا الاتصال لكن نظرة الجهاد الاسلامي منذ زمن فتحي الشقاقي ومن بعده الدكتور رمضان على مدى هذه السنوات اثبتت صحتها وجدارتها لدرجة ان كل فصائل المقاومة اليوم تتسابق في اقامة علاقة مع الجمهورية الاسلامية في ايران وخاصة محور المقاومة سوريا ولبنان، نحن السباقون في هذا المجال و نحن الاصل في هذا الموضوع و نحن نعتز ورغم اننا دفعنا الثمن إلا ان الجميع اعترف بصحة و النظرة الثاقبة للدكتور رمضان، قبل ايام استمعنا لبيان حزب الله و السيد حسن ( الامين العام لحزب الله) تكلم عن شخصية الدكتور رمضان شلح كان هناك اتصال قوي بين الطرفين حتى في وقت الحرب على لبنان، فقد قال السيد حسن ان كان رمضان شلح اختار تسمية المعركة باسم الوعد الثاقب، الدكتور رمضان كان له اتصال مع السيدعماد مغنية والحاج قاسم وفيلق القدس اتصالا ميدانيا كان الدكتور رمضان ينزل ببزته العسكرية وقبل ايام سربت حركة الجهاد الاسلامي بعض الصور للدكتور رمضان وابو طارق فقد كان رمضان يحضر في مناورات عسكرية بالسلاح يشارك بها أبطال من هنا (من قطاع غزة) للتدريب في ايران، الدكتور رمضان كان يطلع شخصيا على كيفية تدريب هؤلاء الشباب حتى راينا هذه الانتصارات، هذا التدريب و هذه التقنية كلها كانت من جهود محور المقاومة و حزب الله".