لقاء بعبدا وتحصين السلم الاهلي في لبنان

لقاء بعبدا وتحصين السلم الاهلي في لبنان
الجمعة ٢٦ يونيو ٢٠٢٠ - ١٢:٢٥ بتوقيت غرينتش

حدد اللقاء  اللبناني في بعبدا المهام الوطنية، وأكد أن السلم الاهلي خط احمر لا يمكن لاحد تجاوزه.

العالم - لبنان

شكل لقاء بعبدا الوطني مؤشرا ايجابيا في مقاربته للمهام والواجبات السياسية والامنية ازاء ما يتربص لبنان من مخاطر باتت تنذر باتساع رقعة التوتر بدءا من الملف الاجتماعي المعيشي الى الملف الامني بامتياز سيما وان المصطادين بماء امنه يتحينون الفرصة لبث المزيد من الفوضى التي لا تخدم سوى الاحتلال الاسرائيلي وادواته .

وتوقفت الاوساط المتابعة عند مقررات اللقاء الذي جمع الرؤساء الثلاثة الى جانب رؤساء الكتل السياسية الممثلة في مجلس النواب وفي مقدمها استشعار الجميع، واقرارهم بان ما يتعرض له لبنان سياسيا واقتصاديّا وماليّا واجتماعيّا وصحيا يمثل تحد وجب على كافة القوى ملاقاته بمسؤولية وطنية بعيدا عن تجيير الاختلافات الى خلافات وتصفية حسابات ضيقة تشكل ممرا سهلا لاعداء لبنان وعبثهم بمكوناته الاجتماعية تارة بالتحريض وطورا باستعمال البعض صندوق بريد لتمرير الرسائل الامريكية والغربية باتجاه الاهداف التي يسعون لتحقيقها مستغلين ازمة البلاد الاقتصادية ولقمة عيش المواطنيين للعبور نحو الفتنة والانقسام وبث الفتنة الطائفية والمذهبية التي يجمع جميع اللبانيون على رفضها ومواجهتها بكل السبل للولوج من خلال مشاريع ترمي الى محاصرة المقاومة بالدرجة الاولى واضعاف قوة لبنان المتمثلة بثلاثيته الذهبية.

من هنا يأتي تاكيد رئيس الجمهورية على أنّ الاستقرار الأمني أساس، بل شرط للاستقرار السياسي معتبرا الحملات التحريضية التي من شأنها إثارة الفتنة وتهديد السلم الأهلي، هي احدى منصات التدخلات الخارجية التي تنطلق من خلالها فوضى الشارع حاملة الشعارات التي تتجاوز المطالب المحقة الى الاهداف المشبوهة وهذا ما اشير اليه في بيان لقاء بعبدا عبر التوقف مليا عند محاذير تهديد السلم الأهلي وزعزعة الاستقرار الامني ووجوب التصدي الاستباقي ميدانياً، للإرهاب وخلاياه وفكره الإلغائي المعلوم الصنع والدعم والتسليح والاهداف .

وتقول المصادر المطلعة ان الحياة الديمقراطيّة في نظام لبنان الدستوري البرلماني لا تستقيم من دون وجود المعارضة ولاسيّما منها البرلمانيّة انما ما نراه من معارضة عنفيّة تقطع أوصال الوطن وتواصل أبنائه وتلحق الضرر بالممتلكات العامة والخاصة لا تندرج في خانة المعارضة الديمقراطيّة والسلميّة انما في خدمة المشاريع الخارجية التي تمعن باغراق لبنان في مستنقع ازماته دون ان تقدم له حلولا قابلة للنقاش على ان تفرض شروطها المذلة للنيل قدر الامكان من سيادته ومكتسباته الوطنية.

فهل تؤتي دعوة اللقاء الوطني من بعبدا ثمارها بتلاقي اللبنانيين في زمن الأزمات الوجودية، والعمل لإنقاذ الوطن من المخاطر التي تتهدّده ؟ وهل ستتمكن القوى السياسية لا سيما التي قاطعت لقاء بعبدا ايلاء الشأن الوطني وتفضيله على الاطماع الشخصية والحسابات الضيقة وانقاذ المواطن من التغلب على إرادته حتى لا يبقى مغلوبا جراء سلوك بعض السياسيين واجنداتهم؟

وهل سيكون بمقدور الدولة الاقتصاص من الفاسدين وناهبي المال العام ومهربي ودائع المواطنين ليكون ذلك اهم مدخل نحو سحب الذرائع من راكبي موجات الحراك داخليا وخارجيا.

وتختم المصادر بالقول ان مرحلة صعبة تنتظر لبنان ما يستدعي تحرك الجميع لاخذ مواقعهم المسؤولة خاصة وان قوانين امريكا القديمة والمستجدة وضغوطاتها الاقتصادية الظالمة بات مضبوطة على ساعة ترامب الانتخابية من جهة والتخبط الذي تعيشه الادارة الامريكية جراء الاحتجاجات الاخيرة بعد سلوك القتل العنصري من جهة ثانية ما يستوجب بحسب المراقبين اسبابا تحصن ورقة الرئيس الامريكية في صندوقة الاقتراع غير مستبعدة اللجوء الى افتعال احداث وتوتيرات لن يكون لبنان بمنأى عنها.

*حسين عزالدين