'بن سلمان' مجموعة من الارتباکات

'بن سلمان' مجموعة من الارتباکات
الثلاثاء ٢٣ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٥:١٠ بتوقيت غرينتش

الخبر وإعرابه

العالم- الخبر وإعرابه

الخبر:

في معرض إکمالها لبنك ثلاثمائة هدف عسکري قامت "أنصار الله" اليمنية ليلة البارحة باستهداف وزارة الدفاع والاستخبارات وقاعدة سلمان الجوية وعدد من المواقع العسكرية السعودية في الرياض ونجران وجيزان بصواريخها وطائراتها المسيرة.

الاعراب:

في الظروف الحالية وخلافاً لما كان عليه الحال في الماضي يتعين على السعودية تأكيد هجمات أنصار الله قبل أي مصدر آخر لكنها كما في الماضي ، تحاول تكرار تصريحاتها المبتذلة والکليشيهة حول نجاحها في صدّ هجمات أنصار الله والتقليل من هذه الهجمات وتداعياتها.

على عكس المراحل الماضية لم تقتصر هجمات أنصار الله علی السعودية ليلة أمس على منشآت النفط والمراكز الاقتصادية السعودية، ولكن هذه المرة استهدفت "نقاطا أمنية حساسة" للسعودية لنقل رسالة مفادها أنه من الآن فصاعدا لن يكون أي مکان بمأمن، بما في ذلك القصور الملكية السعودية. وبهذا شددت أنصار الله على مخاوف حکام السعودية واستغرابهم من الأهداف المتبقية من بنك الأهداف البالغة ثلاثمائة هدف محدد في استراتيجيتها ضد المحتلين.

في أعقاب هجمات الليلة الماضية وبالنظر لحساسية الأهداف، تعرضت أنظمة الاستخبارات والأجهزة الأمنية السعودية الأمريكية لتساؤلات جادة. إن ضعف منظومة "باتريوت" الأمريكية في تحديد واعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية الهجومية لم يترك أي شك في أن وجود أو غياب القوات والمعدات الأمريكية في السعودية لن يكون لها أدنی تأثير يُذكر على مصير الحرب بين السعودية واليمن.

إن تزامن تشديد الحصار البري علی مأرب من جهات ثلاث، مع ضربات أنصار الله الصاروخية وقصفها بالطائرات المسيرة على الرياض والمحافظات السعودية الأخرى تحمل رسالة مفادها أن ملف كل من السعودية و"الاصلاحيين" المدعومين من قبلهم في اليمن بات علی وشك الإغلاق في وقت واحد.

حاول البعض في الفضاء الإفتراضي تصوير تركيز أنصار الله على أهداف في السعودية دون مهاجمة الإمارات كعلامة على قرب أنصار الله من الإمارات. إثارة مثل هذه المزاعم إنما تأتي بهدف التعويض عن "هشاشة السعودية" أمام اليمنيين بعض الشيء ولکي يتم الحفاظ علی شرف "بن سلمان" الزاعم بأنه يمکنه فتح اليمن خلال أسبوع.

في ظل انتصارات أنصار الله في اليمن، ليس فقط السعوديون والإماراتيون، وإنما "مقاتلوهم بالوکالة" أيضا لهم الحق في القلق بشأن مستقبلهم. صرح نائب رئيس المجلس الانتقالي اليمني "بن بريك" مؤخرا في اتصال مباشر: إن المجلس الانتقالي سيقيم علاقات ودية مع أي دولة ، بما في ذلك إسرائيل، من شأنها أن تساعد على استقلال جنوب اليمن. هذا وإن "بن زايد" قد أطلق إقامة العلاقات الودية مع إسرائيل منذ وقت قريب بصورة معلنة.