مصر تتواطئ مع الموساد لتسوية المواقف العربية بشأن خطة الضم

مصر تتواطئ مع الموساد لتسوية المواقف العربية بشأن خطة الضم
الأربعاء ٢٤ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٤:٣٨ بتوقيت غرينتش

كشفت صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، عن اتفاق سري بين الموساد والمخابرات المصرية لتضعيف المواقف العربية بشأن الخطة الإسرائيلية لضم الضفة الغربية.

العالم - الاحتلال

ونقلت الصحيفة، التي تُعتبر في الكيان الناطق الرسميّ باسم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، نقلت عن دبلوماسيين عرب رفيعي المستوى وكبار المسؤولين في أجهزة الأمن في مصر ووكالات المخابرات الأردنية، تأكيداتهم أنّ ثمة تحركات دبلوماسية خلال الأسابيع الأخيرة قبيل إعلان السيادة على أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن، تجري على نطاق واسع بين تل أبيب والدول العربية.

وجاء في التقرير أيضًا أنّ هذه التحركات ترمي إلى بلورة تفاهم خاص حول نوايا رد فعل هذه الدول العربية، ولاسيما مصر والأردن، التي تربطها بإسرائيل اتفاقات تسوية. وبحسب هذه المصادر العربية التي تحدّثت لصحيفة “يسرائيل هيوم”، فإنّ الاتصالات مع الدول العربية تجري عبر أجهزة الاستخبارات والأمن على أرفع مستوى وبدرجة عالية من السرية، وتحديدًا بين رئيس “الموساد” (الاستخبارات الخارجيّة)، يوسي كوهين ورئيس المخابرات المصرية كمال عباس، اللذيْن التقيا في الفترة الأخيرة عدة مرات وتوصلا إلى تفاهم يسمح بإعلان السيادة الإسرائيلية من جهة ومعارضته رسميًا من قبل الدول العربية من جهة أخرى.

كذلك قال مصدر مصري رفيع للصحيفة إنّ بلاده تمكّنت من إقناع الأردن بأنْ يعلن الملك عبد الله الثاني إدانته لعملية الضمّ دون اتخاذ أي إجراءات عملية أخرى مثل إلغاء اتفاقية السلام، المعروفة باتفاقية وادي عربة، والتي تمّ التوقيع عليها بوساطة أمريكيّةٍ في العام 1994.

وكانت القناة الـ11 في التلفزيون العبريّ، كشفت النقاب قبل عدّة أيّامٍ عن أنّه من المُقرر أنْ يقوم رئيس الموساد (الاستخبارات الخارجيّة) بزيارةٍ إلى عددٍ من الدول العربيّة والالتقاء مع زعمائها في الفترة القريبة جدًا، بما فيها الأردن ومصر، بهدف معرفة رؤية هذه الدول من مصدرٍ أوّليٍّ عن خطّة الضمّ الإسرائيليّة، ومُحاولة التخفيف من حدّة الردّ من قبل هذه الدول على الخطّة، على حدّ تعبير المصادر، التي تابعت قائلةً إنّه من المُتوقّع في المُستقبل القريب أنْ يجتمع رئيس الموساد مُباشرةً مع قادة هذه الدول العربيّة، دون أنْ تُفصِح عن أسمائها.

وأردفت المصادر عينها قائلةً للمُراسِل العسكريّ، روعي شارون، إنّ كوهين يتمتّع بعلاقاتٍ ممتازة في الإقليم والعالم، وعلى نحوٍ خاصٍّ مع الدول العربيّة في الشرق الأوسط، والتي لا تُقيم علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ مع كيان الاحتلال الإسرائيليّ، لافتةً في الوقت ذاته إلى أنّ رئيس جهاز الأمن العّام (الشاباك)، ندّاف أرغمان وقائد هيئة الأركان العامّة في الجيش الإسرائيليّ، الجنرال أفيف كوخافي، يعتقدان أنّ فرض السيادة الإسرائيليّة على كلٍّ من أجزاءٍ من الضفّة الغربيّة المُحتلّة وغور الأردن سيؤدّي إلى تصعيدٍ خطيرٍ جدًا، فيما يُعرِب رئيس الموساد، أكّدت المصادر الرفيعة في تل أبيب، يُعرِب في الجلسات المُغلقة عن تفاؤله من ردّ الفعل الفلسطينيّ والعربيّ، كما أكّدت المصادر.

إلى ذلك، ونقلاً عن مصادر سياسيّةٍ وأمنيّةٍ رفيعةٍ في تل أبيب، قالت صحيفة (معاريف) العبريّة إنّه خلال ولاية كوهين تعزّز التعاون الوثيق مع أجهزة استخبارات صديقة للموساد، في دولٍ قريبةٍ وبعيدةٍ، على خلفية وجود مصالح مشتركة للجم إيران، وبرنامجها النوويّ وسعيها للهيمنة في المنطقة.

مُضافًا إلى ذلك، نشرت وسائل الإعلام العبريّة خبرًا مفاده أنّ كوهين سافر إلى إحدى الدول العربيّة المُهّمة، ووفق كلّ التقارير الدولة المقصودة هي المملكة العربيّة السعوديّة، والتي لا تُقيم علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ مع إسرائيل، واجتمع هناك إلى نظيره العربيّ، ذلك أنّ الموساد يرى بعين واحدةٍ ما تراه الدول العربيّة المُعتدلة، وفق المعجم الصهيونيّ، بأنّ إيران هي العدوّ المُشترك. وبالتالي ليس مفاجئًا أنْ تحتل إيران رأس قائمة أهداف الموساد، ويليها في المرتبة حزب الله، خاصّةً أنّ ترتيب الأولويات الأمنيّة يتبع لتحديد المؤسسة الإسرائيليّة منابع التهديدات الإستراتيجيّة المُحدقة بإسرائيل.