خطوات اوروبية متسارعة للقضاء على 'الاتفاق النووي'

خطوات اوروبية متسارعة للقضاء على 'الاتفاق النووي'
الخميس ١٨ يونيو ٢٠٢٠ - ١٠:٢٨ بتوقيت غرينتش

الاجراءات التي اتخذتها الترويكا الاوروبية من خلال تقديم قرار مناوئ لايران في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية والرامي لتمديد الحظر التسليحي على ايران لفترة محددة ، هي في الحقيقة خطوة عملية لممارسة المزيد من الضغوط على ايران ، ولا شك بانها ستواجه برد حاسم من قبل طهران .

العالم كشكول

امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني الادميرال علي شمخاني كان قد حذر في وقت سابق اثر تسريب مسودة القرار الامريكي لتمديد الحظر التسليحي ضد ايران على اعتاب انتهاء المهلة القانونية للقرار الاممي 2231 ، انه في حال تمديد الحظر التسليحي فان الاتفاق النووي سيموت الى الابد .

الاجراء الاخير الذي اتخذته الترويكا الاوروبية في مجلس الحكام رغم معارضة روسيا والصين ، والذي قد يتم التصويت عليه يوم الجمعة ، هو في الحقيقة خطوة عملية جديدة لممارسة المزيد من الضغط على ايران ولا شك بانه سيواجه برد حاسم من قبل طهران .

صحيفة "وال ستريت جورنال" وفي تقرير لها نشرته امس الاربعاء تحدثت عن تباين في الرؤى بين امريكا وسائر القوى العالمية فيما يخص الاتفاق النووي المبرم مع ايران ، وكتبت بان الترويكا الاوروبية تعكف حاليا على اعداء قرار جديد تطالب فيه بتمديد محدود للحظر التسليحي ضد ايران .

اوروبا ومن خلال هذه الخطوة تسعى الى تحقيق حل وسط للحيلولة دون انهيار الاتفاق النووي ، لكن مما لا شك فيه ان اتخاذ هذه الخطوة من قبل اوروبا التي تعهدت بالتعويض عن الاضرار التي تكبدتها ايران بسبب انسحاب امريكا من الاتفاق ، هي في الحقيقة خطوة عدائية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية ولا يمكن ان تكون بلا رد .

بناء على القرار 2231 يجب ان ينتهي الحظر التسليحي المفروض على ايران في الـ18 من اكتوبر العام الجاري ، ولكن الرئيس الامريكي دونالد ترامب ومن خلال تقديم قرار جديد بدا محاولات حثيثة لتمديد هذا الحظر . ولم يكتف بذلك بل حذر من انه في حال فشل تمديد الحظر على ايران فان بلاده ستنتقل الى تفعيل الية الزناد المنصوص عليها في الاتفاق النووي .

يشار الى ان "الية الضغط على الزناد" هي احدى سبل فض النزاع المنصوص عليها في الاتفاق ، وبموجب هذه الالية فان بامكان الاطراف الاخرى للاتفاق النووي اعادة ملف ايران الى مجلس الامن الدولي واعادة فرض العقوبات ضدها في حال عدم التزام الاخيرة بتعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق .

سائر اطراف الاتفاق النووي وهم ايران، الصين ، روسيا واوروبا يؤكدون بان امريكا خرجت من الاتفاق النووي وانها لم تعد عضوا فيه لكي تستطيع تفعيل الية الزناد ، لكن امريكا تزعم بان الاتفاق النووي هو بمنأى عن القرار 2231 الصادر عن مجلس الامن الدولي وبناء على هذا القرار فان امريكا لازالت شريكا في الاتفاق النووي .

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وجه الاسبوع الماضي رسالة الى الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش وصف فيها الادعاءات الامريكية في هذا الخصوص بانها غير مسؤولة ومثيرة للسخرية . اما مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل فقد قال من جهته انه ليس من حق امريكا ان تدعي اي دور لها في الاتفاق النووي بعد خروجها منه .

والان بناء على ما ذكرته صحيفة وال استريت جورنال فان الثلاثي الاوروبي ( المانيا وبريطانيا وفرنسا ) الذي كان يتوقع منه ان يتصدى للاجراءات الامريكية غير القانونية ، يحاول استرضاء واشنطن عبر تقديم قرار جديد يدعو لحل وسط وفق رؤيته ، يقضي بتمديد الحضر التسليحي على ايران لفترة محددة . الثلاثي الاوروبي يأمل من خلال هذا القرار الذي يعد نسخة معدلة من القرار الامريكي ، اقناع واشنطن بالتراجع عن قرارها الذي اعدته وتشجيع الصين ورسيا على عدم استخدام حق الفيتو ضد قراره في مجلس الامن.

الجمهورية الاسلامية الايرانية اعلنت صراحة لاوروبا وروسيا والصين بانه في حال رغبتها بالحفاظ على الاتفاق النووي فان عليها التصدي للاطماع الامريكية ومحاولاتها الرامية لتمديد الحظر التسليحي ضد ايران والتي تتعارض مع القرار الاممي 2231 .

تجرية ايران مع القرارات المفروضة الهادفة الى ممارسة الضغط عليها وتقويض حقوقها القانونية ، تشير الى ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ليس لم تخضع لمثل هذه الاجراءات غير القانونية فحسب بل ردت عليها بالمثل وبشكل حاسم .

ختاما ينبغي القول انه بناء على تصريح امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني فان استمرار الاجراءات التي بداتها اوروبا في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الامن الدولي ، يعد مؤشرا على بدء العد العكسي لموت الاتفاق النووي المريض والمحتضر اساسا .