السعودية.. من نصرة "إسرائيل" الى مهاجمة الفلسطينيين

السعودية.. من نصرة
الأربعاء ١٠ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٥:٢٦ بتوقيت غرينتش

السعودية في عهد محمد بن سلمان تجاوزت مرحلة نصرة "اسرائيل" الى تجنيد كل امكانياتها لمهاجمة الفلسطينيين بعد ان ادرجت جميع فصائل المقاومة على "لائحة الارهاب" والقت بالعديد من الفلسطينيين في سجونها، واطلقت العنان لكتابها وذبابها الالكتروني لشتم واهانة الفلسطينيين وانكار اي حق لهم في فلسطين، بل وحتى اهانة المقدسات الاسلامية وقبلة المسلمين الاولى عبر رفض اضفاء اي قدسية عليها.

العالم كشكول

في عهد ابن سلمان بات التهجم على الفلسطينيين واهانتهم ومدح الصهاينة ونصرتهم ميدانا واسعا يتنافس فيه من يريد التقرب والتودد الى الامير الغر ، وهذا الميدان ليس خاصا فقط بالجانب غير الرسمي لحكومة ال سعود، بل الجانب الرسمي اخذ ينافس الاعلاميين والصحفيين والفضائيات والذباب الالكتروني السلماني، فبعد امراء ال سعود والمقربين منهم الذين التقوا سرا وعلانية بكبار المسؤولين الصهاينة في مختلف انحاء العام، برز نجم وزير العدل السعودي السابق وأمين عام "رابطة العالم الإسلامي"!! محمد العيسى، كوجه محبب وقريب الى قلب بنيامين نتنياهو وباقي زعماء الصهيونية العالمية بعد ان شارك مع "اللجنة اليهودية الأمريكية"، التي تشكل لوبيا مناصرا لليهود و"إسرائيل"، حينما أقامت فعالية في بولندا، وزار "معسكر أوشفيتس" في كانون الثاني/ يناير الماضي، إلى جانب زيارته لمتحف تخليد ذكرى المحرقة بالعاصمة الأمريكية واشنطن في أيار/ مايو عام 2018.

عيسى هذا، النجم السعودي الصاعد في عالم الصهيونية، سيشارك لمدة خمسة أيام، من 14 إلى 18 من الشهر الجاري، في منتدى افتراضي لـ"دعم اسرائيل" برعاية من "اللجنة اليهودية الأمريكية"، الى جانب وزير جيش الاحتلال بيني غانتس، وسيكون من المتحدثين الرئيسيين في الجلسة الافتتاحية.

واللافت ان "اللجنة اليهودية الامريكية" اعلنت على موقعها الالكتروني ان المنتدى سيناقش "القضايا التي تواجه الشعب اليهودي حول العالم"!!، بما في ذلك "ظهور معاداة السامية وأشكال الكراهية الأخرى في عصر كورونا" ، و "الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020"، و"سعي تل أبيب إلى السلام والأمن!!"، و"مستقبل العلاقات عبر الأطلسي".

تُرى ما الذي سيقوله العيسى السعودي في القضايا التي طرحتها اللجنه اليهودية كمواضيع للنقاش، وهي جميعها مطروحة لنصرة الكيان الاسرائيلي والنيل من الفلسطينيين؟!، ما الذي يحاول ابن سلمان تحقيقه من خلال هذه السياسة الكارثية ازاء الشعب الفلسطيني، التي لم يعد بالامكان تمييزها عن سياسة اكثر الاحزاب الصهيونية تطرفا وعنصرية؟! هل هي من اجل دعمه للوصول الى العرش؟!، ولكن ما فائدة العرش عندما يجلس عليه كائن فقد دينه وقوميته وادميته وكل ما يربطه بالقيم التي يشترك فيها البشر.