ما سرّ عدم اهتمام سوريا بقانون قيصر الامريكي؟

الخميس ١٨ يونيو ٢٠٢٠ - ١٠:٥٣ بتوقيت غرينتش

اعتبر الكاتب السياسي سركيس ابو زيد، خطوة الادارة الامريكية بتطبيق قانون قيصر لمحاصرة الشعب السوري بالغير شرعي قانونياً ودولياً لانه فرض خارج اطار مجلس الامن الدولي، باعتبار انه لا يحق للولايات المتحدة ان تصدر عقوبات ضد دولة هي عضوة بالامم المتحدة.

وقال ابو زيد في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان الضجيج الاعلامي الذي يرافق قانون قيصر وخاصة مع بدء سريانه، هو آخر سلاح ضغط تستعمله واشنطن ضد سوريا من اجل تحسين شروطها بالتسوية مع دمشق.

واوضح ابو زيد، ان القانون جاء بعد استنفاذ جميع وسائل العقوبات والحصار والتهديد والحرب، واعتبرها نقطة ضعف لدى الادارة الامريكية خاصة وانها فشلت بتدمير او اسقاط الدولة السورية كما كانت تعلن.

واضاف، ان الحرب التي كانت تشنها الولايات المتحدة او التعبئة على المستوى العالمي ضد سوريا سقطت عملياً، لذلك تلجأ الى شتى انواع الحصار والضغوط واخرها قانون قيصر، مشيراً الى ان هذا النوع من العقوبات غير فاعلة على الاطلاق بل انها تشجع الدول بالاتكال على نفسها وبناء اقتصاد ذاتي وهذا ما حصل مع الجمهورية الاسلامية في ايران.

من جانبه، اكد المحلل السياسي السوري شريف شحادة، ان الولايات المتحدة الامريكية وكيان الاحتلال الاسرائيلي بدآ بالتخطيط لاضعاف سوريا اقتصادياً، واصفاً قانون قيصر بالغير اخلاقي والغير قانوني لانه لم يصدر عن مجلس الامن او الامم المتحدة.

وقال شحادة: ان هذا القانون ليس بالامر الجديد على سوريا فهي تعودت على مثل هكذا عقوبات، وستسقطه وتخرج منه قوية عبر الاكتفاء الذاتي كما اسقطت الحصار الذي فرض عليها عام 1980، حيث استطاعت سوريا في مجال تصنيع الادوية ان تؤمن 99 بالمئة كذلك تأمين الامن الزراعي والصناعي، موضحاً انه صحيح العقوبات موجعة ولكنها ليست مخيفة وستتجاوزها سوريا كما فعلت مع غيرها.

واشار الى هناك امراً في غاية الخطورة تحدثت عنه الولايات المتحدة الامريكية هو ان هذا الحصار يستهدف الشعب السوري ليضغط على الدولة السورية لتغير من سلوكها تجاه كيان الاحتلال الاسرائيلي وان تدخل في تسوية معه وتوافق على بيع الجولان وفلسطين له.

وبين شحاد ان ما تقصده امريكا بكلمة تغيير سلوك الدولة السورية يعني الاعتراف بـ"اسرائيل" كواقع والتخلي عن القضية الفلسطينية، معتبراً ان واشنطن لا يهمها الشعب السوري هو شعوب المنطقة بل ان ما يهمها في المنطقة هو "اسرائيل".

بدوره، وصف الخبير بالشؤون الروسية مسلم شعيتو، العقوبات احدى المعارك التي تخاض في الحرب الكبرى في الشرق الاوسط ضد سوريا ودول المنطقة.

وقال شعيتو: ان هناك معركة عسكرية مازالت مستمرة انجزت سوريا الكثير منها بالتعاون مع حلفائها، فيما لاتزال هناك معركة دبلوماسية وسياسية واخرها المعركة الاعلامية التي تشن في الفترة الاخيرة وبدأت بالترويج بالمجاعة السورية في الكثير من وسائل التواصل الاجتماعي قبل بدء سريان قانون قيصر الامريكي، ووصفها بالمعركة المنظمة، بالاضافة الى معركة المقاطعة والحصار الاقتصادي وهو ليس جديداً لا على سوريا ولا على حلفائها التي طالتها ايضاً العقوبات الامريكية كايران وروسيا وحزب الله وجزء من المؤسسات الصينية.

واوضح شعيتو، ان سوريا الدولة الوحيدة لم يكن لديها اي دين خارجي لانها كانت تكتفي ذاتياً بالرغم من تضرر الكثير من المؤسسات والقطاعات اثناء الحرب الكونية التي شنت ضدها، ولكنها بمساعدة الحلفاء تجاوزت ذلك.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/4998356