المسجد الاقصى وقطعان المستوطنين

المسجد الاقصى وقطعان المستوطنين
الخميس ١١ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٩:٥٨ بتوقيت غرينتش

تواصل قطعان المستوطنين انتهاكاتها حرمة المسجد الاقصى وسط صمت مطبق تمارسه الانظمة الرسمية تواطؤاً مع المخططات الصهيونية في فلسطين المحتلة. فقد اقتحم عشرات المستوطنين الصهاينة صباح امس الاربعاء ساحات المسجد الاقصى المبارك تحت حماية مشدّدة من القوات المحتلة.

العالم - مقالات وتحليلات

ويتزامن هذا مع هرولة خليجية نحو تطبيع العلاقات العربية مع الكيان الغاصب، مما يعكس تماهيا غريبا لا يمكن فهمه الا في سياق تنفيذ بنود "صفقة القرن" المشؤومة الرامية الى تهويد فلسطين والقدس الشريف، مما يُواجه بمقاومة فلسطينية ترفض الخضوع للممارسات التعسفية الغاشمة.

وكان الكيان الصهيوني قد فشل من قبل في نصب بوابات الكترونية للمسجد نتيجة للرفض الفلسطيني الثوري الذي حال دون تنفيذ هذه المؤامرة التي استهدفت وضع اليد تدريجيا على مداخل المسجد الاقصى ابتغاء التحكم بمسألة دخول وخروج المصلين والزوار للعبادة واقامة صلاة الجمعة.كما قام الغاصبون بمنع خطيب المسجد الاقصى العلامة الشيخ عكرمة صبري من دخول الحرم القدسي لمدة اربعة اشهر بسبب صموده بوجه الاطماع التلمودية والحفريات اللاقانونية التي تجري تحت دعائم المسجد بدعوى محاولة العثور على هيكل النبي سليمان(ع).

وذكرت صحيفة "اسرائيل اليوم" مؤخرا تقريرا يتحدث عن مفاوضات سرية سعودية ـ اميركية لمنح الرياض دورا في المسجد الاقصى ضمن ترتيبات صفقة القرن. وقد اعتبرت الاوساط الفلسطينية الاعلامية والشعبية ان ما تسرّبه هذه الصحيفة القريبة من الزعماء الصهاينة، عبارة عن رسائل سياسية مقصودة وليست مجرد اخبار عابرة.

ويؤدي المرابطون الفلسطينيون الصلاة عند ابواب المسجد الاقصى لكسر الحصار المفروض عليه وسط تعزيزات عسكرية اسرائيلية بمحيط البلدة القديمة رافضين الانتهاكات التي يقوم به افراد الجيش والمستوطنون الصهاينة، مؤكدين على حقهم في اقامة دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وكانت السلطة الفلسطينية قد الغت مؤخرا جميع الاتفاقيات التي ابرمتها مع "اسرائيل" بعدما توصلت الى ان فرص تحقيق السلام مع هذا الكيان المجرم غير متاحة اطلاقا.

كما دعا السيد اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) الى عقد قمة عربية عاجلة من اجل دعم الموقف الفلسطيني الموحد الرافض لكل مشاريع الاستيطان والتهويد في الضفة والقدس ومخططات اميركا لتصفية القضية الفلسطينية.

من المؤكد في هذا المجال ان المجاهدين الفلسطينيين لن يتراجعوا عن عملية التصدي للتحركات المشبوهة من بعض الجهات للاستيلاء على منازل مجاورة للمسجد الاقصى معلنين ان الشعب الفلسطيني لن يستكين او یتردد عن حمايته وصونه من كل المخططات الاحتلالية الهادفة الى انتزاع اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين من ايدي المسلمين ووضعها تحت سيطرة المستوطنين المتطرفين.

ولاشك قطعا بأن الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية لن تقبل ما يمارسه الصهاينة برعاية اميركية وتواطؤ رجعي سافر وصولا الى فرض الامر الواقع على الامة الاسلامية والعربية، فأبناء فلسطين يقفون بالمرصاد لهذه المؤامرة الدنيئة وهم لم و لن يبخلوا بالتضحيات لتقويضها وقد كانوا وما زالوا على استعداد تام لانزال الضربات الموجعة بالعدو الغاصب وحماته لإفهامه بأن القدس والمسجد الاقصى لن يكونا لقمة سائغة للمحتلين والمستوطنين الاوباش.

بقلم الکاتب والاعلامي حميد حلمي البغدادي