الحشد الشعبي، حزب الله وأنصارالله.. وثمن الكرامة

الحشد الشعبي، حزب الله وأنصارالله.. وثمن الكرامة
السبت ٢٧ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٩:٢٨ بتوقيت غرينتش

فشل ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب في تسجيل اي "انتصار" على صعيد السياسة الخارجية، خاصة في منطقة الشرق الاوسط،  دفع هذه الادارة الى الاستعجال في "تحقيق نصر" من اجل وقف الانحدار السريع في شعبية ترامب، الذي لا تفصله عن موعد الانتخابات الرئاسية الامريكية سوى اربعة أشهر، عبر تنحية الوكلاء جانبا والتدخل مباشرة في قضايا المنطقة.

العالم - كشكول

كل هم ترامب منصب الان على إرضاء الصهيونية العالمية التي اوصلته الى البيت الابيض عبر تنفيذ ما يعرف بـ"صفقة القرن" وتصفية القضية الفلسطينية والى الابد، بالتواطؤ مع الرجعية العربية وعلى راسها حكام السعودية والامارات والبحرين.

يعلم ترامب ان "صفقة القرن" لا يمكن تنفيذها دون تمهيد الارضية لها، وهذا التمهيد يتطلب ازالة كل العقبات التي تحول دون التنفيذ، وعلى راس هذه العقبات تقف فصائل المقاومة في المنطقة وعلى راسها فصائل الحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان وانصار الله في اليمن، بالاضافة الى فصائل المقاومة في فلسطين المحتلة.

يرى ترامب ان وكلاءه في هذه الدول فشلوا في التصدي لفصائل المقاومة، وانهم لن ينجحوا في تحقيق ذلك ايضا خلال مهلة 4 اشهر المتبقية على ولايته، لذلك أمر بأن تنزل امريكا بكل ثقلها في الميدان لتحقيق هذا الهدف وبشكل مباشر ودون اي مواربة.

ما شهده العراق من عدوان على الحشد الشعبي ومحاولة الاعلام المأجور اظهاره بانه قوة خارجة على القانون ومتمردة، ومحاولة ربطه بايران والخبر الكاذب والعاري عن الصحة الذي روجت له رويترز عن وجود مواطن ايراني بين معتقلي الحشد الشعبي، في محاولة لدفع العراق الى نفق مظلم، وما يشهد لبنان اليوم من حرب اقتصادية لوضع اللبنانين بين خياري الجوع وبين تسليم سلاح حزب الله ، وما يشهده اليمن من تصعيد في العدوان الامريكي الاسرائيلي السعودي الاماراتي والذي تجاوز كل الخطوط الانسانية الحمراء، حيث تدفع امريكا لوضع الشعب اليمني بين خياري الرضوخ للارادة الامريكية والتخلي عن حركة انصار الله او الموت جوعا، هذه الممارسات الاجرامية هي جانب من الاستعجال الامريكي لتحقيق نصر لترامب الفاشل خلال الاشهر الاربعة القادمة.

ان سياسة استخدام الغذاء والدواء لتركيع الشعوب رغم كل وحشيتها ولا انسانيتها ولا قانونيتها، الا انها لم ولن تدفع اي شعب من شعوب العالم للركوع امام الادارة الامريكية المتغطرسة، بل على العكس تماما، ساهمت هذه السياسة المتوحشة، في تمسك الشعوب بخيارها وجعلتها اكثر اتكالا على قواها الذاتية، واشد اعتزازا بكرامتها، وخير مثال على ذلك الجمهورية الاسلامية في ايران وكوبا وفنزويلا وفلسطين المحتلة و..، حتى العراق لم يتمكن الحصار من النيل منه، الا ان المحتل الامريكي غزا العراق متسللا من الهوة التي ظهرت بين الشعب العراقي ونظامه المجرم، بسبب السياسة الوحشية والدموية التي مارسها النظام الصدامي الدكتاتوري على مدى اربعة عقود ضد الشعب العراقي.

ترامب لن يستطيع خلال اربعة اشهر ولا حتى خلال اربعة عقود من تمرير "صفقة القرن" مادام في الامة ابطال على استعداد بان يدفعوا ثمن الكرامة بكل سخاء من امثال الحشد الشعبي وحزب الله وانصار الله وحماس والجهاد و..، وما الصفعة الاخيرة التي وجهها الحشد الشعبي في العراق لترامب عندما حاول ان يمتحن حظه فجاء حظه عاثرا كصاحبه.