قيادي في حماس: نريد دولة فلسطينية حرة

قيادي في حماس: نريد دولة فلسطينية حرة
الخميس ٢٥ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٥:٢٠ بتوقيت غرينتش

قال رئيس مكتب العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" موسى أبو مرزوق إن الدولة الفلسطينية التي يريدها الشعب الفلسطيني هي دولة فلسطين الحرة من النهر إلى البحر، مؤكدًا أن المقاومة المسلحة على رأس خيارات مواجهة خطة الضم.

العالم- فلسطين

وفي حوار مع "موقع السبيل"، أضاف أبو مرزوق أن: "خطط الضم الإسرائيلية جريمة جديدة تضاف إلى جرائم سرقة الأرض والموارد الفلسطينية، مشيرا إلى أن "حماس" ستعمل على إحباطها بكل الأدوات والسبل المتاحة".
وقال موسى أبو مرزوق: إن الدولة الفلسطينية التي نريدها، ويريدها الشعب الفلسطيني، ويساندنا في مسعانا أمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم، هي دولة فلسطين الحرّة من النهر إلى البحر، ولهذا فإن مستقبل الدولة الفلسطينية يكمن في كامل تحريرها.

وتابع: أما دولة في الضفة وغزة، والقدس عاصمة؛ فإن الضم يقسم الضفة إلى سبع مناطق منعزلة عن بعضها البعض، بالإضافة إلى أن 30% من مساحة الضفة سيتم ضمها، فالقدس ضمن ما خلف الجدار، أي أن لا عاصمة فلسطينية، وقد حذفت من الدولة المنتظرة.

وأوضح أن ضم الأغوار يعزل هذه الدولة عن عمقها العربي، وتصبح في بطن الحوت الإسرائيلي، ولا يستطيع السكان الحركة داخل هذه الدولة إلا بإذن من الصهاينة.
وأكد أبو مرزوق، أن لدى الفلسطينيين خيارات على المستوى الشعبي أو الدبلوماسي والقانوني، وعلى رأسها المقاومة المسلحة، للرد على إيذاء العدو، ودفعه للتراجع عن هذه السرقة.

واستدرك قائلا: الخلاف الفلسطيني- الفلسطيني يمنع الاستفادة من مقدرات شعبنا، ومن توحيد الجهود المتناثرة، بل وبكل الأسف، باتت جهودنا الفلسطينية تتصادم فيما بينها، وتعيق بعضها الآخر بسبب الانقسام، لكن هذا يدفعنا لبذل مزيد من العمل والجهد لمواجهة هذا المشروع.

وتابع أن هناك خيارات متعددة نستطيع معها مجتمعين أو منقسمين، مؤكدًا أن الانقسام يجب ألا يعفي أحدا من مواجهة مشروع الضم.

كما أكد أن التحرك يجب أن يكون على المستوى الفلسطيني؛ مسيرات ومظاهرات، واعتصامات، ومقاومة، وعلى المستوى الرسميّ؛ مذكرات، وحراك دبلوماسي، واجتماعات مع مختلف الهيئات والمنظمات الدولية، والأطر الرسمية والشعبية، وشبه الرسمية، وعلى المستوى العربي .. وكذلك على المستوى الأممي من هيئات ومنظمات.

وأشار إلى أن هذا الأمر سيدفع في النهاية الكيان إلى التراجع، ويدفع التيار الأمريكي النافذ إلى التأجيل، وأي انتخابات قادمة قد لا يكون ترمب في المشهد السياسي، فينقلب الأمر وتفسد الخطة وينتهي الأمر إلى فشل، وفق أبو مرزوق.

وكشف أن اتصالات جرت وتجرى مع عديد من الدول العربية والإسلامية وأحزاب ومنظمات وهيئات في سبيل تجييش مواقفهم لإحباط مخططات الضم الإسرائيلية.
وقال القيادي بحماس: إن على السلطة وفتح مسؤولية كبيرة في هذا الصدد، حيث بيدها أمر جمع الكل الفلسطيني، وبيدها وضع حد لهذا التغول الصهيوني والتعامل بمسؤولية أكبر مع كل الاتفاقيات التي أوصلتنا إلى هذه المرحلة.

وأضاف أن: "عند السلطة من الشرعية والأدوات، ما إن تخاطب العالم بطريقة أفضل مما هو حاصل، وبيدها الذهاب إلى مجلس الأمن والجمعية العمومية، والمحاكم الدولية والهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية، وتحريكها جميعًا، ويجب أن نستثني من هذا التحرك الأمريكان أنفسهم، مبينًا، مخاطر الضم على مستقبل المنطقة والعالم".

وكشف أبو مرزوق عن طلب حكومة الاحتلال عبر وسطاء من "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى تهدئة الأجواء، مؤكدا أنه ورغم تقدير "حماس" للوسطاء، فإن الحركة لا تعير الطلب الإسرائيلي أي انتباه.

وأضاف أن حركته تعمل وفقًا لما تمليه المصلحة الوطنية الفلسطينية، وقال: "نعتقد أن التهدئة وعدم التصعيد سيساعد الاحتلال على المضي قدمًا في إجراءاته، والعكس هو الصحيح؛ حيث إننا بالقدر الذي نحوزه رفضًا لمشروع الضم؛ بالقدر الذي نكسب على كل المحاور، ولهذا نحتاج إلى فعاليات على كل الصعد، لإفشال الضم وخطة القرن".
وحول علاقة "حماس" بالحكومة الأردنية، أكد أبو مرزوق وجود تواصل بين الطرفين، مشيرا إلى سعي حركته لأن يكون هناك تنسيق في الموقف والجهود، للتصدي لمخططات الضم.

وأوضح القيادي الفلسطيني أن "حماس" تقدّر الموقف الأردني الرافض لهذه المخططات، وأضاف: "آمل من المملكة تفعيل أدوات الضغط على الاحتلال الإسرائيلي، فلديها الكثير من الأوراق الرابحة".

وأشار إلى أن الشعبين الفلسطيني والأردني في دائرة الاستهداف، قائلا: المداد الجماهيري فيها كبير، سواء من الأردني أو الفلسطيني فكلاهما جسد وشعب واحد، ويحملون همّ القضية معًا، ولهذا فإننا نأمل من المملكة تفعيل أدوات الضغط على الاحتلال الإسرائيلي، فلديها الكثير من الأوراق الرابحة.
وحول تنامي إجراءات التطبيع بين حكومات عربية وحكومة الاحتلال، بين أبو مرزوق أن "حماس" تنظر بعين القلق من تراجع موقف بعض الأنظمة العربية من تأييد القضية الفلسطينية، والتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار إلى أن الشعوب العربية والإسلامية تعد القضية الفلسطينية قضيتهم المركزية، ويرفضون هذه الخطوات المستفزة لمشاعرهم.

وأوضح أن البعض يعتقد أن تطبيع علاقتها مع الاحتلال يساعدها في حماية أمنها، وبوابة لتطوير علاقتها مع الولايات المتحدة.

ومضى يقول: "وفي سبيل ذلك؛ يقدمون القضية الفلسطينية عربونا لهم، لكن سيأتي الوقت الذي يشعر فيه هؤلاء أفرادًا وحكومات، بعظيم الخطأ الذي ارتكبوه، فشعبنا لن ينسى من خذله".
وفي ملف المصالحة الفلسطينية، كشف أبو مرزوق أن الدكتور نبيل شعث مستشار عباس تواصل معه قبل أيام للخروج من الأزمة الداخلية الفلسطينية.

وقال أبو مرزوق إنه رحب بطرحه، وطلب منه أن يعود إلى الرئيس ويأتي بالموافقة على بدء خطوات عملية، لكنه لم يعد حتى هذه اللحظة، ولا أدري لماذا، على الرغم من أن الاقتراح بالتحديد لقاء على تقنية الزوم، بين هؤلاء القادة والمسؤولين.

وأضاف: الخلاصة أنه لا جديد في موضوع المصالحة، وحركة حماس جاهزة في هذا الوقت، وكل وقت، ومستعدة لدفع الثمن كاملًا لمصلحة شعبنا وقضيتنا الوطنيًة وصولاً لوحدة وطنية وبرنامج نضالي نتوافق عليه وترتيب بيتنا الفلسطيني باشتراك الكل الفلسطيني.

وأشار إلى أن حماس لا تزال يدها ممدودة للمصالحة مع حركة فتح، وللوصول إلى برنامج وطني جامع لجميع الفصائل الفلسطينية.
وأوضح أبو مرزوق أن ملف معتقلي الحركة وأنصارها لدى الحكومة السعودية ما يزال يراوح مكانه.

وقال: لا يليق بالمملكة العربية السعودية، وشعبها العزيز على قلوبنا، أن تعتقل حكومتهم أبناء الشعب الفلسطيني والأردني من أنصار المقاومة الفلسطينية، ومنهم الطاعن في السن، ومنهم المريض، ومع ذلك لم تفرج المملكة حتى هذه اللحظة إلا عن ثلاثة معتقلين.

وعبر عن أمل حركته أن تعيد السعودية النظر في هذه القضية، "فهؤلاء المعتقلون محبون للمملكة، وأفنوا فيها زهرة عمرهم، ولم يرتكبوا جرمًا يحاكمون عليه عوضًا عن اعتقالهم لكل هذه الفترة".