لبنان بين الانكماش الاقتصادي والضغط الخارجي.. نار تحت الرماد

لبنان بين الانكماش الاقتصادي والضغط الخارجي.. نار تحت الرماد
الثلاثاء ٢٣ يونيو ٢٠٢٠ - ١١:٢٠ بتوقيت غرينتش

تحذيرات متتالية من استغلال المشهد المعيشي في لبنان وتوظيفه خارجيا لخدمة المشروع المعادي للمقاومة.

العالم - لبنان

يعيش لبنان مخاضا يعصف بالعديد من جوانبه منذ تداعي ازمته الاقتصادي التي تردت وپشكل غير مسبوق ما استدعى حراكا سياسيا على اعلى المستويات مصحوبا باستنفار امني بعدما لاحت في الافق معالم استغلال خارجي لازمته والدفع به نحو الفوضى والتوتير .
وترى المصادر ان الاسابيع الاخيرة عكست احتقانا كبيرا في الشارع اللبناني على خلفية الازمات المالية والاقتصادية التي خرقت البيئة السياسية كما الحزبية للاطراف والقوى الداخلية.فبات الشارع وما سيحمله من متغيرات عنوان المرحلة المقبلة. لتنحو باتجاه بات يقلق الاجهزة الامنية والعسكرية المستنفرة لا سيما بعد تظاهرة 6-6 وما تبعها من ارتدادت في بيروت وطرابلس . ما طرح العديد من الاسئلة حول ما اذا كان فعلا لبنان على ابواب مرحلة "عسكرة لكل ما يجري والى اي مدى يمكن أن تتحمل الاجهزة الامنية تبعات اي انفجار اجتماعي في حال وصلت كل المفاوضات المالية الى حائط مسدود من هنا تفيد معلومات ليبانون فايلز بأن الاجهزة الامنية والعسكرية تعمل على أكثر من خط منذ ما قبل تحرك ٦/٦ حين توافرت معلومات لدى هذه الاجهزة عن دخول اكثر من جهة على خط التظاهرات الجارية، منها الداخلي ومنها المرتبط بأجهزة خارجية بهدف حرف التحركات الشعبية عن مسارها وتحويلها الى تحركات عنفية، من تكسير وحرق وبث الفوضى وتخريب السلم الاهلي والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة والاعتداء على مخافر قوى الامن كما حصل في طرابلس وعلى وحدات الجيش، وصولا الى اختلاق الفتنة كما حصل في بيروت، تزامنا مع ضخ اعلامي وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، مستفيدين من الاوضاع الاجتماعية الصعبة والانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد. واستغلال البعض لهذه الاوضاع واطلاقها بعض المجموعات الداعمة للحراك دعوات الى تحرك غير سلمي عبر مواقع التواصل وفي اطلالات تلفزيونية باعتبار ان الحراك السلمي لم تعد تنفع وان السلطة لم تستمع اليهم وبات من الضروري التحول الى اعمال عنفية لتحقيق المطالب حسب المصدر الاعلامي.
وعلى وقع التحذيرات من اي تغيير قد يطال سلوك الشارع ويدفعه الى الانزلاق نحو المجهول، ثمة عدو آخر ينتظر الفرصة للانقضاض على الداخل واستغلال الفوضى، وتنظر قيادة الجيش الى ما وراء الحدود وهي التي أكدت على لسان العماد جوزاف عون منذ انتهاء معركة فجر الجرود ان الحرب مع الارهاب لم تنته بعد وانها طويلة، واتخذت قرارا صارما بضرورة العمل الدؤوب والمتابعة المستمرة في اطار الامن الوقائي لضرب اي عمليات ارهابية قد يتم التحضير لها، وقد اثمرت الجهود والاجراءات المتخذة في شل تلك المجموعات الارهابية واضعاف قدراتها اللوجستية والعسكرية على التحرك.
وتندرج في هذا الاطار العملية الاخيرة التي نفذتها قوة خاصة من مديرية المخابرات منذ ايام في عرسال وادت الى توقيف اشخاص مرتبطين بتنظيم داعش الارهابي حيث عثر على اسلحة وذخائر واجهزة اتصال.وتضيف المصادر
انه مع دخول قانون قيصر الاجندة الجيوسياسية في المنطقة تزداد الريبة من امكانية انتقال التداعيات الى الداخل اللبناني .
الى جانب كل ذلك ثمة تقول المصادر ان عدوا لا ينام، ويسعى الى اقتناص الفرصة والتحرك من جديد وهو العدو الاسرائيلي الذي يواصل خرق الاجواء اللبنانية، وتكثيف الطلعات الجوية لا سيما فوق العاصمة بيروت وعلى علو منخفض لا يبشر بالخير، ويتقاطع ذلك مع معلومات تفيد بأن حزب الله وضع عناصره على أُهبة الاستعداد والجهوزية على الحدود الجنوبية في ضوء تقارير وصلت الى قيادة حزب الله من اجهزة استخباراتية دولية تشير الى أن اسرائيل تدرس جديا شن عدوان على لبنان مستغلة الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمر به، اضافة الى أن قانون قيصر الاميركي الذي يساعد في جزء كبير منه كيان اسرائيل على استغلال الاوضاع في المنطقة لاضعاف قدرات حزب الله، وهو ما يركز عليه الحزب اليوم ويعمل على ضبط ايقاع شارعه ويسعى الى استيعاب ردود الفعل الداخلية عليه لاسيما من قبل حلفائه وتحديدا التيار الوطني الحر الذي اعلن على لسان رئيسه جبران باسيل رفضه نظرية التوجه شرقا على حساب الغرب ورفضه أيضا التجربة الفنزويلية ودعمه لصندوق النقد الدولي.
وتختم المصادر. امام كل هذا الواقع هل بدأ العد العكسي لانفجار الازمة، وهل ينام لبنان على بركان اقتصادي اجتماعي وأمني قد يشتعل في توقيت المصالح الاقليمية والدولية .
مراسل العالم - حسين عزالدين.