الشمالين السوري والعراقي.. واختبار المصير 

الشمالين السوري والعراقي.. واختبار المصير 
الثلاثاء ١٦ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٥:٠٩ بتوقيت غرينتش

هل هي نقلة للاهداف والغايات التركية من الشمال السوري الى الشمال العراقي, ام هي توسيع جغرافي لهذه الاهداف في الحدود الجنوبية لتركيا ،وماذا في خفايا الانتهاكات التركية؟

العالم - كشكول

عملية قصف تركية تركزت على عدد من الاهداف في قضاء سنجار شمال العراق, قالت الدفاع التركية انها استهدفت مواقع (مفترضة) لحزب العمال الكردستاني، الا ان القصف التركي طال مخيم للاجئين الاكراد في جبال سنجار، كما تزامنت الغارات التركية مع قصف مدفعي للمناطق الحدودية، لكن التطور الابرز هو استهداف بعض المواقع في جبال قنديل، ما يفتح المجال امام سيناريو توسيع انقرة هجومها الحالي على مسلحي حزب العمال داخل العراق لتشمل المنطقة الأهم لهم، وهي سلسلة جبال قنديل، بما يخدم مصلحة الرئيس التركي رجب اردوغان ويقربه خطوات من اهدافه التوسعية في العراق وسوريا، بدليل ان القصف التركي طال بعض القرى والبلدات شمال العراق، التي باتت شبه خالية بسبب القصف التركي المتواصل على هذه المناطق، ما يعني تركيزا لهذا القصف على مناطق معينة لاخلائها من سكانها، وبالتالي تسهيل ربما السيطرة عليها ودخول قواته اليها، ولا يعتقدن احد ان ما نقوله نسيج افكار ونظريات قد تبقى دون تطبيق، بل ما نقوله واقع الحال في الشمال السوري اليوم.

"مخلب النسر" التركية، والتي تعتبر انتهاكا واعتداءا واضحين للسيادة العراقية وخروج عن مبدئ حسن الجوار، لاقت ردود افعال عراقية شديدة، من تعليق للاتفاقيات التجارية بين البلدين، إلى استدعاء السفير التركي في بغداد وتسليمه مذكرة احتجاج على خرق حرمة وسيادة الاراضي والاجواء العراقية، وليس انتهاءا بمطالب برلمانية بتقديم شكوى لمجلس الامن الدولي ضد انقرة لانتهاكها السيادة العراقية.
ولكن هل يكفي بعض هذا او حتى جميع هذا لردع انقرة عن اجندتها ومخططاتها في الشمال العراقي? نستبعد ذلك وبقوة.

الانتهاكات التركية للشمال العراقي تعيد الى الاذهان السيناريو التركي في الشمال السوري، فلا زلنا نذكر كيف بدأت الانتهاكات التركية في الشمال السوري من خلال ضربات جوية واخرى مدفعية لما كانت تسميه انقرة "مواقعا للارهابيين الاكراد"، لتتكشف بعد ذلك اطماع اردوغان في شمال سوريا، بادخاله للقوات التركية الى تلك المناطق وفرض سيطرة تركية عليها بالقوة، ومن ثم اتباع سياسة التتريك في تلك المناطق، وتعيين ولاة اتراك عليها.

لا يسعنا امام هذه التطورات في شمال العراق الا ان نقول للاخوة العراقيين ان ينتبهوا وألا يكرروا الخطأ السوري بتجاهل هذه الانتهاكات، فلو ان دمشق ردت بقوة على الانتهاكات التركية منذ البداية، لما كان لاردوغان جرأة على ارسال قوات الى سوريا او الدخول الى الشمال السوري، فاذا ما اراد العراقيون ان يردعوا اردوغان عن تنفيذ مخططاته وتكرار اعتداءاته، فعليهم الرد بقوة، فقد اثبتت التجربة ان التركي لا يمكن ان يتم ردعه الا بالقوة والقوة العسكرية تحديدا.

كما لا يمكن المرور عن التحشيد التركي التي تقوم به انقرة على مشارف برادوست شمال اربيل، ولا يمكن التغاضي كذلك عن المعسكرات والقوات التركية المتواجدة على الاراضي العراقية دون اذن او تنسيق مسبق مع الحكومة العراقية، كل هذا يدل على الاهداف الحقيقية لانقرة من وراء هذه الانتهاكات.

فلا يجب التغافل عن شراهة التركي للاراضي السورية والعراقية الشمالية، وما تحويه من ذهب اسود، اضافة الى العقلية الاردوغانية الحاكمة في تركيا والقائمة على "الأنا" المعظمة والمفخمة لدى الرئيس التركي.

ابراهيم شربو