كواليس صفقة القرن كيف بدأت؟

الإثنين ٢٢ يونيو ٢٠٢٠ - ١٠:٢٠ بتوقيت غرينتش

اكد مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، ان اعلان كيان الاحتلال الاسرائيلي بضم الضفة الغربية يشمل مدينة القدس المحتلة ومحيطها جاء بعدما قسمها الى شرقية وغربية في وقت سابق.

وقال البرغوثي في حديث مع قناة العالم خلال برنامج "نوافذ" ان كيان الاحتلال الاسرائيلي تعمد بتوسيع بناء الاستيطان حول المدينة المقدسة وضم اجزاء كبيرة من الضفة الغربية المحيطة للقدس المحتلة كي تصبح فيما بعد جزءاً رئيسياً منها.

واوضح، ان مخطط الاحتلال كما ورد في صفقة القرن نفي حق الفلسطينيين في مدينة القدس كعاصمة لهم، واعتبارها اسرائيلية يهودية وعاصمة موحدة لكيان الاحتلال كما اعترف بها الرئيس الامريكي دونالد ترامب، وبالتالي نفي الفلسطينيين الى خارج احياء مدينة القدس مثل ابو ديس او شعفاط التي يمكن ان تكون حسب صفقة القرن عاصمة للفلسطينيين.

واضاف البرغوثي، ان هناك تشويه للحقائق من خلال حصر الفلسطينيين في هذه الاحياء باسم القدس حتى يقنعوهم بانها هي القدس، غير ان القدس معروفة لدى الفلسطينيين وهي قلب المدينة القديمة التي تتواجد فيها الاماكن الدينية كالمسجد الاقصى المبارك وفيها ايضاً كنيسة القيامة المقدسة لدى المسيحيين.

ولفت الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية الى ان الاحتلال الاسرائيلي يعتبر ان مخططه لا يكتمل بالاستيلاء على القدس، الا بتهويد المسجد الاقصى، وبين ان الاحتلال الاسرائيلي كان يخطط في البداية اقتسام المسجد الاقصى مع الفلسطينيين، وفقاً لما تنص عليه صفقة القرن، مؤكداً ان من يقرأ نص الصفقة بدقة يكتشف مدى الخبث الموجود فيها والذي يمهد في الواقع لتقسيم المسجد الاقصى كما قسم الحرم الابراهيمي الشريف في مدينة الخليل، مشيراً الى ان هذا ما تعمل عليه الحركة الصهيونية بالتدريج.

واعتبر الرغوثي، الهجوم على القدس بمثابة الهجوم على المسجد الاقصى والاماكن الدينية الاسلامية والمسيحية الاخرى وانه بدون الاقصى لا توجد قدس والعكس كذلك.

وحول المساعي لمنح السعودية دوراً لادارة المسجد الاقصى، اعتبر روان عبد العال القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ان الجوهر الرئيسي للمعركة حول مدينة القدس هو محاولة تثبيت شرعية دينية وهي عملياً محاولة تزييف للتاريخ.

وقال عبد العال: ان صفقة القرن عملياً جاءت نتيجة حوارات كانت تجري في مؤتمرات سابقة، واساسها ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب جاء بصفقته في خلاصة ما يسعى له اليمين الصهيوني وخاصة نتنياهو عن كيفية ايجاد وضع نهائي للحل النهائي بمعنى الاتيان برؤية جديدة تختلف رؤية التسوية القديمة.

واوضح عبد العال، ان فكرة الترويج بالصفقة بدأت بالتطبيع اولاً ومن ثم سحب تمويل الاونروا من اجل سحب صفة اللاجئين عن الفلسطينيين والسيطرة الكاملة على القدس المقدسة.

واعتبر عبد العال ان الامور التي حصلت جاءت نتيجة استقوائها بالدور السعودي الذي بدأ في المرحلة الاخيرة قيامه باتصالات وزيارات وتطبيع والذي اتخذ اشكالا دينية ووصفها بالاسوأ والاخطر باعتبار انها تضرب العامل النفسي لدى الفلسطينيين ولعب باعادة صياغة المسائل الروحية والشعائر الدينية.

بدوره، رأى الكاتب السياسي غالب قنديل مدير مركز الشرق الجديد للدراسات، ان المرحلة الراهنة تشهد احتداما للصراع حينما قرر ترامب ونتنياهو الانتقال الى مرحلة جديدة من خلال ضم المستعمرات الصهيونية في الضفة الغربية وضم جزء غور الاردن الى كيان الاحتلال الاسرائيلي.

وقال قنديل: ان الولايات المتحدة قررت تصعيد حركة الصراع بتحشيد الانظمة الخاضعة لها في المنطقة، لتجعل منها سنداً سياسياً ومعنوياً وعملياً للكيان الاسرائيلي للتمهيد لصفقة القرن.

واوضح قنديل، ان الهدف من كل ذلك هو حماية الكيان وتأبيد وجوده على خارطة المنطقة وحماية مصالحه، بعدما تزعزعت نتيجة الحروب والمواجهات التي خاضعها ضد محور المقاومة، معتبراً ان التوازن بين محور المقاومة وبين محور الهيمنة هو توازن دقيق في كل المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية.

واضاف قنديل، ان محور المقاومة يعتبر معركته مع كيان الاحتلال قضية تحرير واستقلال ورفض للهيمنة والعدوانية الصهيونية التي تشكل رأس حرب للهيمنة الاستعمارية في المنطقة، وبالتالي هي تخوض صراعات متعددة المستويات، كالصمود الاقتصادي والعسكري والمقاومة الاعلانية والسياسية، وتبتكر اشكالا من المواجهة التي ترد الصاع صاعين على الاحتلال الاسرائيلي والولايات المتحدة.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:

https://www.alalamtv.net/news/5006151

https://www.alalamtv.net/news/5006156